السبت ، ٢٧ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٢٩ صباحاً

همسة في أذن الرئيس صالح

د. أحمد عبيد بن دغر
الخميس ، ٠١ يناير ١٩٧٠ الساعة ٠٣:٠٠ صباحاً
يمن برس - عبد الرزاق الجمل :

"الأوضاع في اليمن لاتسر أحدا وليست في صالح أحد صحيح أن المواطن هو أول من يجني ثمار الفساد الموجود لكن المسئولين والقادة والتجار أيضا ليسوا بمأمن من ذلك أظن أن على الرئيس علي صالح تغيير سياسته المنتهجة إن أراد أن يدخر شعبه لقادم الأيام التي تنذر بأكثر من ماضيها فلدينا قوائم طويلة من القضايا ولدينا قوائم طويلة من الغرماء واستمرار الوضع على ماهو عليه يدخل قضايا جديدة وغرماء جددا بل سيصير الشعب بأكمله غريما للحكومة وستتسع الفجوة بينهما حينها سيكون المواطن في طرف أي عدو وفي طرف أي متمرد ولانستطيع هنا أن نلقي باللوم عليه لأن الوضع وصل إلى مالا يطاق وقد شاهدنا نماذج كثيرة من هذه التنكرات سيادة الرئيس إذا كان احتياج الأسرة العادية المكونة من أربعة أشخاص في الشهر يتجاوز السبعين ألفا في ظل وضع معيشي متدهور ومعدل راتب الموظف لايتجاوز العشرين ألفا فهذا يعني أن هناك عجزا مقداره خمسون ألف ريال شهريا كيف سيتعامل المواطن مع هذا الوضع؟ لدى المواطن حاليا عدة خيارات – يشحت ويوظف أولاده في الجولات والمساجد ليشحتوا أيضا – يدخل عالم الجريمة ويمارس السرقة ليغطي بعض احتياجات الأسرة – يحرم أولاده من التعليم كما هو حاصل لعجزه عن دفع تكاليفه – يتهرب عبر حدود دول الجوار ويدخل في مغامرات أشبه بأفلام هوليود – يبيع عرضه , هل هناك خيارات أخرى؟ وهل هذه الخيارات خيارات مواطن في وطن قلتم يوما أنه سيكون أفضل؟ سيادة الرئيس إن الشعب بحاجة ماسة لترميم علاقتكم به ولا يكفي في ذلك الخطابات فقد تنبهوا مؤخرا أن الكلام لايشبع من جوع ولايؤمن من خوف بل يجب أن تجتث الفساد من عروقه –وبمقدوركم ذلك- وتهيأ للمواطن حياة كريمة إن أردتم ادخاره لأيام عصيبة قادمة وإلا فسيخلق الوضع ألف غريم."