الاربعاء ، ٠٨ مايو ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٠٥ مساءً

هم السابقون والقاعده وأنتم اللاحقون

عبدالله محوري
الثلاثاء ، ١٥ مايو ٢٠١٢ الساعة ٠٥:٤١ مساءً
لسنا بحاجه للكثير من البحث في كتب التاريخ من اجل تفسير بعض الظواهر البشريه التي قد تجمعها الاقدار او الصدف في ارض معينه وتكون لها نهايات متشابهه في المصير.

كانت جنوب اليمن قبله للكثير من الحجاج الشوعيين العرب واليساريين العالميين لمكتهم عدن ايام الاشتراكيه.

عدن كانت تعج بالشخصيات العربيه الشيوعيه من العراق والسودان وفلسطين واقطار اخرى. ومن الجماعات اليساريه العالميه كانت جماعة الجيش الاحمر الالماني(جماعة ماينهوف) والتي اتخذت من عدن معسكر لتدريب اتباعها.

والارهابي العالمي الفنزويلي كارلوس والذي كان يحمل جواز سفر يمني ديمقراطي. هذه النماذج التي ذكرتها كانت لها نهايات مختلفه. الماركسيين العرب تراجعوا عن احلامهم الكبيره. وجماعة ماينهوف الالمانيه ماتت بعد موت مؤسسيها.

وكارلوس قابع في السجن بباريس. التاريخ يعيد نفسه مع الجنوب وفي ابين تجمع مقاتلي القاعده من جميع الاقطار والامصار وعلى مايبدو ان الاقدار تلعب معهم لعبتها الاخيره. انها اخر لقطات الفلم القاعدي ولايمكن ان يكون للفلم بعدها بقيه.

وعليهم ان يختاروا احد الخيارات الثلاثه اما ان ينزلوا من فوق الشجره ويتخلوا عن العنف وتطبيق الاحلام بالقوه او ان تكون لهم نهايه تشبه جماعة ماينهوف الالمانيه ومن تبقى ينتهي على شاكلة كارلوس .اختيار ابين من قبل القاعده لادارة معركتهم الاخيره يعتبر خطاء استراتيجي فادح وانتحار جماعي.

ابين مصيده وسهلة السيطره من البر والبحر والجو ولا يمكن ان يربحوا الحرب فيها اطلاقا مهما تكون معنوياتهم مرتفعه . هذا طبعا اذا كانت هناك نيه بقيام حرب تشترك فيها جميع قوات الجيش وليس حروب التقطير السالفه .

فأي حرب تحتاج امكانيات واحتياطيات استراتيجيه وهذا ما لايملكه مقاتلي القاعده. فأي هجوم سوف تسيطر عليه القوات الجويه التي تعتبر مطرقة الحروب الحديثه في الميدان. الى جانب الصواريخ والمدفعيه وبعدها يأتي دور المدرعات للجيش تحت حماية المروحيات مع دفع فرق ميكانيكيه باقتحام المواقع بعد دكها ودخول فرق المشاه للتمشيط.

نهايه القاعده ابين وقد تكون ابين ابرة فقاعة صابون الحصانه لكثير من القيادات السياسيه السابقه ولكثير من القيادات العسكريه التي لازالت تمارس عملها. فهم السابقون وانتم اللاحقون