الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٢٣ مساءً

الواقع العربي !! ماذا بعد ؟

د. أحمد عبيد بن دغر
الخميس ، ٠١ يناير ١٩٧٠ الساعة ٠٣:٠٠ صباحاً

يمن برس - تونس - فؤاد محسـن ثامـــر:


إن المتأمل للواقع السياسي الذي يعيشه العالم العربي اليوم ، وحتى الدول التي ضمن ما يسمى بدول الشرق الأوسط يظن أن هذه الدول تعيش مرحلة مخاض لثورات جديدة ، وكأنها قابعة تحت احتلال أنظمتها الوطنية التي عادة ما تحتفل بأعياد التحرير والثورات كل عام بل وتجعل منه بداية عهد جديد من البناء والتطور والتنمية ، بل إنها تعتبر هذه الأيام موعدا للمقارنة في كل تقاريرها الرسمية التي تصدرها سنويا للمقارنة بما كان وما هو كائن!! ، ولعل هذا المتأمل يستغرب من هذا الاضطراب التي عمت هذه الأقطار، ويمكن لنا أن نضرب أمثلة في هذا الجانب فلو بدأنا بفلسطين والعراق الذي لا يخفى حالهما على احد ، فما استجد في فلسطين لم يكن يتوقعه احد من اقتتال داخلي أهان النضال الفلسطيني الذي يصارع الاحتلال الصهيوني لأكثر من خمسين عاما ، وكذلك العراق الذي يعاني على أكثر من صعيد -الاحتلال والإرهاب والمعاناة والفقر والتخريب وعصابات الاختطاف والقتل ....الخ ، ولو اتجهنا قليلا إلى الجوار لوجدنا لبنان الذي طالما كان محط أنظار كل مواطن عربي يبحث عن كل ما ينسيه همومه نتيجة لما يسخر به هذا البلد من جمال الطبيعة وسحر الإنسان اللبناني وإبداعه الفني والثقافي ، لكن الأمر تغير فمن يعد يفكر بلبنان أن يكون محطة نزهته الصيفية ، وهو الآن يعيش حالة اضطراب ومخاض سياسي لا يعرف أحدا ما سينتج عنه من مفاجآت قادمة ، ثم لو ذهبنا إلى مصر لوجدنا أن هناك إشكالية سياسية تشتد يوما بعد يوم بين الحكومة والتيار الاخواني ، وكل يوم تظهر هذه القضية إلى السطح بصورة اكبر من سابقاتها ولا ندري إلى أين سيستقر بها الحال ، وكذلك الوضع في عددا من الدول الخليجية كالسعودية والكويت والبحرين التي طالما تشهد من حين لآخر إشكالات سياسية وأمنية ، ولو اتجهنا إلى السودان لوجد أن هذا البلد يستعد للتقسيم مابين جنوبه وغربه خاصة وان العالم مهتم بشؤونه أكثر من قاطنيه أو من من يهمهم الأمر ، ما يحدث أيضا في الجزائر من اضطرابات أمنية وأحداث إرهابية تجعل المرء يقف أمامها بتأمل شديد خاصة وان الجزائر لها باع طويل في معاناتها مع الإرهاب الذي أصابها طيلة سنين من الزمن والتي كان آخرها التفجيرات الإرهابية التي حدثت مؤخرا في قلب العاصمة الجزائرية ، حتى المغرب ما يزال يعيش سجالا طويلا في معركته مع جبهة البوليساريو إلا انه لا يزال الطريق طويلا حتى يتم الوصول إلى حلول متوافقة ، وما حدث في اليمن من حرب ضروس مع مايسمى بالحوثيين والحكومة اليمنية التي لم يعرف المواطن اليمني إلى الآن أسبابها الرئيسية ، إلا انه عرف انه تم التوصل إلى حل لهذه القضية التي أنهيت مؤخرا ، وإشكالية الملفات التي بدأت تفتح بعد قضية المتقاعدين ، فإلى متى ستظل هذه القضايا تشل كيان هذا الوطن العربي الذي مايزال يقبع في آخر السلم الحضاري ؟ لماذا لا تلتفت هذه الأنظمة إلى قضايا شعوبها كما يفعل الغرب الذي نحاول تقليده في كل سلبياته وعيوبه ؟ لماذا لا نتعلم منهم كيفية بناء الأوطان وكيفية التعامل مع الشعوب ؟ خاصة ونحن في القرن الواحد و العشرين الذي يعد عصر حقوق الإنسان وتحرره من الاستبداد والاستعباد ؟ لكن ما يخيفنا هي عبارة عادة ما يؤمن بها الكثير وهي "أن التاريخ يعيد نفسه" ؟ لكننا هنا في نوعية التاريخ الذي يعاد هل هو التاريخ المشرق لهذه الأمة أم هو تاريخ الاستبداد والذل والمهانة والانقسام ؟
أما آن للأنظمة أن تصالح شعوبها خاصة وان "مافيها مكفيها "!!؟؟ فبعض هذه الشعوب كانت تعاني من الافتقار إلى لقمة العيش والى الحياة الكريمة لأبنائها لكنها بدلا من أن تتحسن هذه الجوانب يتفاجأون أنهم حرموا من نعمة أخيرة كانوا ينعمون بها ، ألا وهي نعمة الأمن ونعمة الحرية ؟ كما يحصل الآن في العراق و فلسطين ولبنان والسودان والصومال ، وغيرها من الدول ........ فماذا بعد !!!؟؟؟