الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٢٦ مساءً

أخي منير الماوري في واشنطن.. هل وصلتك رسالتي وفهمتها !!

طارق الحروي
الأحد ، ٢٧ مايو ٢٠١٢ الساعة ١١:٥٠ مساءً
- تنامت الى مسامعي في الآونة الأخيرة أخبارا أنك قد وجهت حزمة من التساؤلات الملغومة كما هي عادتك إلى أخي معالي وزير الخارجية في مقالة لم أقرائها لحد الآن كانت على ما أظن بعنوان (عشرون سؤالا إلى وزارة الخارجية...)، لدرجة ظن البعض من المهتمين والكثير من عموم الرأي العام المعني بما تكتبه أنك بصدد الانتقال إلى مرحلة جديدة من حياتك المهنية البحتة فرضتها جملة من المعطيات الظرفية للبيئتين الداخلية والخارجية؛ تجسد من خلالها أولويات المصلحة الوطنية المطلوبة شكلا ومضمونا بصورة نسبية حتى وإن كانت تتحكم فيها قلبا وقالبا معايير المصلحة الشخصية البحتة لك، أكثر منها ملفات خاصة جدا تحمل أجندة هذا الطرف أو ذاك ممن عملت معهم في الفترة الماضية، على الرغم مما يظهر عليها تمثيلها لبعض ملامح المصلحة العامة، بهدف ممارسة شتى الضغوط وتصفية الحسابات الشخصية من خلالك، وصولا إلى محاولة الظهور التي اعتمدتها بحكم أنها الطريق الأسرع للظهور تحت بقعة الضوء كما يبدو لك.

- إلا أني لا أخفيك سرا منذ الوهلة الأولى على الرغم مما طاف في مخيلتي من خواطر قريبة من التي طافت بمخيلة البعض حول طبيعة السر الكامن وراء هذه النقلة المفترضة المرغوبة وأنك بصدد تغير نمط ما تتناوله من ملفات وقضايا بما يتفق مع متطلبات المرحلة ويخدم أولويات المصلحة الوطنية العليا، منتصرا بذلك للحق ضد الباطل الذي كنت واقفا في صفه ردحا من الزمن في نفسك أولا قبل أن تطلبه من غيرك - كما- تمنيت أن يفعله عمنا الأستاذ عبده الجندي الذي كان ومازال لحد الآن واقفا في منطقة وسطى بين الباطل والحق لم يحزم أمره بصورة كلية، إلا أني بحكم ما أدعيه من خبرة بهذا النمط من الأمور استبعدت حدوث ذلك إلى حد كبير، ليس بسبب الكبر والحقد والحسد...الخ فحسب، وإنما لآن العبرة بالنسبة لي دائما هي بالنتائج، لذلك- في المحصلة النهائية لم أكن متحفزا مثل غيري للخوض في مثل هذا الأمر من البدء أو لنقل لم يحفزني هذا الأمر حتى لمجرد الفضول إلى محاولة التأكد من مدى صحة هذه الأخبار.

- إلى أن بدأت بعض الصحف المحلية الورقية والالكترونية على حد سواء بتناقل هذا الأمر والخوض فيه من قبل العديد من الكتاب الذين جندوا لها أقلام الباطل التي يمسكون بها وابتليت بهم بلادنا وردود الأفعال الصبيانية التي لا ترتقي حتى للحد الأدنى من الشعور بالمسئولية الوطنية والدينية والأخلاقية والتاريخية إزاء اليمن دولة وشعبا، من حيث الأسلوب الذي يفتقر إلى انتقاء الألفاظ والذوق العام....الخ، سيما بعدما أنتقل هذا الأمر كما قيل لي إلى قناة الجزيرة سيئة السمعة والصيت وقبل ذلك النية.....الخ.

- بصورة اضطرت بحسب اعتقادي أخي معالي الوزير إلى تخصيص جزء مهم من وقته شبه الثمين جدا، للرد عليكم ليس من باب أنه كان مجبرا على ذلك، ولكن من باب ما كانت تمليه عليه واجباته الوطنية كرجل تحمل تبعات مسئولية إدارة هذا المرفق الحيوي من مرافق الدولة اليمنية لفترة من الزمن، فأصبح لزاما عليه الرد على بعض تلك التساؤلات الملغومة التي قدر أنها قد تثير لغطا وشكوك وصخبا شائكا ومعقدا في هذا المرفق الحيوي واجهة بلادنا في الخارج والداخل، كانت اليمن ومازالت في غنى عنها.

