الجمعة ، ١٧ مايو ٢٠٢٤ الساعة ٠١:١٢ مساءً

ببطـء .. لكن بثبات !

أحمد مصطفى الغر
الاربعاء ، ١٠ اكتوبر ٢٠١٢ الساعة ٠٤:٤٠ مساءً
ربما لا تأتى قراراته المفاجئة "كما يحب أن يصفها كثيرون" فى الوقت المناسب ، لكن على الأقل أنها تأتى ، وهذا أفضل بكثير من غيابها تماماً ، فى رأيى المتواضع أن قرارت الرئيس "محمد مرسى" تأتى مواكبة للارادة الشعبية و توجهات غالبية الاحزاب و ممارسى العمل السياسى ، لكن قد تكمن المشكلة الخقيقية فى الطريقة التى يتعاطى بها الاعلام مع تلك القرارات ، فيمكن لصحيفة او قناة فضائية أن تعد تقريراً لا تتاح فيه فرصة النشر او الظهور التلفزيون الا لحاملى رأى معين إتجاه تلك القرارات ، و بطريقة غريبة تختفى مراكز البحوث واستطلاع الرأى ، ويصبح الاعتماد كلياً على هذا التقرير التلفزيونى او ذاك الاستطلاع الصحفى !

سواء كانت ردود الفعل بالقبول او الرفض .. فإنها فى أغلبها تصب فى النهاية فى مصلحة "مرسى" عندما تضيف الى رصيده المزيد و المزيد ، فالرجل الذى قبل الحكم دون صلاحيات كاملة ، إستطاع أن يقتنص تلك الصلاحيات لاحقاً ، بل ويطيح بالحرس القديم "ان جاز وصفهم بذلك " ، فقد تم الاطاحة بالمجلس العسكرى وتغيير مدير المخابرات ورئيس ديوان الرئاسة وتعيين قادة جدد للجيش ، قرارات رئاسية تعيد الاعتبار جزئيا لفلاحى مصر الذين أفقرهم و أذلهم نظام مبارك البائد ، و إلغاء الحبس الاحتياطى لجرائم النشر ، و يلى الالغاء مباشرة الافراج عن رئيس تحرير متهم بإهانة رئيس الجمهورية ، ثم مؤخرا قراره بالعفو عن معتقلى الثورة.

"مرسى" يعود بمصر نحو مكانتها الطبيعية فى المنطقة وفى العالم ، لكن قد تبدو هذه العودة بطيئة نسبيا ، وهذا مفهوم فى إطار المعطيات الدولية والاقليمية ، إضافة الى "تقزيم" الدور المصرى طوال عقود خكم مبارك ، فمصر التى بدت وكأنها غريبة عن أفريقيا تعود اليها مرة أخرى ألان ، وبالتزامن تبحث مصر عن حلفائها القدامى و تصنع علاقات وصداقات جديدة مع شركاء جدد ، أرى ـ من وجهة نظرى ـ أن الأمور يبدو أنه ستكون أفضل مستقبلاً و هذا ما أتمناه ، ولكن فى نفس الوقت يجب أن تتم الاصلاحات بوتيرة أسرع مما هى عليه ألان و هذا ما أرجوه ، لكن على أية حال فإن عهد مبارك كان يشهد سيراً نحو الخلف .. أما ألان فإن السير قد أصبح نحو الامام ، وان كاب ببطء فإنه على الأقل بثبات وثقة .

كلمة ذات معنى : يقول ابراهام لنكولن " إنني أسير ببطء, لكني لا أسير للخلف أبدا " .