الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٠٣ صباحاً

عذرا علي عبدالله صالح !!

فؤاد سيف الشرعبي
الاربعاء ، ٠٥ سبتمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٤:٤٠ مساءً
تنفستَ أيها الزعيم علي عبدالله صالح الصعداء وأنت ترى تلك الحشود تتجمع حولك في الذكرى الثلاثين لتاسيس المؤتمر الشعبي العام , تلك الحشود التي لن يقلل من شأنها إعلام المعارضة بدعوى القلة أوالكثرة , وترغيب الحضور أو ترهيبهم , وكونهم مدنيين أو عسكريين بلباس مدني وبأوامر (أحمد إبني) و(يحي بن أخي) .

لقد ظهرتَ وأنت تتبسم ابتسامات باهتة في موقف لا تحسد عليه , من يتفرس في وجهك يرى القتر والتجهم والعبوس , حتى وإن حاول دوشانك المفضل سلطان البركاني أن ينتزع بين الفينة والفينة الابتسامة تلو الابتسامة , والتي عادة ما تخبو في لمح البصر , أعذرك جدا فلقد جردك الشعب من مهوى فؤادك , وتحقق للمشترك ما كان يصبو إليه فيك .

سيادة الزعيم , أخاطبك بهذا اللقب لان دهاقنتك وسموك به , واراك تنتشي علَّ ماء وجهك لا ينضب , رغم انه في حالة جفاف وحرق أيضا .

لن أتطرق إلى حديثك بين تلك الحشود , فهو هو لم يتغير , فلا أريد أن انكأ جراحك التي لن تندمل , وأنت الذي أماتك الله مائة يوم ثم بعثك , كما في فحوى خطاب لك سبق .

لكني في هذه العجالة أحببت أن اعتذر لك , كوني انقطعت عن هجائك بشعري , إذ أن آخر قصيدة لي كانت في 29صفر 1433هـ - 23/1/2012م , وانت تعرف ما يعني هذا التاريخ لك , فهو شؤم الشؤم عليك , و كانت القصيدة بعنوان : عبثا تحاول أن أسامح , والتي أذكرك بمقطعها الأول :
عَبَثـًا تـُحَاوِلُ إذ رَحَــــلت وغــــابَ ليلٌ قــــــــــدْ حَلَكْ
فـــــي ثلثِ قـــــرنٍ لـــــم تـَعِــــــــي مُتشبثا ما أغفلكْ
والكـــــل فــي الساحاتِ يرقبُ عــــــــن قريبٍ مَقـْتلكْ
يمني الحبيبةُ قـــــــــد نـَفـَتْكَ ولـــن تغازِل : هَيْتَ لَكْ
وغـَــــدَتْ معارضــــــةُ النظامِ تــــقــودُ ذاك المُعْتـَرَكْ
هُــــــــم حَــــصَّــنُــــــوكَ بـضـحكةٍ , لله دَرُّ المُشتركْ

ودعني في هذه العجالة أقدم إعتذاري عن هذا الانقطاع لأسباب موضوعية أهمها :

الأول : بعد توقيعك على المبادرة , وتخليك عن الكرسي بعد الانتخابات الرئاسية , كدنا ننساك ونحاول أن نتناساك , ونتناسى عهدك المظلم , وظننا أننا استرحنا منك , بينما نرى بصمات فسادك الي اليوم في كل أرجاء وطننا الحبيب , فنسبة التغيير في المصالح الحكومية لا تتعدى 5% , ولا تزال عتاولة صالح في كل المصالح , وعلى رأسهم الطفل المدلل (أحمد ابني) حامي الحمى , ومبرع التيوس , و(يحي بن أخي) أركان الحرب , وجالب الراقصات في السلم فمعذرة على تناسيك وأنت الحاضر الغائب , والقريب البعيد , وقد صدق من سماك جني فرشحك لأنك جني يعرفه .

الثاني : انشغلنا عنك أيها الزعيم حين طفت على السطح سقطات شلة الثورة المضادة وما أكثرها , فذهبنا نتتبعها لهولها ولمنافستها لبضاعتك , لقد انبهرنا بشلة ترى اليمن بعدك مجرد كعكة , إما أن ينالوا منها نصيب الأسد , وإلا فأنت لهم أفضل , وحكمك كان اعدل , حيث بزغ نجم مهندس صحيفة مسلسل الشتات في قصة هروب الفتيات المدعو أحمد سيف حاشد , وسلطان أكبر ولاية سامعي , والناعق السفيه المدافع عن نظرية ولاية الفقيه صلاح الدُّكاك , والملا محمد المقالح , والقهرمانة الناخطة بشرى المقطري وكلهم وأمثالهم أضحوا مجرد بوق لكاهن في صعدة ربيته على عينيك , واصطنعته لنفسك , فكان نعم الوفي في زمان الغدر , فشغلونا عنك فعذرا .