- سيما أن ذلك في تقديرنا قد جاء نتاج تقديره الشخصي ثم الرسمي من أن أية تأخير في الرد عليها سوف يفتح الباب واسعا على مصراعيه أمام توفر مادة دعائية دسمة تملئ أفواه وجيوب العناصر والجهات المتآمرة والحاقدة التي لن يهدأ لها بال إلا بخراب مالطة كما يقول المثل الدارج، في اتجاه تعكير الصفو العام في هذا المرفق الذي يعمل بجهود استثنائية جدا من قبل قلة قليلة من رجاله المخلصين ليس إلا ممن ارتضوا أن تكون اليمن في عيونهم وقلوبهم وضمائرهم قبل وبعد كل شيء.

- بحكم انعكاس حالات الصراع الحادة التي تعيشها اليمن دولة وشعبا بين التيار التحرري التحديثي والتيار التقليدي المحافظ والمتطرف بأدق تفاصيله في ساحة الوزارة، على الرغم بحسب اعتقادي أنه كان من الأنسب للأخ الوزير أن يترك أمر الرد عليك لبعض الأقلام الوطنية التي سوف تتولى مقارعة مثل هذه الأطروحات، سيما في ضوء ما يمكن أن تمثله حالة الرد للمسئول الأول من تحفيز أكثر منه إسكات وتقليص لهذه الأصوات الذي اقترب كثيرا من فحيح الأفاعي.

- نعم أتوقع أن الرد كان حصيفا ورسميا في رسالة عكف على كتابتها الأخ الوزير بنفسه كدليل على طبيعة ومستوى ومن ثم حجم اهتمامه بما يجري حوله ليس هذا فحسب، لا بل وخطورة ما جاء في رسالتك من ألغام وعبوات ناسفة لن تستطيع مدركات الكثيرين على استيعابها، بصورة فند في رده عليك الكثير من أطروحاتك ومجيبا على الكثير من تساؤلاتك بصورة مباشرة وغير مباشرة، تاركا بعد ذلك المجال مفتوحا للأقلام الوطنية للخوض في إرهاصات هذا الأمر.

- إلا أن عملية الترويج الإعلامي غير المسئولة التي تتعمدها الكثير من العناصر والجهات ومن ثم الصحف التابعة للتيار التقليدي المحافظ والمتطرف وشركائه في بلادنا، المناؤى والمناهض لليمن دولة وشعبا ضمن إستراتيجية معدة لمثل هذا الغرض، قد أسهمت إلى حد كبير بدور رئيسي في فتح الباب واسعا على مصراعيه للتوغل أكثر في هذا الأمر على عكس ما كنا نتمنى من خلال الخوض في أدق التفاصيل التي يقف عندها الشيطان نفسه، والتي يصبح بموجبها الحق باطلا والباطل حقا، في مسعى منها وراء محاولة قلب الحقائق رأسا على عقب، سيما أن هذا الأمر أصبح له دلالاته ومؤشراته، في ضوء ما حملته فحوى الرسالة الثانية التي بعثتها إلى الأخ وزير الخارجية وما سوف يتبعها من رؤى ووجهات نظر متضاربة ومتباينة ومتناقضة نحن في غنى عنها، وهكذا إلى أن يتم إيقاعنا في المحظور فكلنا نقف في نفس السفينة ونتحمل جزء من المسئولية لما جرى ويجري وسيجري رضيت أم لم ترضى.

- وقد يسأل سائل وله الحق في ذلك كيف لي أن أخوض بمثل هذا الأمر دون أن أكون قد أطلعت على نص الرسالة وما تبعها من تطورات إلى حد اليوم، سوف أرد عليه لديك الحق كاملا في ذلك لكني هنا عندما قررت أن أكتب في هذا الموضوع لم أكن بصدد الدخول لمناقشة التفاصيل وإنما اكتفيت بمناقشة النوايا والأهداف الحاكمة لهذه التوجهات من الأساس، سيما أني أدعي معرفتي بالأستاذ منير الماوري من خلال ما يكتبه ونوعية الملفات التي حصر نفسه بها أو تم حصره فيها، ومع أية الأطراف كان ومازال يقف،... بصورة تكفيني إلى حد ما لمعرفة ماذا يريد وإلى أين سوف يصل به الحال من إثارة هذا الأمر برمته.... الخ.

