الخميس ، ٠٢ مايو ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٠٩ صباحاً

إشكالية التفجير !

أحمد مصطفى الغر
الأحد ، ٠٣ نوفمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٨:٤٠ صباحاً
وقعت مشادة وصفتها الصحف المصرية المحلية بالساخنة بين ضيفين على فضائية "الفراعين" منذ أيام فى أحد البرامج ، بسبب قول أحدهما " أن توفيق عكاشة هو مفجر ثورة 30 يونيه " ، وهى المقولة التي رفضها أحد الضيفين لتنشب بينمها مشاجرة كلامية ، فتدخلت المذيعة سريعا قائلة " لا ، هو إللي فجر الثورة ، وإنت زعلان منه ليه ؟! ".

صحيح .. ما الذى يجعل الضيف "يزعل" من كون عكاشة هو مفجر ثورة 30 يونيو 2013 أو حتى 25 يناير 2011 ؟! ، هذه الواقعة ذكرتنى بما حدث فى المؤتمر السنوى الخامس للحزب الوطنى الديموقراطى (المنحل حاليا) و الذى أُقِيم فى نوفمبر من العام 2008 ، حيث حرص أحمد عز علي تحية ابن الرئيس المخلوع " جمال مبارك" في ختام كلمته قائلاً: «أشكر جمال.. مفجر ثورة التطوير والتحديث» ، نسى من كتبوا التاريخ المصرى أن يذكروا لنا ثورة قامت بين ثورة 23 يوليو 1952 و ثورة 25 يناير 2011 تسمى ثورة التطوير كان مفجرها هو جمال مبارك ، ربما كانوا سيتداركوا هذا الخطأ لو كان جمال ورث الحكم عن أبيه ، ليرث معه البلاد والعباد و الفساد .. وتفجير الثورات !

تفجير الثورات يعدّ مشكلة فى بعض الأحيان ، فالجميع يريد ان يظهر بعد ان تتقارب الاحداث من النهاية .. وتتكاثر الأصوات التى تدّغى البطولة والفداء والتضحية والتفجير ،ويبدأ بعدها تقسيم الغنائم وتوزيع المناصب ، وتبقى الشعوب بعدها حائرة بين من فجر الثورة ومن سرقها ومن خربها ومن هدمها ! ، يا سادة .. الثورات الشعبية تلد زعاماتها ، ففعل الثورة يسبق إختيار قيادة لها ، أما ما هو خلاف الثورة فتلك أفعال لها قادة و مفجرين ومخططين و مستفيدين يسهرون ليل نهار من أجل تحقيق غاياتهم ، أفعال تجند أبواقها الاعلامية للسهر على تلميعها وتسويقها محليا و عالميا ، وفى الاطار تكثر الطفيليات المصاحبة لها من مفكرين و رجال دين و إعلام وصحافة وسياسة وإقتصاد .

كنت أتمنى أن نبتعد عن موضوع التفجير قليلاً لأحدثكم عن إكتشاف تم مؤخراً لمقبرة فرعونية عمرها 45 قرناً ، لكن للأسف التفجيرات قد كثرت مؤخرا فى بلداننا العربية ، فما من إسبوع يمر على العراق أو مصر أو لبنان إلا ونسمع عن تفجير هنا او هناك ، أما سوريا فالأمر فيها يتكرر يوميا ، بل كل ساعة ! ، وهو ما يعنى ان مقابرنا الحالية أولى بالحديث عنها من مقابر الأجداد .