الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٥٨ مساءً

خلية تجسسية!

إلهام الحدابي
السبت ، ٠٤ أغسطس ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٤٠ مساءً
في الأسابيع الفائتة القريبة سمعنا عن اكتشاف خلية إرهابية في اليمن، واتضح من خلال بعض الصحف أن الخلية تخدم الطرف الإيراني بأفراد يمنيين، وسمعنا عن أن الرئيس عبد ربه هادي رفض أن يستقبل مبعوث طهران الذي جاء ليلملم الفضيحة، وانفردت مجموعات في (الفيس بوك) بالانفراد أو تحقيق السبق في كشف أفراد تلك الخلية التجسسية...!!

المشاهد والمستمع والقارئ يظن في بداية الأمر أن النص مأخوذ من رواية خيالية، أو سيناريو لفيلم أكشن، وكل هذه الأفكار لا تتبادر إلى أذهاننا إلا بسبب غياب الحقيقة، وكأننا لسنا يمنيين ، وكأن الأمر لا يعنينا، جهات تؤكد وجهات تنفي، ولا وجود لقول في فصل في الموضوع، ولا ندري بعد أيام ما لذي ستقوله الأخبار الصفراء..سوى أنه حدثت مشكلة بين اليمن وطهران وعادت الأمور الودية بين البلدين بعد صفقة سلاح أو تبادل ثقافي أو شيء من هذا القبيل.

موقف الرئيس عبد ربه منصور هادي ليس قوياً، وأعتب على من تغنى برفضه لمقابلة مبعوث طهران، لأن مبعوث طهران على الأقل جاء من الباب، بينما مبعوث أمريكا وبريطانيا وفرنسا يأتوا من النوافذ التي لا يراها الشعب، ولكن يراها الرئيس ، ولذا كنا نتمنى أن يتخذ موقف حقيقي وليس فقط رفض مقابلة، لعل في موقفه ذلك رسالة لبقية الخلايا النائمة وشبكات التجسس وما أكثرها في اليمن.

كمواطنة يمنية لم أستغرب من خبر كهذا، فاليمن منذ البارجة كول وهو مركز استراتيجي للاستخبارات الأمريكية، ربما لأن جنسية مؤسس القاعدة يمنية! وربما لموقع اليمن العالمي ولهشاشة حكامه! وربما...

وما الاستخبارات البريطانية أو غيرها من الدول الصديقة والجارة والقريبة إلا جزء من خلية مطامع تتنامى إلى جوارنا منذ زمن ،منذ سقطت الدولة في الحقبة السابقة مما أدى إلى انهيارها اقتصادياً وسياسياً ومعنوياً وثقافياً، ولا أستغرب من مكونات تلك الخلية يمنيين، لأن تلك الخلايا تعيش في مجتمع لا يعترف بهويته الوطنية، بل ويتحرج من نطق جنسيته في المحافل الدولية، أضف إلى ذلك الفقر المتفشي حتى في أوساط ميسوري الحال بسبب الجرع المتوالية، لذا مبلغ 8000 يورو، حتى 200 يورو يعد مبلغ لا بأس به من أجل الإنتقام من وطن لا يحترم أبسط حقوق ساكنيه.

ومثل أولئك الخونة الذين لن نستطيع أن نحدد منهم بالضبط حتى يتبين لنا ذلك عبر كشوفات أسماء تقرها الدولة وتفصل حكمها فيهم عبر القضاء ليكونوا عبرة لمن اعتبر، أما أن تنفرد شبكة ما على الإنترنت بأسماء المتورطين دون أي إثبات أو بينة فعلى الدولة أن تردع مثل هذه التصرفات حتى لا تتفشى ثقافة الاتهام الغير محمودة العواقب في أوساط مجتمع لا تنقصه مشاكل جديدة، وبما أن الدولة إلى اللحظة لا تزال تتخبط حتى على الصعيد الشخصي بين أفرادها فلا عتب أن تمرر مثل هذه القضية دون توضيح للرأي العام، ولا عتب أن نكتشف في يوم من الأيام من أن نصف سكان اليمن عملاء لإيران، ونصفهم الآخر عملاء للسعودية أو لقطر أو لتركيا وفرنسا وغيرها من الدول التي تقرأ خارطة اليمن وفق مصالحها.