- أما إذا كان السؤال يدور حول لماذا لم أقرء نص رسالته الأولى والثانية لحد الآن ؟ نرد بالقول إن الأمر برمته ليس له علاقة بأمور قد يغلب عليها الطابع الشخصي أو المهني...الخ، لكن لأني كنت شبه مشغولا إلى حد ما باستكمال منظومة شبه متكاملة من المقالات الجادة التي كلفت نفسي بها منذ العام الماضي، والتي هي عبارة عن قراءات في أبجديات خارطة الطريق الجديدة لإرساء مداميك الدولة المدنية الحديثة، تحمل في ثناياها كل عبارات ودلالات ومعاني الحب والأمل والخير ونبل المقصد والولاء والانتماء.... لليمن دولة وشعبا، ماضيا وحاضرا ومستقبلا، نشرت معظمها من على صدر الصحافة المحلية وصحيفة 26 سبتمبر منها- بوجه خاص- منذ مطلع الشهر الثالث للعام الماضي ومازلت أقوم بإعداد ما تبقى منها وأواجه صعوبة في نشرها أتفهم ما أقصده.

- نعم وكي أكون أكثر صراحة مع نفسي قبل غيري، فقد كنت مشغولا إلى حد كبير في الفترة الأخيرة في صناعة الرد عليك من خلال مقالة أكثر عملية تحمل في ثناياها دلالات ومعاني لها شأنها في هذا الأمر برمته نشرتها بتاريخ 24/5/2012م من على صدر الصحافة المحلية ولم ينشرها إلا عدد محدود جدا بصورة غير متوقعة؛ حملت عنوان (أربعون سؤالا مصيريا إلى من يهمه الأمر: من سوف يمثل المصالح الوطنية العليا للشعب اليمني العظيم في مؤتمر الحوار الوطني الشامل).

- بالاستناد إلى فحوى رسالتي التي بعثتها إليك من على صدر الصحافة المحلية الالكترونية والورقية قبل عدة أشهر ولم أتلقى منك ردا لحد الآن تحت عنوان (منير الماوري بين مطرقة الحروي وسندان الجندي)، قبل أن اجنح لكتابة هذه المقالة بشكل مباشر لك، والتي أطرحها (أربعون سؤالا....) بكل تجرد وشفافية أمام الرأي العام ومثقفيه بكل أطيافهم وتياراتهم لمقارعة مقالتك بصيغتها الأولى والثانية في الشكل والمضمون، منتظرا من الرأي العام أن يكون حكما عادلا بيني وبينك حول أيهما تحمل بين ثناياها بعض عبارات ودلالات ومعاني الحب والأمل والخير ونبل المقصد والولاء والانتماء.... لليمن دولة وشعبا، ماضيا وحاضرا ومستقبلا ومن ثم تجسد أولويات المصلحة الوطنية العليا للشعب اليمني.

- ومن نافلة القول- أيضا- كي أكون شبه موضوعي وصادقا وشفافا في أطروحاتي معك فإنك في رسالتك الموجهة لوزارة الخارجية إن كنت قد سعيت وراء قول كلمة حق بهذا الشأن فإنك في حقيقة الأمر لم تريد بها إلا باطل، أما لماذا ؟ نرد بالقول أن وزارة الخارجية إن كانت كما يتفق معي الكثيرين ما هي سوى مرفق حيوي ومهم من مرافق الدولة اليمنية التي عانت من استشراء ظاهرة الفساد والإفساد بكل أشكالها التي اجتاحت اليمن دولة وشعبا فإنه يجب وليس ينبغي أن نبعدها قدر الإمكان عن متناول قواعد الحرب السياسية والإعلامية القذرة التي ما أنزل الله بها من سلطان، إذ أنه على الرغم من أنها قد نالت نصيبها من الأذى والأضرار الجسيمة المادية والمعنوية مثلها مثل غيرها من مرافق الدولة، التي خلفتها أيادي العابثين بأمن واستقرار البلاد؛ جراء استشراء ظاهرة الفساد والإفساد ومظاهر الفوضى العارمة في إدارته.