الثالث : نعتذر لك عن من صورك على انك أكبر مستبد وسفاح وطاغية لقد ارتقوا بك مرتقا صعبا , ما كان لك أن تحلق فيه , أما أنا فأسم بالحي الذي لا يموت قسما لا أراني حانثا فيه , أن طغيانك واستبدادك قطرة في بحر طغيان واستبداد وعنجهية معلمك الأكبر جمال عبدالناصر .

بل لو بعث السادات لهتف كما هتف من قبل , حتى الشاووش علي ينافسنا على صدارة الطغيان .

هل أقارنك بمعمر القذافي ؟؟!! هزلت والله .

أم أزنك بزعيم القومية العربية وحامي حمى الحداثة ومنظر العلمانية واليد اليمني لليسار الجزار بشار الأسد , طاشت والله الموازين .

هل أشبه ما قمت به أثناء ثورة البن المباركة بما قام به الرفاق والزمرة في 13 يناير 86م بإخوتنا في جنوبنا الغالي , بل لعلمك أن مهندسي هذه المجزرة المروعة الأحياء منهم والأموات والمختفين , لا تزال صورهم ترفع بين الفينة والأخرى على أنهم دعاة الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية , فعلى من يضحكون , بينما لو قارنا إجرامهم بإجرامك لكنت أمامهم حملا وديعا , وميكرو مستبد , مع اعتذاري أيضا لعتاولة الاستبداد وللاستبداد كمصطلح إذ أقحمناك فيه أمام تلك القامات التي برعت فيه وزمجرت .

الرابع : أحسست في بعض المسارات أننا نسير إلى الأسوأ , صحيح أن لك في كل سؤ كفلا , ككفل قابيل من كل عملية قتل , فأنت أم المساوئ والخبائث في هذا الوطن , ألا يدعو إلى الحسرة أن نرى النتوءات التي بزغت وطفت معرقلة لمسيرتنا , والتي منها :

• الطائرات بدون طيار من قبل سفير العم سام لا تزال تحلق وتضرب وتسفك دماء يمنية , حتى وان خرج باسندوة ينفي علمه بذلك , من الذي أوصلنا إلى هذه الذلة والمهانة , ومن الذي حكم فينا ذلك الأصفر الأبهق العلج , لا بوركت ثورة أذا نزعت منا القرار , وصرنا تحت الوصاية والانتداب من قبل شرار الخلق كقطيع من نعاج تساق إلى الذبح صاغرة , وأنت أول من سن هذه البدعة ولك نصيب وافر منها .

• تسابقنا المحمود لنيل الدعم من تلك الدولة وتلك , وذهابنا صاغرين إلى مؤتمر المانحين مفتخرين بأننا مجرد شحاذين متسولين , أي نظرة للعالم إلينا , ومن رمانا بهذه البلية سواك , وأين ثرواتنا يا زعيم وما أخبار جيوب سويسرا المشحونة .

• الإمامة تنفث سمومها في صعدة وتتمدد هنا وهناك , وتنسحب رويدا رويدا عن يمننا الموحد, وتسفك الدماء بأوهى الأسباب , بأفعال رعناء , وشعارات جوفاء , أما كانت سيدي الزعيم نبتتك المفضلة , ويدك الطولى , من الذي صنع منها بعبعا مخيفا , ومسلسلا سخيفا , من الذي أمدها بالسلاح , وأغدق عليه الأموال , وسقاها في الزمن المجدب , فعلى من تلعب , ومن تخادع .

• الأموال الإيرانية تجوس خلال الديار , تشري النفوس الضعيفة والولاءات الضيقة , وعلى خمسين يا رعوي , لكأنها زواج متعة , وتكشف خلايا ومؤامرات ودسائس مجوسية تدعي أن لها في اليمن نصيب , وان ليس عليها من رقيب , وأنت ربيبها وسندها ومهندسها , واسأل (أحمد ابني) و(مهدي مقولة) .

• صرنا دولة منزوعة الصلاحية قرارها يتم في البيت الأبيض تارة , وفي الرياض أخرى , وحينا في الدوحة , وما طهران عنا ببعيد , يتم تداول قضايانا سفراء تلك الدول وغيرها عن طريق مبعوثها (جمال بن عمر) المندوب السامي , والناطق باسمهم جميعا , يضحكنا حينا ويبكينا أحيانا , نراه حلال العقد , ونستعيذ بالله (من شر حاسد اذا حسد) , مع انه مجرد منفذ لسياسات دولية وإقليمية بحتة , الا يضحك منا القدر لحالنا هذا المزري .

سيادة الزعيم هي خواطر جالت في خاطري , وأنا أتابع مؤتمرك الثلاثيني , فأرثي لحالك , وأسطر إعتذارا عن تناسينا لك , حتى ذكرتنا بنفسك , والله يحفظ اليمن من شر نفسك .