السبت ، ٢٧ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٠٣ صباحاً

الحوار الوطني..اخر محاولات صالح لتفجير حرب اهلية

عبدالعزيز الحميدي
الأحد ، ٠٦ مايو ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٤٠ مساءً
فشل صالح في جر البلاد إلى حرب أهلية أكثر من مرة على الرغم من محاولاته المستميتة لتحقيق ذلك قبل خروجه من السلطة مستخدما كل ما في يده من وسائل القتل والدمار لسحق اليمنيين وإجهاض ثورتهم السلمية الشعبية المطالبة برحيله و التى تحقق أولى أهدافها بإخراجه صاغرا من السلطة تحت غطاء المبادرة الخليجية ورغم ذلك لازالت محاولاته مستمرة!

وقد بداء صالح نزعته العمياء ورغبته الجامحة لتفجير حرب أهلية ضد شباب الثورة في ساحات وميادين الحرية المطالبين برحيله فوجه أجهزته القمعية والوحشية لقتلهم والتنكيل بهم بصورة إجرامية بشعة آملا منه في إجهاض ثورتهم لكن شباب اليمن الأحرار أدركوا ما كان يخطط له صالح ومايرمي إليه من وراء هذه الوحشية وواجهوا الموت بصدورهم العارية بطريقة سلمية أذهلت العالم اجمع وكشفت بوضوح عن وجه صالح الحقيقي وأعلنت بدء العد التنازلي لسقوطه ونظامه في مزبلة التاريخ.

وبصمود شباب الثورة اليمنية وإصرارهم على سلمية ثورتهم فقد صالح الأمل في جر الثورة إلى مستنقع العنف لكنه لم يفقد الأمل في جر اليمن إلى حرب أهلية فكانت القبائل اليمنية القريبة من صنعاء التي أعلنت انضمامها وتأييدها السلمي لثورة الشباب هدفا له في إشعال أتون الحرب وتشويه سلمية الثورة ومحاولة إضعافها فوجه حرسه العائلي لقصف قبائل أرحب ونهم وبني جرموز بشتى أنواع الأسلحة الثقيلة فاحرق المزارع ودمر المنازل وقتل الأبرياء وشرد الكثير منهم إلى الكهوف والجبال دون أدنى وازع من دين أو ضمير لكن أبناء تلك القبائل الشرفاء اثروا الموت على الإذلال والمهانة وضحوا بكل ما يملكون في سبيل الحرية والكرامة ودافعوا عن أنفسهم بكل بسالة وشجاعة ليقف جيش الطاغية المخلوع والته القمعية عاجزة أمام إصرار وعزيمة أولائك الأبطال على الدفاع عن أنفسهم وثنيهم عن دعمهم الكامل للثورة الشبابية السلمية المطالبة برحيله والخلاص من حكمه حتى آخر قطرة من دمائهم الطاهرة.

لم تتوقف محاولات صالح المستمرة في جر البلاد إلى حرب أهلية عند هذا الحد إذ وجد في القوات الموالية للثورة هدفه المنشود واصفا المنشقين عنه بالمتمردين والمنقلبين على الشرعية الدستورية محاولا استفزازهم وجرهم إلى مربع العنف وتحويل الثورة السلمية إلى ثورة مسلحة ليثبت للجميع بأن ما يجري عبارة عن صراع على السلطة ليس إلا وانقلاب عسكري مسلح عليه لكن الجميع كان يعرف ما يريده صالح وفي مقدمتهم اللواء / على محسن الأحمر الذي اظهر رباطة جأش وواجه كل مؤامرات صالح ودسائسه بهدؤ بالغ وحكمة متناهية ليفشل صالح في النهاية في تحقيق ما كان يمني به نفسه ويسعى إليه فكان أولاد الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر - رحمه الله – هدفا له في إشعال حرب الأهلية فوجه آلته الحربية للإنقضاض عليهم ومحاصرتهم وتدمير منازلهم وممتلكاتهم انتقاما منهم لتأييدهم للثورة السلمية وتصدرهم المشهد الثوري ودعمهم الكامل واللامحدود لثورة الشباب ومطالبتهم علانية برحيله عن السلطة وقد تحمل أولاد الأحمر كل ما تعرضوا له من تدمير وتنكيل وواجهوا آلة القمح الصالحية بحزم وصلابة انطلاقا من حقهم المشروع في الذود عن أنفسهم معلنيين في نفس الوقت تمسكهم بسلمية الثورة ورحيل الطاغية كهدف لا تراجع عنه أبدا.