- إلا أنها كلمة صدق تقال للتاريخ الذي لن يرحم من لا يرحم، أن الجزء الأكبر والمهم من هذه العقبات والعوائق كانت ومازالت خارج نطاق حدود سيطرة ومن ثم صلاحيات أخي معالي الوزير، الذي لعب دورا محوريا ومهما مع رفاقه المخلصين لهذا البلد منذ تولي مهامه في اتجاه إعادة ذلك النوع من الاستقرار النسبي لهذا المرفق على كافة المستويات، بصورة مكنته من الوقوف على قدميه للقيام بدوره المنوط به قدر الإمكان، سيما في ضوء ما كان يوليه الرئيس السابق حفظه الله ورعاه من اهتمام منقطع النظير للعمل السياسي الخارجي مقارنة بالملف الداخلي الذي هيمنت علي معظم مساراته القوى المنتمية للتيار التقليدي المحافظ والمتطرف- وفقا- لطبيعة قواعد اللعبة الحاكمة للمعادلة الداخلية للبلاد القائمة منذ أن آلت زمام الأمور برمتها لصالح التيار التقليدي على حساب التيار التحرري والتحديثي في أعقاب محاولة الانقلاب الأسود على شخص الرئيس الصالح (وليس نظامه الذي كانت تهيمن الحركة الناصرية على معظم مقاليد السلطة فيه) الذي قادته في الظاهر الحركة الناصرية ولكنه كان بالتعاون والتنسيق ومن ثم الشراكة مع عناصر التيار التقليدي المحافظ والمتطرف بأبعاده المحلية والإقليمية والدولية ضمن إطار السيناريو ألأممي الرامي إلى تصفية مرتكزات النظام الوطني ورموزه المعد على أعلى المستويات القيادية في العالم.

- وتأسيسا على ما تقدم أخي منير الماوري هل وصلتك فحوى رسالتي الحالية بالاستناد على فحوى الرسالة السابقة المشار إليها في مقالتي الأنفة الذكر، أما إذا كنت مازلت تعتقد أنك بهذا النمط شبه الجديد والمموه جيدا تكون قد خرجت بعيدا من نطاق حدود الدائرة المغلقة عن قضايا المصلحة الوطنية العليا، التي حصرت نفسك بنفسك فيها منذ فترة ليست بالقصيرة أو لعلها الحاجة معتقدا أو متوهما أنك تناهض النظام السياسي الذي تهمن عناصر التيار التقليدي المحافظ (القبلي) والمتطرف (الديني) على معظم مقاليد الأمور فيه منذ ثورة سبتمبر العظيمة التي يقف على رأسها رموز وشخصيات عسكرية واجتماعية ودينية (اللواء على محسن الأحمر، الأخ صادق الأحمر (وسابقا الشيخ المرحوم عبد الله الأحمر)، الأخ حميد الأحمر (وسابقا الشيخ عبد المجيد الزنداني) على التوالي.

- فأنه لا يسعني إلا أن أقول لك: أنك كنت ومازلت بالرغم من ذلك حبيس هذه الدائرة التي وضعت نفسك فيها، وإن الوقت لا يسير في صالحك بالاستناد إلى مضامين تلك الحكمة العظيمة التي جاد بها علينا الرئيس الشهيد صدام حسين رحمة الله عليه والتي مفادها (لا تكن فرصتك على حساب نفسك فتخسر نفسك.... وأكسب نفسك إذا ما أجبرت على خسارة فرصتك)، أما لماذا ؟ نرد بالقول بتوجيه سؤالي لك بكل ما يحمله من دلالات ومعاني بهذا الشأن لماذا كنت ومازلت تستهدف في مقالاتك الملغومة المسيسة إلى حد كبير فقط المرافق التي تقع تحت مسئولية عناصر حزب المؤتمر الشعبي العام ويعتليها رجال محسوبين على الرئيس السابق حفظه الله ورعاه بصورة أو أخرى ؟ بمعنى أخر هل لديك بعض الجرأة لإثبات عكس ذلك ؟ ولا تدعني أقول أن ما خفي كان أعظم.

- وأخير أعتقد جازما أني قد نسفت لك القاعدة التي استندت عليها في صياغة وبلورة ومن ثم إخراج مقالتك القائمة على الثوابت الوطنية والمصلحة الوطنية العليا، وقبل أن اختم رسالتي إليك سأضطر أن أعيد لك تكرار طالبي إليك القديم- الجديد محبة فيك، كي نساعد بعضنا البعض في الارتقاء بمستوى أمانة الكلمة والقلم والمعرفة التي نحملها على أعناقنا وتحملها أقلامنا إزاء اليمن دولة وشعبا، بقولي أستاذ منير الماوري إذا كنت مازلت تبحث عن منازلة حقيقية قائمة على الثوابت الوطنية وأولويات المصلحة الوطنية العليا، فما عليك إلا تطلبها مني فأنا لها مثلما طلبتها منك سابقا ولم ترد علي لحد الآن، وأترك أخي معالي وزير الخارجية في شأنه.

والله ولي التوفيق