الجمعة ، ١٧ مايو ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٢٣ صباحاً

معركة أخلاقية عظيمة

أحمد مصطفى الغر
السبت ، ١٥ سبتمبر ٢٠١٢ الساعة ١١:٥١ صباحاً
ولما لا ننتفض و نحتج على فيلم يسئ لنبينا الكريم ؟ ، ألا تحتج الدول وتثور لمجرد إهانة رمز أو شعار يخصها فى كثير من الأحيان ، فما بالنا بنى الانسانية كلها ... صحيح أننى ضد الاعتداء على السفارات والدبلوماسيين أيا كانوا لأننا أعطيناهم الأمان وإرتضينا وجودهم مسبقاً فى إطار التبادل الدبلوماسى والمعاهدات والاتفاقيات الدولية ، لكن لا يجب نسيان ردة الفعل الغاضبة للشعوب والتى يمكن فى كل الاحيان التخكم فيها بعكس الحكومات و النظم الحاكمة ، الأمر ليس مستغرباً أن تبدأ شرارة الاحتجاجات من مصر وليبيا ثم اليمن ثم باقى الدول ، فتلك الدول لم يمر وقت طويل على ثورتها و شعوبها تحررت من قبضة الظلم والاستبداد التى كانت تمنعها حتى من مجرد الخروج لنصرة الدين والنبى الكريم .

اذا كانت الولايات المتحدة التى تؤمن بالحرية ـ كما تدعى ـ إلى أقصى حد للدرجة التى تعطى لمواطنيها إمكانية حرق العلم الامريكى إن أرادوا .. هل يمكن أن تسمح بإنتاج أفلام تشكك فى صحة محرقة اليهود المزعومة ؟ ، وهل شركة "جوجل" الامريكية كانت ستترك مقطع فيديو يفضح أكاذيب اليهود حول المحرقة دون حذفه من على "يوتيوب" ، أم كانت ستتخذ إجراء يمنع نشره فى إسرائيل فقط و تتركه لباقى البشر كى يشاهدوه ؟ ، لا أظن أنها ستتركه دون حجب.

اننا فى حاجة الى إنتاج أفلام ونشر كتب بكل اللغات لنشر القيم الأصيلة للدين الاسلامى الحنيف والتعريف بتعاليمه السمحة كى يعلمها من يجهلها حول العالم ، وكى ننشر الصورة الحقيقية للدين الاسلامى التى يزيفها الاعلام الغربى المدعوم من الصهاينة فى كافة دول الغرب.

وبعيداً عن أى ظنون ، فقط هناك تساؤل يدور فى ذهنى حول عدم نشر أى تصريح أو بيان أو كتابة أى تغريدة لمن يصفون انفسهم بالنخبة السياسية حتى الان ، يقول مارتن لوثر كينج : " أسوأ مكان في الجحيم محجوز لهؤلاء الذين يبقون على الحياد في أوقات المعارك الأخلاقية العظيمة " ، و أعتقد اننا ألان فى معركة أخلاقية عظيمة جداً ، تقتضى منا العمل الجاد و عدم التباطؤ فى الحفاظ على هيبة الدين الاسلامى ونبيه الكريم فى كل أرجاء الدنيا ، لكن للأسف حتى عبارات الشجب والأدانة والاستنكار التى عهدناها من الدول العربية الاسلامية .. تأخرت كثيراً ، وكثير منها لم يصدر ألان !