الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٤٦ صباحاً

ماذا تبقى لك ؟؟؟

عامر الحجاجي
الاربعاء ، ١٤ ديسمبر ٢٠١١ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
بإمضاءك على المبادرة الخليجية المرفوضة أصلاً من قبل الشباب في ساحات الحرية والتغيير فإنك قد وضعت نفسك مجبراً خارج المشهد السياسي برمته وأصبحت في خبر كان ولكنك مازلت وبلا إستحياء تمارس مناوراتك المعهودة في إستفزاز الشارع الذي لفظك وإلى غير رجعة عن طريق إصدار قرارات هزيلة واستقبال مبعوثين وهميين والقيام بزيارات عقيمة رافضاً أن تترك البلد في سكونها الذي اشتاقت إليه طويلاً ... فماذا تبقى لك ؟؟؟

في وجودك عاش المواطن اليمني عيشة الضنك والفقر والحرمان على امتداد الأرض اليمنية شمالا وجنوباً وشرقاً وغرب وفي وجودك ضرب الشر في بلادنا أطنابة وكنت أنت الراعي له ... وفي وجودك مارست القبيلة أسوأ سلوكيات النفوذ الزائف الذي أرجع البلاد لعصور سحيقة من التخلف والجهل والمرض في زمن كان يفترض أن تثور فيه القبيلة على واقعها وتجسد المعنى الحقيقي للأصالة والشهامة ونزعات الخير ... ورغم كل ذلك مازلت تصر على تكريس هذا الحال المزري والحال السيء وترفض أن ترحل ... فماذا تبقى لك ؟؟؟

برعايتك ظهرت وترعرعت الطبقات الأوروستقراطية حيث كانت في غيابك مقزمة وبفضلك أصبحت ذات حظوة ونفوذ واستقواء على مختلف طبقات الشعب المطحون وبرعايتك ومباركتك ساد البلاد أراذل الخلق ورويبضة القوم وسفهائهم الذين استمرأوا ممارسة أقبح أصناف العهر السياسي ووجدوا منك ماوجدوا من تأييد ومباركة ودعم .. وبرعايتك ضاع الشرفاء والأحرار الذين بفضلهم انتصرت الثورات سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر ورغم فداحة مافعلت مازلت تتشبث بكرسي الحكم كأنك لم تفعل شيء ... فلماذا وماذا تبقى لك ؟؟؟

في وجودك غُـيّب النظام والقانون وفي وجودك أكل الكبير الصغير وفي وجودك قتل القوي الضعيف وفي وجودك ساد الظلم وغاب العدل وفي وجودك إنتشر الفساد في كل البلاد وفي وجودك مات الخير في نفوس الناس - إلا مارحم ربي - وفي وجودك اقتتل الأخوة في البيت الواحد وفي وجودك ضاعت هيبة اليمن وأهلها بين الأمم .. ورغم كل مافعلت نراك مازلت تناور وكأنك سيد الموقف ...والشعب يقول لك أرحل – فلماذا لاترحل وماذا تبقى لك ؟؟؟؟

بفضل سياستك الخبيثة تفككت أواصر اللحمة بين الشمال والجنوب وصارت وحدة الشعب في مهب الريح جراء السلب والنهب والسرقة والظلم والتعدي على الآخرين وغياب المواطنة المتساوية الأمر الذي أجج شعباً محباً للحرية والكرامة والعزة بجنوبه وشماله فخرجوا يطلبون الوحدة الحقيقية والتي لن تتحقق سوى بأسقاطك ونظامك ولكنك لازلت ترتجي خلاف هذا المطلب وترفض أن ترحل ... فماذا تبقى لك ؟؟؟

برعايتك أستبيحت أراضينا وأنتهكت بحارنا وأجواءنا وبرعايتك ومباركتك وموافقتك بيعت جيزان ونجران والربع الخالي ... وبرعايتك ومباركتك قتل الغريب الأجنبي المواطن اليمني وأنت كما أنت مازلت تهذي وتحلم بتصفير العداد والبدء من جديد وهذا بالطبع مستحيل ... فلماذا لا تنصاع لرغبات جل الشعب الذي يرفضك وماذا تبقى لك ؟؟؟