وفي الوقت الذي ظل فيه صالح يحاول بين الحين والآخر البحث عن شبح الحرب الأهلية هنا وهناك كان الخناق يضيق عليه شيئا فشيئا بفعل المد الثوري وكانت الأصوات تتعالى صاخبة برحيله داخليا وخارجيا ليجد نفسه في النهاية محشورا في زاوية ضيقة فكانت المبادرة الخليجية هي الملاذ الأخير لإنقاذ جسده المحروق وإجباره مرغما على تسليم السلطة لنائبه عبده ربه منصور هادي الذي أصبح رئيسا شرعيا لليمن بموجب المبادرة الخليجية وانتخابات 21 فبراير الرئاسية وبإجماع دولي وإقليمي وشعبي واسع.

وعلى الرغم من خروج صالح من السلطة وهو يجر أذيال الخيبة والفشل في جر البلاد إلى حرب أهلية إلا أن الحماية التي وفرتها له المبادرة الخليجية من المحاكمة وبقائه داخل البلاد أتاح له التفكير مجددا بإحياء شبح الحرب الأهلية من جديد من خلال الالتفاف على المبادرة الخليجية بهدف عرقلة استكمال تنفيذ هذه المبادرة والسعي لإفساد الحياة السياسية وتعطيل جهود الرئيس هادي في إحداث التغيير المنشود وإفشال حكومة باسندوة في إصلاح الأوضاع وإعادة الأمن والاستقرار والتهديد بسحب الثقة منها بين الحين والآخر وقد تجلى ذلك في الإصرار على بقائه داخل البلاد ورفضه تسليم اللواء الثالث حرس وتقديمه الدعم الكامل لتنظيم القاعدة ومساعدتها على بسط نفوذها كما حدث في رداع و أبين من جهة والتمرد على قرارات الرئيس هادي وإصراره على عدم تنفيذها من قبل أفراد عائلته من جهة أخرى.ناهيك عن تذكيته للصراع المذهبي والطائفي في الشمال وتقديم الدعم للحراك الانفصالي في الجنوب من جهة ثالثة.

ولعل ما يهدف إليه صالح وأفراد عائلته من وراء ارتكاب كل تلك الحماقات في الوقت الراهن هو إفشال الحوار الوطني القادم كمحاولة أخيرة منه لنشر الفوضى وجر البلاد إلى مستنقع العنف والذي لاشك سيؤدي فشله في -حال نجح صالح- إلى اندلاع حرب أهلية في ظل غياب البدائل المناسبة والرؤية الواضحة من قبل مختلف الأطراف السياسية لتفادي حدوث ذلك وهذا بدوره سينعكس سلبا على استكمال تنفيذ المبادرة الخليجية وعلى امن واستقرار البلاد بشكل عام.

ما يمكن قوله أخيرا انه ينبغي على المجتمع الإقليمي والدولي وضع حد لمحاولات صالح المستمرة لجر البلاد إلى حرب أهلية والتشديد على إخراجه من البلاد والتسريع باتخاذ عقوبات دولية صارمة ضد من تبقى من أقاربه المتمردين على قرارات الرئيس هادي ومساعدة اليمنيين على إجراء حوار وطني شامل وناجح يحفظ لليمنيين وحدتهم وأمنهم واستقرارهم ويجنب اليمن خطر الانزلاق إلى حرب أهلية -كما أرادها صالح -في المستقبل.