السبت ، ٢٧ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٢٣ صباحاً

عندهم ايضا ديون

عبدالله محوري
الجمعة ، ١٧ أغسطس ٢٠١٢ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
هل الارهابي الذي يفجر نفسه قد وصل الى درجة اليأس من الحياه واكتشف ان اماله كلها عبثيه لكي يفجر نفسه ويتناثر جسده ويتاطير في جميع الاتجاهات مثل احلامه الضائعه .او انه قد تعرض لكارثه معنويه فكريه ادت الى اختلال توازنه وفقدانه بوصلة الصواب واختلطت عليه الفوارق بين الواقع والخيال وبين الخير والشر.

لقد لفت انتباهي عندما نشر الاعلام لوصية احد القتلى من مايسمى انصار الشريعه في الحرور والتي كانت من ضمن الاشياء الخاصه التي حملها معه القتيل ومحتواها انه يطلب من والده الصفح وتسديد دين عليه لصاحب احد البقالات التي كان يستدين منها. هذا القتيل الذي يتوجب علينا كمسلمين ان نطلب له المغفره لانه مسلم ومن نطق بالشهاده لايحق للمسلم ان يستبيح دمه. بعكس اصحاب الشريعه الذي لانعلم اي شريعه يقصدون حين يقتلون اخوانهم في الدين ويعيثون في الارض فساد.

نبقى مع حالة المرحوم اعلاه والمأساه التي تشرحها لنا حالته حيث انه لايريد ان يموت مديون ولكنه مستعد ان يموت ويأخذ معه ناس قد تكون عندهم ايضا ديون ولكن لم يكونوا مستعدين لحمل وصاياهم معهم او اكفانهم على اكتافهم استعدادا للموت في اي لحظه مثل المرحوم. فهل يعلم امثال صاحبنا انهم مثل من يجبر مجموعه من الناس على الركوب معه في سيارة اجره لرحله لم يكونوا مستعدين لها ولايوجد لديهم اي مال لدفع اجرة الرحله ويكون ملزم عليه عند وصول الرحله لنهايتها بدفع جميع التكاليف.

يعني ببساطه ان كل من يقتل الناس غدرا تحت اي مسمى هو مسؤول مسؤوليه كامله امام الخالق بتحمل كل ماعليهم من ديون ومسؤول امام الله على كل مايلحق من ضرر بأهلهم وباولادهم ونسائهم ..عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏أتدرون ما المفلس؟ قالوا: المفلس فينا يا رسول الله من لا درهم له ولا متاع قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم:"إن‏ ‏المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وزكاة وصيام ويأتي قد شتم هذا ‏ ‏وقذف ‏ ‏هذا وأخذ مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى ‏هذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن ‏ ‏يقضي ‏ ‏ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار" (صحيح مسلم) ‏..

ان يتخلى الانسان عن انسانيته ولا يضع اي اعتبار لحياة الانسان الاخر الذي ينتزع منه حياته ويجبره على مشاركته في طقوس فرديه وانسلاخ فردي وتحويل الضياع والموت العبثي الى مأتم جماعي ويدعي الجهاد في سبيل الله مثل مايسمونها فلاسفة الارهاب من اجل اعلاء كلمة الله متناسين قوله تعالى..بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ.صدق الله العظيم. فهل يحتاج الله جل جلاله لمعوقي الفكر ان يرفعوا كلمته بقتل الابرياء.ان كل انسان سوف يحاسب على ما اقترفته يداه في الدنيا وفي الاخره.والله يقول ..وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ . ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ . ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ.صدق الله العظيم