الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٠٤ مساءً

لماذا تباطأ اليمنيون في نصرة غزة؟!

حبيب العزي
الاثنين ، ١٩ نوفمبر ٢٠١٢ الساعة ٠١:٤٠ مساءً
في الوقت الذي سارعت فيه القيادة المصرية الجديدة إلى اتخاذ خطوات عملية حيال العدوان الأخير على قطاع غزة ، بذات اليوم الذي اغتالت فيه اسرائيل الشهيد/ أحمد الجعبري، أحد مهندسي قوة الردع في الجناح العسكري لحركة حماس، ثم تلتها تونس باتصال مباشر من الرئيس التونسي إلى رئيس الحكومة الفلسطينية اسماعيل هنية أعرب فيه عن استعداد تونس الثورة لتقديم كل أشكال الدعم والمساندة لأهالي غزة وللشعب الفلسطيني عموماً ، كما كلف وزير خارجية بلده السيد/ رفيق عبد السلام بالتوجه إلى غزة على رأس وفد تونسي رفيع المستوى لإعلان تضامن التونسيين العملي من على الأرض مع أهالي غزة ، أسوة بالخطوة التي قامت بها مصر حين بعثت برئيس وزرائها السيد / هشام قنديل إلى قطاع غزة يوم الجمعة الفائت ، كل ذلك حدث في الوقت الذي غاب فيه اسم اليمن عن المشهد تماماً ، وهي إحدى دول الربيع العربي الذي شهد ثورة تغيير واسعة أطاحت بنظام الرئيس صالح ، والتي يفترض أن تكون سبَّاقة ، بل وفي صدارة دول الربيع العربي في إعلان موقفها الرافض للبربرية الاسرائيلية على قطاع غزة وعلى الشعب الفلسطيني، ليس بالقول فقط ولكن بالعمل والفعل.

إن ما قامت به مصر وتونس كرد فعل أولي وسريع على الوحشية الإسرائيلية في قطاع غزة يعدّ امراً طبيعياً ، بل وكان متوقعاً من دول عربية خرجت لتوها من ثورات عارمة ، انتفضت أساساً على الطغاة وعلى الطغيان وعلى رفض الظلم والعدوان ، ولازال المواطن العربي ينتظر منها مواقف وقرارات أكثر حزماً وأشد صلابة في وجه العربدة الصهيونية التي لا تتوقف بحق أهلنا الصامدين في قطاع غزة منذ سنوات طوال ، وأنا أعجب حقيقة كيف غاب الموقف الرسمي لليمن واكتفى بالإدانة والاستنكار على لسان مصدر مسئول في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية سبأ ، وأتساءل لماذا لم يكن رد الفعل الرسمي اليمني قوياً ومعبراً عن الشعب وعن روح الثورة وإرادة التغيير التي حدثت في اليمن ، ولماذا لم تسارع كباقي دول الربيع العربي في اتخاذ خطوات عملية تؤكد من خلالها دعم اليمن الكامل لقطاع غزة الصامد ولدعم مقاومته للاحتلال ، أم أنها قد انشغلت بالهمّ الداخلي إلى حدِّ جعلها تبدوا مغيَّبة تماماً عن ما يحدث في محيطها العربي ولم تعُد تعنى بقضايا أمتها الكبرى.

كما أتساءل أين القيادات الشبابية في المنسقية العليا لشباب الثورة اليمنية وأين فعالياتها وبرامجها لنصرة أهالي غزة؟ ، ثم أين قادة الأحزاب والتنظيمات السياسية ، وأين قيادات منظمات العمل المدني ومنظمات حقوق الإنسان في اليمن ، كما أين موقف الشعب اليمني الأصيل الذي يخرج إلى الشوارع بمئات الآلاف وبالملايين كما عهدناه في مثل هكذا أحداث ، تعبيراً عن غضبه وعن رفضه لهذا الصلف الصهيوني المتكرر بحق إخوانه في فلسطين، والأمر ذاته في مساندة الشعب السوري وثورته ضد نظام القتل والإرهاب المدعوم من ملالي طهران ومن مرتزقة حزب الله في لبنان، فكم هو عدد الفعاليات والأنشطة التي أقمناها كيمنيين وكشباب للثورة ، وكم قد جمعنا من المال في سبيل نصرة إخواننا في الثورة السورية .. بالتأكيد كلنا سيخجل من نفسه عندما يجيب على هذا السؤال .

أعتقد أن موقف اليمن الرسمي على الاعتداءات الأخيرة لقطاع غزة كان مخجلاً ومعيباً لنا كيمنيين، ولم يكن متناغماً ولا منسجماً مع الروح الجديدة لليمن الجديد ، يمن ما بعد الثورة وسقوط النظام القديم ولو على مستوى الشكل العام ، وقد يقول قائل: وما الذي تستطيع أن تفعله اليمن لأهل غزة ؟!، وماهي الأوراق التي تملكها في هذه القضية ؟، والجواب ببساطة شديدة أنه ليس من المهم أن تمتلك الأوراق التي تناور بها العدو كما هو حال مصر مثلاً ، لكن الأهم من ذلك كله هو أن تمتلك الإرادة للفعل ، ولا أشك مطلقاً بأن اليمنيون يملكون الإرادة -كما المقدرة- على الفعل "أي فعل" من شأنه الانتصار للحق والوقوف في وجه الظالم ، وبخاصة عندما يتعلق الأمر بغزة وبفلسطين ، فاليمنيون يملكون الكثير والكثير ليقدموه.