الخميس ، ٠٢ مايو ٢٠٢٤ الساعة ٠١:١٠ صباحاً

أوراق الخريف في الربيع

أحمد غراب
الاثنين ، ٣٠ ابريل ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٥٠ صباحاً
قد يحرم من أمه وهو ما يزال باللفة، الزوج يقول هاتوا ولدي، وأهل الزوجة يبزوا الولد ويرسلوه لا أقول في لفة، بل قد يرسلوه ملفوفاً في ورق جرائد قبل أن تلقي عليه أمه ولو نظرة.

لا حوار، لا مكافآت، لا تحفير، ضرب فقط وتحطيم معنويات (تعال يا جني.. أنا باوريك.. باضربك.. بادعسك...). أولئك هم المحظوظون، فماذا عن الجائعين المشردين النازحين؟!

الهم في ملامحهم منذ الصغر، محرومون من أبسط وسائل اللعب.

الحكومات لم توفر لهم الغذاء والدواء والتعليم، لم تنتشلهم من جولات، ولم تسعفهم في مستشفيات، ولم تنقذهم في مخيمات.

الأحزاب زجوا بهم في صراعات ومظاهرات ومواجهات مباشرة، لم يجنبوهم أحداث العنف، ولم يحترموا حقوقهم كأطفال، ولم يوفروا لهم ظروف الحماية، وتناسوا أن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد كانت حروب، كان يؤمن النساء والأطفال.

المنظمات تفننت في إصدار التقارير والورشات، وبروزة صورهم في المحافل والمنتديات.

بعد الثورة وقعوا فريسة لسوء التغذية، وتناهشتهم الأوبئة مع انهيار الخدمات.

طفل صغير تسأله: ماذا تفعل في الشارع طوال اليوم؟

فيرد عليك: "أشقى علشان أمي وأخواتي ما يتبهذلين في الشوارع والجولات".

في نهاية الأسبوع، تجد طفلات يمشين 3 إلى 4 ليحرسن بعضهن حتى لا يتعرضن للتحرش، ويستجدين من أصحاب المحلات 10 أو 20 ريالاً، إحدى الطفلات خرجت غاضبة من أحد المحلات وهي تهتف بسخط: "بيعطيني 10 ريال ويشتي يأكل لحمي بها".

دفعوا ثمن الفقر والحروب والنزوح، وانتشار السلاح، ومنهم من حمل السلاح، ومليون طفل منهم يواجهون حاليا خطر الموت بسبب سوء التغذية.

باختصار الأطفال في اليمن:

- ورقة ضغط يستخدمها الأبوان في الخلافات الاجتماعية.

- ورقة استغلال تستخدمها الأحزاب في الصراعات السياسية والإعلامية.

- ورقة ابتزاز تستخدمها بعض المنظمات في هبش الخارج.

- ورقة استغلال لعصابات التسول والتهريب، ولمن يستغلونهم في الأعمال الشاقة.

- ورقة قات يستخدمهم المزارعون في رش القات بالمبيدات.

- أوراق خريف متساقطة في زمن يسمونه الربيع العربي.

حسبنا الله ونعم الوكيل.

عطروا قلوبكم بالصلاة على النبي.

اللهم صلّ وسلم وبارك عليه.