الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:١٧ صباحاً

حكاية البابا واليهودي

عبدالله محوري
الاثنين ، ٠٣ سبتمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٤٠ صباحاً
أحب اليوم ان اخذ راحة من الهم والغم والتفكير اللي يقصر العمر, ومن غسل الأفكار وعصرها ونشرها حتى تجف حروفها وترسم جملها هموم واشجان واماني واحلام احملها في جوانحي حبا و وفاءا للانسان اليمني الطيب و الاصيل كان شمالي او جنوبي اوشرقي او غربي فانا لاتهمني الجهات الأربع الأصلية ولا فروعها كثيرا ولا احب الدوران حول نفسي لاني اخاف ان افقد توازني وتضيع خارطة طريقي واخاف ان تكبر مشاكلنا وتصبح يوما ما لاسمح الله اسلاك واسوار تكبّل امالنا وتجهض احلامنا وتقف عائقا امام ولادة مستقبلا يسوده العدل والمساواة بين الجميع.

لهذا السبب اريد اليوم سرد هذه الواقعة لتسّليه فقط و التي تدور احداثها في القرون الوسطى في روما : كان بابا الفاتيكان يبيع صكوك غفران دخول الجنة للناس مقابل المال واي واحد مايدفع يدخل النار حسب قول البابا وكانت هذه ألتجاره تعتبر شبه منجم ذهب للكنيسة وكل يوم احد يخرج بعد الصلاة ويجتمع حوله الناس للبركة ولشراء صكوك دخول الجنة وفجأة مر تاجر يهودي وشده فضول التاجر لجمهرة الناس واتجه نحو البابا وسأل احد الواقفين بجانبه عن سر تجمهر الناس فشرح له القصة واقترب اليهودي من البابا وسأله بصوت مرتفع جدا لفت انتباه جميع المتجمهرين حوله: وقال انا اريد ان اشتري منك النار ياقداسة البابا فهل تبيعها لي .استغرب الجمهور و البابا من سؤال اليهودي واعتقدوا انه يمزح: كرر اليهودي العرض على البابا مرة اخرى بنفس النبرة فوافق البابا وباع النار بابخس الاثمان امام جمهوره لليهودي واعطاه بذلك صك بيع موقع من البابا والجميع يضحكون ويهمزون ويلمزون اليهودي بالجنون. ومرّت الايام واذا بالناس بطلوا يشتروا صكوك الجنة من البابا واستغرب البابا وأرسل رجاله ليتحرون له عن الأسباب واكتشفوا ان اليهودي يطوف المدينة من اقصاها الى اقصاها ويخبر الناس انه اغلق النار الذي اشتراها من البابا فلا داعي لشراء صكوك الجنة مادام النار مغلقة وهي ملك لليهودي .ارسل البابا فورا لليهودي وطلب منه فسخ صك البيع مقابل اعادة ما دفع له من مال لكن اليهودي رفض عرض البابا مؤكدا ان النار أغلى من الجنة في نظره ولايمكن بيعها بهذا السعر اطلاقا ودخل معه في بيع وشراء ودفع البابا مئات الاضعاف ما مادفعه اليهودي لا سترداد النار منه. بعدها تعلّم البابا من هذه الواقعة مع اليهودي ان فسخ العقود دائما غالي الثمن واقسم انه مايدخل مره ثانية في اي بيع وشراء قبل ما يستشير معاونيه ويعمل حسابه قبل ما يبيع صكوك الجنه للناس ان صكوك النار قد تكون يوما اغلى.