الجمعة ، ١٧ مايو ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٢٣ صباحاً

هل يخرج عن النص مرة أخرى ؟!

أحمد مصطفى الغر
الاربعاء ، ٢٦ سبتمبر ٢٠١٢ الساعة ١١:٥٠ مساءً
إفتتاحية "نيوز داى" فى أحد أعدادها فى شهر مايوم من العام 2004 ، جاءت الافتتاحية بعنوان : " الأخضر الابراهيمى .. دبلوماسى خرج عن النص " ، حينها كان الابراهيمى مبعوثا خاصا للامم المتحدة فى العراق ، وصفته حينها الادارة الامريكية بــ "الشخص المناسب للقيام بالمهمة المطلوبة " ، حيث وضع بوش كل ثقته فى ذلك السياسى الجزائرى المحنك .

لكن الابراهيمى وقتها خرج عن النص .. عندما هاجم العمليات التى كانت تقوم بها القوات الامريكية ضد عناصر المقاومة ، لم يتوقف الامر على ذلك إلا انه هاجم وقتها خطة شارون الاحادية بفك الارتباط عن الفلسطينين وهاجم و هاجم امريكا مرة اخرى عندما هاجم دعمها غير العادل لاسرائيل ، أما ألان و حيث أن الرجل الذى خرج على الناس يتقلد منصباً جديداً فى مهمة يصفها البعض بالمستحيلة و أخرون بانها "مهمة بلا جدوى" ، يقوم الابراهيمى بدور المبعوث الاممى عن الامم المتحدة ،والعربى عن الجامعة العربية ، لحل الازمة السورية حلاً عادلا ودبلوماسياص يوقف حمام الدم المستمر وعمليات القتل التى لم تتوقف حتى كتابة هذه السطور.

مهمة الابراهيمى فى سوريا تتفاقم يوما بعد آخر ، وتزداد صعوبتها مع كونه لا يحمل خطة عمل واضحة يسير عليها ، لقاءات الابراهيمى المتعددة مع رموز النظام او المعارضة فى سوريا أو حتى مع زعماء و وزراء خارجية دول المنطقة لا تجدى نفعاً حتى ألان لحل الأزمة ، يراها البعض ــ و أنا منهم على الأقل حتى ألان ــ أنها فرصة للنظام لمزيد من القتل والقمع و انتهاك حقوق الانسان و هدم المزيد من البنيان ، الامم المتحدة والدول العربية و الابراهيمى نفسه ينتظرون جميعاً حل لن يأتى فى المستقبل القريب ، وربما لن يأتى أبداً ، فمشاهد القتل والهدم و فرار اللاجئين قد باتت مشاهد مألوفة وهو ما يجعل الحل الدبلوماسى أمراً محالاً، روسيا ـ كحليف لنظام الأسد ـ ترى أنه من السابق لأوانه تقييم مهمة الابراهيمى ، لكن متى يحين الوقت لتقييم مهمته خصوصا مع استمرار هدر الدماء السورية دون توقف ؟!

ألان .. نحتاج من هذا الدبلوماسى المحنك أن يخرج عن النص مرة اخرى ، ليمارس الدبلوماسية المدعومة بروح العدل والحق والوقوف الى جانب الانسانية أكثر من الوقوف على خط المنتصف أو ما يسمى بالحياد ، فليعمل الابراهيمى على اساس ان ثمة شعب يريد ان يتحرر أكثر من كون الامر نزاعاً اهلياً أو انشقاق مسلح او كما يصف النظام ذاك الوضع بأنه حرب على الجماعات الارهابية المتطرفة ، الوضع لم يعد يحتمل مزيد من إضاعة الوقت ، و قد تكون هذه هى الفرصة الدبلوماسية الأخيرة امام نظام الأسد قد يترك سوريا للسوريين ، مثلما فعل جيرانه من انظمة مبارك وبن على و القذافى و على صالح ، هى فرصة أخيرة للأسد يجب إستغلالها قبل فوات الأوان ، ومهمة أخيرة للابراهيمى نتمنى ألا تنتهى كنهاية مهمة كوفى انان !