الثلاثاء ، ١٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٠٤ مساءً

خيال المآتة: هل ينقذ اليمن؟!

إلهام الحدابي
الجمعة ، ٢١ يوليو ٢٠١٧ الساعة ١٢:٥٤ صباحاً
في تعريف الاحتلال بأبسطة صوره يمكننا أن نشير الى أنه اغتصاب أرض أخرى ذات سيادة، وممارسة مختلف الشكال العدوان والتسلط عليها باستخدام القوة، ووفقاً لهذا التعريف يمكننا أن نشير إلى أن الدور الإماراتي في الساحل اليمني خصوصاً في جزيرة ميون يعتبر (احتلالاً ) صريحاً ينبغي أن يوقف بأسرع وقت.

تقع جزيرة ميون اليمنية في مضيق باب المندب، وتبعد عن ميناء عدن 100 ميل، عرفت هذه الجزيرة رغم صغرها بأدوارها الاستراتيجية قديماً سواء في مجال الامن البحري أو في مجال الاقتصاد، ونظراً للظروف السياسية السيئة التي عانتها اليمن خلال العقود المنصرمة لم يتم الاستفادة من هذا الميناء وبقي مهمشاً شأنه شان ميناء عدن والمخاء والموانئ الأخرى التي أجرت كمخازن للإمارات في وقت سابق.

بعد الانقلاب الذي نفذته حركة الحوثي أصبحت سيادة اليمن على المحك خصوصاً بعد تنفيذ عمليات الحزم التي لاقت ترحيباً محلياً واقليمياً في بادئ الأمر، كونها كانت الوسيلة الوحيدة لاعادة العمليات السياسية لمجراها، ورغم الأخطاء القاتلة التي وقع فيها التحالف العربي بقيادة السعودية من أول عملية له من خلال استهداف المدنيين وتهديم البنية التحتية، لم ييأس كثير من اليمنين من أمل أن ينفع علاج الكي في نهاية المطاف، لكن ترهل الجسد اليمني بالكي وبترت أعضاءه دون فائدة، واتضح أن الحكيم السعودي والإماراتي لم يكونا سوى جزارين تعلما للتو كيف يستخدمان مبضع الجراحة!

تدهور المشهد الأمني في اليمن بشكل درامي بعد أن تلكأ التحالف من حسم المعركة في بعض المناطق بذريعة التخوف من الإخوان، وبهذا أصبح دور التحالف أشبه بخيال المآتة الذي لا يهش الوباء عن الثمار!

وبعد أن انكشف المستور واتضحت حقيقة الدور الإمارتي في الجنوب من خلال دعم الميليشا، واستخدام السجون السرية واحتلال الموانئ أصبحت الصورة أوضح خصوصاً بعد أن تسربت أخبار تفيد بأن السعودية والامارات تنويان إعادة تنصيب أحمد علي من أجل الوقف، ورغم التشكيك في تلك التسريبات إلا أن نتائج الواقع تفيد بأنه لا دخان من دون نار، ونتائج الواقع أكبر دليل على أن ما يحاك بالخفاء أخطر من التسريبات نفسها، وبانشغال دول التحالف بأزمتها الخليجية يصبح ظهرها مكشوفاً بشكل أكبر للتهديدات الخارجية، وبغياب المشروع الموحد تصبح المشاريع الأخرى في المنطقة هي الأكثر جاهزية للتطبيق على أرض الواقع.
ما يهمنا كيمنيين هو أن توقف هذه الحرب العبثية بأسرع وقت، إذ لا يمكن للحكومة الشرعية أن تحقق أي انتصار طالما بقيت اسير للولائم والمرتبات السعودية، كما أن جبهات الداخل استنزفت بشكل كبير قدرات البلد البشرية والاقتصادية والصحية، وما يتعلق بالتوافق من اجل اعادة أحمد علي لن يكون سوى نفخ في قربة مثقوبة، إذ أن اعادة حجر أساس المشكلة إلى مكانها يعني أن يعاد سيناريوا الحرب أكثر من مرة.