السبت ، ٢٧ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٢٤ صباحاً

قبل أن يجف عرقهم

أحمد غراب
الأحد ، ٠٨ ابريل ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٤٠ مساءً
هل أتاك حديث الموظفين والموظفات الذين ربطوا على بطونهم أحجارا، وسالت دموعهم أنهاراً، وهم يعملون ويستلفون و ينتظرون صرف رواتبهم منذ أشهر؟!

قيل لهم في وقت سابق إنهم سوف يستلمون، وحتى لم يستلموا، وهم صابرون على الحكومة لأنهم عارفون أن يومها بسنة، لكن من يصبر عليهم وديونهم تزداد يوماً عن يوم؟!!

هل تعرف الحكومة ماذا يعني أن يظل الموظف طوال شهور متوالية يتسلف أجرة مواصلات لكي يذهب للدوام؟! فما بالك حين يكون الموظف معلماً أو معلمة !! فما عساه أن يقول لصاحب البقالة: " قم للمعلم وفه التسجيلا.. كاد المعلم أن يكون قتيلا".

المئات منهم يعملون ويدرسون بلاش بللوشي، شبعوا سلف من شهر إلى آخر وطول الوقت وهم يركنوا الناس" الحكومة ع تصرف.. الحكومة ع تصرف.." والحكومة تصرف خبر!! ولايوجد بلد في العالم التدريس فيه دين إلا في اليمن ، وأفضل طريقة لهؤلاء الموظفين أن يرفعوا للحكومة والمالية لافتات مكتوب عليها:" ممنوع الدين وكلمة بعدين " والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يقول أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه، ولو أعطينا كل صاحب حق حقه ما وجدنا مشكلة واحدة في هذه البلاد.

هناك أيضاً أكثر من خمسة آلاف موظف في عدن يشارعون بعد وظائفهم ومرتباتهم وهناك متعاقدات في صندوق المعاقين يعملن بجد واجتهاد ويقدمن نموذجا إنسانيا راق في العمل لشهور متوالية دون أن يقبضن أجورهن ومستحقاتهن.

ومن أزمة الموظفين الذين يعملون بلا مرتبات، إلى أزمة الكتب المدرسية التي انقرضت من المدارس وتوفرت على أرصفة الشوارع وقد قابلت اليوم أفضل متسول عرفته في حياتي، يتسول لكي يوفر الكتاب المدرسي لولده، ولا اعرف لماذا حرصت وزارة التربية والتعليم على توفير الكتب المدرسية على أرصفة الشوارع ربما لتكون قريبة من تطلعات الشارع.

ومن المدارس إلى الجامعات من حق طلاب الجامعة أن يطالبوا بإلغاء رسوم التعليم الموازي أو على الأقل إعفائهم من دفع الرسوم وهو أمر يمثل عين العقل خصوصاً عندما نقارنه بالإعفاءات التي حصل عليها عشرات المسؤولين رغم أنها بمليارات فقيل لهم " جباكم "، في وقت آلاف الطلاب اليمنيين يبيع آباؤهم ما يملكون لتسديد رسوم التعليم الموازي، على الأقل من باب العدل الموازي الذي هو أساس الحكم وإلا حيركم على الجدار القصير؟ علشان كذا الله مسلط الفوضى على هذه البلاد من المسؤولين واصحاب المصالح رغم ما حصدوه تجدهم سبب كل مصيبة تقع في هذا البلد ، وإنما أهلك الأمم السابقة أنهم كانوا يطبقون القانون على الضعيف والصغير، وليس غريباً أن الضرائب في هذه البلاد يدفعها الموظفون ويهرب منها الأغنياء والتجار الكبار.

عطروا قلوبكم بالصلاة على النبي

اللهم صل وسلم وبارك عليه.