في عهدك الميمون صار الراعي رئيساً لمجلس النواب وهو لايفقه حتى رعي الغنم ولا يدرك من مهام المنصب شيء سوى الولاء لك .. وفي عصرك الذهبي صار الشيخ الثري الجاهل البليد عضواً لمجلس النواب .. وفي عهدك المزدهر صار جل أعضاء مجلسي النواب والشورى من حزبك يسبحون بحمدك ويقدسون لك ويرفعون أياديهم الهزيلة لمبايعتك ولسن القوانين التي تجيز لك ما لا يجوز لغيرك وتحرم على غيرك ما أحل لك وكأن الوطن الكبير هذا من ضمن موروثات أباءك وأجدادك هو ومن عليه ... ورغم الصحوة المتأخرة لهذا الشعب وتنبههم لأفعالك ونبذهم لك أراك مازلت تأمل بسكون الطوفان وانجلاء الغمامة والتي لن تنجلي إلا بزوالك فلماذا لاتخرج وماذا تبقى لك ؟؟؟

في عهدكم الزهي تناحرت القبائل في كل شعاب الأرض اليمنية وأنتم تشعلون نار الفتنة فيما بينها وتقدمون الدعم الوافي والكافي لكل طرف على حده لكي يجهز كلٌ على الآخر ولكي تسودوا في نهاية المطاف عملاً بالمصطلح السياسي والعسكري القديم ( فرق تسد ) وبالفعل لقد فرقت وتسيدت البلاد والعباد لأكثر من ثلاثين عاماً عجاف حتى أذن الله بصحوة شعب عملاق رفضك ورفض حكمك وسياستك ونظامك وحزبك وللأبد ورغم هذا مازلت تحلم بالبقاء وهو المستحيل بعينه .. فماذا تبقى لك ؟؟؟

في نهاية عهدك الميمون وقبل تمرير مشروع التوريث ضاق الخلق بك ذرعاً فخرجوا في مسيرات سلمية من غير أن يحملوا حجر أو يكسروا شجر وقبل انضمام قوات الفرقة الأولى مدرع وكافة القوى المناصرة للثورة فأمرت بقتلهم بمختلف أضناف الآلة العسكرية الخفيفة والثقيلة والمتوسطة ، قتلتهم في جمعة الكرامة وقتلتهم في جولة عصر وقتلتهم في جولة النصر وقتلتهم في ملعب الثورة وقتلتهم في الزبيري وقتلتهم في القاع وقتلتهم في شوارع وميادين تعز وقتلتهم في أبين وقتلتهم في أرحب وقتلتهم ونهم وقتلتهم في كل مكان طالته آلة حربك الغادرة حتى صرت تحمل في عنقك من الدماء مايجعلك تقضي بقية عمرك مرعوباً أينما حللت وأينما رحلت ورغم كل هذا مازلت تود أن تبقى الرئيس وللأبد وتورث هذا المنصب لأولادك وأحفادك وكأن شيء لم يكن وهذا أيضا مستحيل في ظل صحوة شعب جبار لن يسكن حتى يقتص منك .. فلم لم ترحل وماذا تبقى لك ؟؟؟

في عهدك البهي صارت خيرات هذا الوطن الغالي أرصدةً ضخمة تدور في بنوك الغرب ودول الخليج العربي باسمك أنت وأسماء أبناءك وأحفادك وأنسابك وأقاربك وأصهارك وأصدقاءك وعبيدك وجواريك وصارت عقاراتكم وشركاتكم واستثماراتكم جميعاً شامخة في داخل الوطن وفي دول الخليج والدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية ولم تكتفوا بهذا وحسب بل ومازلتم رغم كل ثراءكم في نهم وطمع ليس له حد ولا نهاية مثل جهنم ( هل من مزيد ) وأفقرتم شعباً بأكمله تعداده بالملايين ... وأنت بالذات لم تكتف وبعد هذا كله أريد أن أعرف ماذا أيضاً تريد وماذا تبقى لك ؟؟؟

إذن أيها الرئيس المخلوع ... من أجل هذا الوطن الذي لاتعرف قدره ومن أجل هذا الشعب الذي لم تدرك في يوم عظمته ومن أجل هذه الأمة المسالمة ومن أجل الأجيال القادمة التي ستذكرك في أحلك صفحاتها .. لن أقول لك إرحل ولكن إختفي ولاتظهر بعد اليووووم ...