الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٥٠ صباحاً

دلالات المقاطعة الشعبية في مصر للانتخابات الرئاسية

عبدالرحمن محمد أحمد الحطامي
الخميس ، ٢٩ مايو ٢٠١٤ الساعة ٠٦:٤٠ مساءً
رأى كل العالم الرد الحقيقي و العملي الصادق من الشعب المصري الأبي الرافض للانقلاب العسكري على إرادته الحرة التي وضعها في صندوق أصدق عملية انتخابية جرت في مصر وأفرزت النظام المعبر عن تطلعاته وآماله في رمزية المعتز بدينه وقوميته العربية الأصيلة الدكتور / محمد مرسي الذي شكل بخطاباته وتحركاته النهضوية المتحررة من الإملاءات الخارجية مصدر تهديد للمشروع الصهيوعربي / أمريكي في المنطقة .
لعل من خدعتهم الأكاذيب فيما سبق من أيام خلت ، وأوهمتهم أن البديل عن الإسلاميين يحملون المشروع الأكثر أمانا وانسجاما مع خيارات المجتمع الدولي ، أدركوا وقد رأوا بأم أعينهم ولمسوا نيران الطاغوت بزيه وبيادته العسكرية كيف أجرم وأسام المصريين أضعاف ما ذاقوه من نظام مبارك الذي انتفضوا عليه وقدموا التضحيات للتخلص منه !

هاهم اليوم يعبرون بمقاطعتهم للانتخابات عن تصحيح مسار ثورتهم ويكتبون بموقفهم هذا رسالة عملية يقولون فيها : أيها السيسي ومن وراءك لن تحكمونا ولن نمنحكم شرعية القتل وإعادة نظام ثرنا عليه وقدمنا للتخلص منه الشهداء والجرحى . أيها المتآمرون علينا وعلى ثورتنا وإرادتنا الحرة : لقد ذهبت أموالكم مع الرياح وما أنفقتموه ثمن الدماء التي سفكت والأرواح التي أزهقت والدمار الذي لحق باقتصادنا و بنانا التحتية كتبناها رصيدا ستدفعونه آجلا إن شاء الله وهو محفور في ذاكرتنا التي لا تنسى اليد التي امتدت إلينا بالأذى وستعلمون غدا أي منقلب ينقلبون ، لن تفلتوا من العقاب في دنياكم الفانية وما عند الله لكم أشد وأنكى .

أيها المجتمع الدولي المتشدق بالديمقراطية والحرية ومناصرة الحريات : هانحن عبرنا عمليا عن ديمقراطيتنا فإن كنتم تفهمون فارفعوا دعمكم وغطائكم السياسي عن عميلكم السيسي وليعد نظامنا الذي اخترناه بإرادتنا وأعلنوها صراحة أن ما تم في مصر كان انقلابا لم يقبل به الشعب المصري وخرج يعبر عن رفضه للانقلاب في الشارع وهاهو الآن يؤكد رفضه لشرعية الانقلاب بمقاطعته للانتخابات مما يؤكد عدم اعترافه بهذا الانقلاب ، فهل أنتم فاعلون ؟ وإلا فإنكم تنقلبون على مبادئكم التي تؤمنون بها وتشرعون لمواطنيكم في دولكم إمكانية إحداث أشكالا من الانقلاب على ديمقراطيتكم التي انقلبتم عليها في بلدان أخرى !

أيتها الشعوب العربية وبالأخص التي قدمت الشهداء والجرحى في ثوراتها الربيعية المباركة : ثقوا أن كل المؤامرات التي تنالكم هي سحابة صيف وتنجلي بإذن الله وما قدره الله كائن لا محالة وما غيرته يد الله بأيدي أهل الحق لن تغيرها أياد تلوثت بدم الأبرياء فاعملوا على وحدة صفكم واحذروا فقط أن يجروكم للعنف ، أما غير ذلك فاستعينوا بالصبر وحسن الصلة بالله والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
ما ذا يعني أن يقاطع المصريون مراكز الانتخابات غير التعبير بصمت وبقوة شديدة رفض واقعه ونظامه الانقلابي ! يا للعار .. إنها وصمة عار ألصقها المصريون بقادة الانقلاب ، وهي وصمة عار لكل من أيد هذا الانقلاب في الداخل والخارج ، لا أدري ما هي رؤية المجتمع الأوروبي تحديدا لهذا الحدث الانساني والتاريخي ؟ الذي أدركه ببساطة أن الانقلاب انتهى تماما لحظة مقاطعة المصريين لهذه الانتخابات التي لم ولن تتم .