السبت ، ٢٧ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٥٨ صباحاً

المناضلين اكثر من المواطنين

عبدالله محوري
الخميس ، ٣٠ أغسطس ٢٠١٢ الساعة ١١:٤٠ مساءً
لايوجد نضال لوجه الله , وكل مناضل له مصلحه شخصيه وجميع مناضلي الحراك على اختلاف مشاربهم والرافعين لشعار النضال السلمي من اجل مصلحة تحرير الجنوب ينطبق عليهم هذا الوصف. كل فصيل منهم له اهدافه ومصالحه الخاصه ولايوجد نضال بدون مكافأت ماديه او رمزيه وعادة فان المناضل تكون له علاقات اجتماعيه ويكثروا معارفه واصدقائه ويلتقي بشخصيات مناضله اخرى اقتصاديه وسياسيه تساعده في تحسين حياته المعيشيه وتفتح له ابواب رزق كثيره ومادام النضال تزاوج مع المصالح وصار تجاره مربحه لن يكون هناك اتفاق ولن تتوحد فصائل الحراك على نهج معين لحل القضيه الجنوبيه .

صدقوني اني سليم النوايا ولا حسد ولا غيره عندي من الاخوه المناضلين وابري ذمتي فانا لا احلم ان اكون مثل جيفارا ولا غاندي ولا مابينهما على طريقة السندوتش المعرب الى الشاطر والمشطور وما بينمها مثل الاخوه الاعداء المنشطرين الى حراكات متعدده الاتجاهات والاهداف والتمويل على شكل شركات منتشره لها مموليها ولها مناضليها ولها ايضا زبائنها وجميعها تحمل علامه تجاريه واحده هي النضال السلمي لتحرير الجنوب بضاعتها بيع الاماني في دكاكين الكلام الذي لايحل قضيه سوى موت الطيبيين بالجمله مثلها مثل بايعي لحوم الحلال المجمد والمذبوح في استراليا على الطريقه الاسلاميه المهم الختم ذبح حلال .

عندنا قرى في الجنوب يوجد فيها مناضلين اكثر من المواطنيين ومن كثرة الزحمه وعلى شان مايكون كساد في البضاعه انتشروا محاولين حجز اماكن فاضيه في القرى المجاوره التي قد تتفاوت نسبة المناضلين فيها بين الصعود والهبوط. المناضل عموما لايصلح للعمل السياسي مها كانت ثقافته عاليه وعلاقاته الاجتماعيه ممتازه ونواياه السياسيه صادقه لسسبب بسيط لان المناضل يبحث دائما عن مهمه جديده كل ماتنتهي مهمه لازم يخلق مهمه جديده بمعنى اخر مايقدر يعيش بدون مشاكل وجميع مصايب الامم وبلاويها هم المناضلين ولانروح لبعيد انظروا المراحل التي مرّت بالجنوب من 63 الى اليوم فلولا المناضلين لكانت عدن اليوم سنغافوره والجنوب من بلاد النمور الاسيويه ولكن كثرة المناضلين اضاعت على عدن والجنوب هذه الفرصه التاريخيه التي لن تعود في القريب مادام سوق المناضلين لا يزال حامي.

نحن نحتاج الى سياسيين فقط بدون سجل نضالي وحرفيين يملكون انامل ابداع وليس حناجر صراخ ونحتاج ادمغه تخطط لبناء المستقبل وليس لصناعة احزمه ناسفه تنسف الامل والانسان الذي نحتاجه حي يعمر الارض ويحافظ على سنه الله في الانجاب حفاظا للنسل من بنات الارض . نحن لانحتاج لزعيم يكون بحجم الوطن حتى اذا مات او قتل كان الوطن قبره ويجبرنا على البحث عن وطن اخر.