الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٢٧ مساءً

انتصار القلم

عبدالرحمن الدعيس
الخميس ، ٢٣ فبراير ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
شهر فبراير هو شهر مشهود في حياة اليمنيين, ففي 11فبراير من العام الماضي خرج الشعب اليمني من أجل إسقاط حكم العائلة وفي هذا اليوم انتصرت الكلمة على البندقية وتم إسقاط العائلة بكلمة أرحل لا أكثر .

حاولوا إسكات واغتيال هذه الكلمة لكنهم لم يقدروا فحشدوا مدافعهم واخرجوا دبابتهم واستعانوا برجالهم لعلهم يسكتوا صوت الحق ويقتلون كلمة أرحل لكنهم لم يستطيعوا إلى ذلك سبيلاً.

وفي يوم 21فبراير من العام الحالي خرج اليمنيين بأقلامهم ومنطق العقل والحكمة اسقطوا كل أصحاب المشاريع الصغيرة وانتصر القلم على المدفعية انتصر القلم على الإرهاب وعلى أصحاب النفوس المريضة.

انتصر صوت القلم ومنطق العقل والحكمة على صوت الظلم والطغيان وعلى صوت الرصاص وأزيز المدافع خرج اليمنيون بأقلامهم ينشدون مستقبل أفضل وعهد جديد ويمن جديد.

لا يوجد ثائر كان يريد هذه النهاية لثوره ولكن لا يوجد يمني يقبل أن تكون اليمن ساحة صراع ساحة حرب بالوكالة بين الدول, وكل أصحاب العقول السليمة يعلمون أن هذا ما كان يخطط لليمن وهي أن تكون ساحة حرب بالوكالة تأكل الأخضر واليابس وتقضي على الشعب وتقتل بقايا اقتصادنا المتهالك.

لقد كنت من أكثر المتحمسين للزحف نحو القصر وكنت من أكثر المعارضين للمبادرة الخليجية ومازلت معارض لها ولكن يجب علينا أن نستفيد منها فهي هديه لنا أرادو أن يضرونا بها فقد نفعونا من حيث لا يشعرون أنها إرادة الله لهذا البلد الطيب وأهله.

كنت استغرب لماذا قادة المعارضة يعارضون الزحف نحو القصر؟! ولماذا يخافون من بقايا عفاش المنهك المتهالك؟! وكنت أتساءل في نفسي ألسنا نملك شباب يملك إرادة تدك الجبال فتجعلها قاعاً صفصفاً؟!!

ولكنني في يوم 21عرفت أن قادة المعارضة كانوا على حق وأنا كنت على خطأ أنا وكثير من الشباب فقد كنا عاطفيين وحماسيين أكثر من اللازم, لقد عرفت أن الخوف لم يكن من منهم أمامنا من أعوان وأنصار عفاش, ولكن الخوف من منهم بيننا ومن خلفنا! فمن أمامنا كان بإمكاننا أن نكسره لكن من خلفنا كان سوف يكسرنا واليوم وقد اتضح الأمر وانكشفت عوراتهم.

أقدم اعتذاري إلى أولئك القادة الحكماء العظماء الذين منعوا الشباب من الزحف الذي كان سيحرقنا ويقتل خيرة شبابنا ويقضي على مستقبل وطني, فعفاش ومن معه كان من أمامنا والحوثي وبعض قادة الحراك من خلفنا ولكن الله سلم.

وهنا أريد أن أوجه رسالة إلى عبده ربه منصور لن أقول لك مبروك بل مبروك لليمن الخروج من هذا المأزق, وأنت يجب عليك أن تختار طريقك ومكانك فإما أن تحمل فوق الأعناق أو تداس تحت الأقدام.

(وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ )