الجمعة ، ١٧ مايو ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٣٣ مساءً

الذين صفقوا لأوباما .. هل مازال لديكم أمل ؟ (2/2)

أحمد مصطفى الغر
السبت ، ١٠ نوفمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٢:٤٠ مساءً


أوباما مثل رومنى ، أحدهما سئ "ولو بحكم الظروف وما يفرضه عليه منصبه " و الثانى أسوأ و أعلن ذلك صراحة خلال السباق الرئاسى هذا العام ، فقط يمكن إعتبار ان مدة حكم اوباما الأولى كانت ناجحة بالنسبة لشعوب العالم كافة وخاصة العربى .. كونه لم يلحق بالعرب أذى كثير من سياسات امريكا الحمقاء كتلك أثناء فترة حكم بوش الابن ، و ربما كان البعض لديه تخوفات من ان تقف امريكا لمناصرة الطغاة مثل "مبارك ، والقذافى ، وصالح ، وبن على .. وربما حتى من تعتبره أمريكا ليس حليفا وهو الأسد " ، لكن دعنا نقول أنها وقفت على الحياد ، أو بالأحرى فى مناصرة الشعوب بطريقة غير مباشرة ، فأمريكا دائما تسلك المسار الذى يخدم مصلحتها ولا غير ذلك من مسارات تريد ، قثوابت السياسة الامريكية لا يغيرها ساكن البيت الأبيض سواء كان أبيض أو أسود ، محباً لاسرائيل أو كارها لها ، الخطوط العريضة فى التوجهات الامريكية ثابتة ومنها مثلا " الحفاظ على أمن وسلامة اسرائيل" !

اننا وان كنا نبدأ ألان فترة حكم جديدة للرجل الذى يحكم القوة الأكبر بين دول العالم ، فعلينا أن نتذكر البداية الثانية لبوش الابن ، عندما وضع الكثيرون أملهم أن يعتدل الرجل فى حكمه ويكفى العالم شره و شر أسلحة دولته وبراثن سياساتها ، لكنه تمادى فى قتل الكثير من الاطفال والنساء و الابرياء على أراضى أفغانستان والعراق تحت مسمى " الحرب على الارهاب" ، إعتقد الكثيرون وقتها أن بوش الابن فى ولايته الثانية سيكون أقل ضرراً من منافسه "جون كيرى" ، لكن إتضح لاحقا أنه لا يختلف عنه ، حتى أوباما .. لاحظ السياسة الخارجية له في ولايته الأولى كانت شبيهه إلى حد كبير بالسياسة الخارجية لبوش الابن خلال ولايته الثانية ، فمعتقل "جوانتانامو" ما زال مفتوحا، والحرب في أفغانستان مازالت مستمرة .. بل وتمتد أحيانا الى أراضى الجارة "باكستان" ، وعمليات التصفية بواسطة الطائرات بدون طيار تسجل ارتفاعا متزايدا مع كل يوم.

فى النهاية ، لا يحق لنا أن نقرر من يفوز برئاسة أمريكا ، لأن الأمر برمته لا ناقة لنا فيه ولا جمل ، فقط ـ نحن ـ نتمنى أن يكون القادم أفضل لنا ولغيرنا ،وعلينا ألا نعلق كل آمالنا علي أوباما فى أن يحقق ما فشل سابقيه فى تحقيقه أو ما لم نستطع نحن تحقيقه ، فأوباما كغيره ، ومن سيأتى بعده سيكون مثله ، فقط ربما سيتغر الاسم و لون البشرة و الطول و الصوت ، لكن السياسة و الأفعال و الأقوال ستبقى كما هى دون تغيير ، دعونا نعود للحظة إلى واقعنا ونتدبر أمرنا بأنفسنا ، ولا نعلق أمالنا على فوز هذا المرشح أو ذاك ، إذ من المؤسف اننا بقينا طوال السنوات الماضية نعلق الأمال ونرسم الخطط بناء على من سيحكم أمريكا ، ومن سيفوز بالأغلبية التى ستمكنه من تشكيل الحكومة فى اسرائيل ، واذا فاز من ليس له قبول لدينا ، بتنا ننتظر الدورة الانتخابية التالية على أمل التغيير ، لكن المشكلة أن كل من يأتوا إلى سدة الحكم سواء فى امريكا او اسرائيل أو أى دولة غربية لن يقفوا فى جانب الحق حتى ولو كان جلياً ، و تبقى فلسطين هى الخاسرة دائماً إذ تطول سنوات بقائها تحت الاحتلال الصهيونى !، ونبقى نحن العرب فى دائرة التبعية لهم ولسياساتهم و فى انتظار الفائز القادم فى انتخاباتهم !