الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٤٥ مساءً

أزمة ضمير

أنور معزب
الخميس ، ٠٦ ديسمبر ٢٠١٢ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
انه لمن دواعي الحزن والأسى والأسف والحسرة ان نرى الوطن الحبيب يوما بعد يوم وهو يشهد مزيدا من التدهور والتخلف والتردي في شتى مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الا ان حزننا واسفنا وحسرتنا تزداد اكثر عندما نكتشف حقيقة ان هذا التدهور وذاك التخلف والتردي الحاصل في البلد كان نتيجة للتصرفات الغير مسئولة من قبل الاحزاب والقوى السياسية اليمنية ولو كن لدى تلك الاحزاب والقوى السياسية ضمير لما وصل الحال بنا الى هذا الموصل والى هذا الوضع الخطير الا ان الاحزاب والقوى السياسية اليمنية ومن خلال اسلوبها وطريقة تعاملها وتعاطيها مع قضايا الوطن والمواطن تعيش ازمة ضمير بامتياز هذا اذا كان ثمة ضمير مازال يعيش بداخلها اصلا فجميع الحقائق والوقائع تؤكد بان الضمير لدى الاحزاب والقوى السياسية اليمنية قد مات وتعفن.

ان الأحزاب السياسية سلطة ومعارضة في جميع دول العالم يجمعهم حب الوطن وامنه واستقراره وكلا منهم يقدم برامجه ومشاريعه التي تعمل على تطوير وتنمية البلد في جميع المجالات ولاينساقون خلف المشاريع التدميرية التي تدمر الوطن وامنه واستقراره ومهما وصل بهم الخلاف السياسي الا ان سيادة البلد وثوابته الوطنية هي الهم الذي يجمعهم وتظل تلك الثوابت خط احمر لايمكنهم تجاوزها البته ولايسمحون لاحد كأن من كان ان يتجاوزها فتهانينا لهم بتلك الروح الوطنية وروح المسئولية التي يتحلون بها وتهانينا لشعوبهم بهم

الاان الأحزاب والقوى السياسية اليمنية لايجمعهم حب الوطن وامنه واستقراره كما هو حاصل في جميع دول العالم حيث ان جميع قادة الاحزاب والقوى السياسية اليمنية يجمعهم هم واحد يتمثل ذلك الهم في هدم الوطن والقضاء على امنه واستقراره وتجمعهم روح عدم الشعور بالمسئولية وحب الذات والانانية والغرور فعقلياتهم وسلوكهم وممارساتهم للعملية السياسية متخمة بالتخلف وممزوجة بالغباء والتبلد معا ذلك ان لديهم اعراف سياسية غريبة ليست موجودة في مصطلح السياسة ولافي قاموس الديمقراطية اذ كيف لهم ان يتحدثوا عن الديمقراطية اصلا وعن العمل الحزبي وهم انفسهم بعيدين عن تطبيقها وممارستها في اطار حزبهم فجميع قادة الاحزاب والقوى السياسية اليمنية الحاليين هم انفسهم قادة الاحزاب منذ عقود طويلة من الزمن ولم يسمحوا لاحد من اعضاء حزبهم ان يقود الحزب فهم وحدهم من يحق لهم ان يقودوا تلك الاحزاب

وهو الامر الذي جعل جميع الاحزاب والقوى السياسية اليمنية تنحاز الى مبدئ التسلط وحب التملك والسيطرة والاستحواذ على السطلة ودون اعطاء الآخر اي جزء من تلك السلطة وهذا يؤكد مسألة جدا خطيره وهي ان جميع الاحزاب والقوى السياسية الموجودة في اليمن لاتمتلك مشاريع ذات طابع وبعد وطني كما انها فاقدة الشعور بالمسئولية والاحساس الوطني لديهم منعدم تماما فهي تعيش ازمة ضمير بامتياز

ان العقلية التي يفكر بها قادة الاحزاب اليمنية عقلية رجعية متخلفة ممقوته ولاتتلاءم مع التطورات الحديثة التي يشهدها العالم ولاتتلاءم مع متطلبات الوطن والمواطن اليمني كما انها لاتتلاءم مع مجريات الواقع الذي يشهده اليمن ومتطلباته ذلك ان قادة الاحزاب اليمنية قد عفا عنهم الزمن اصلا فجميعهم بين عمر الثمانون والتسعون عاما اذ ليس بمقدورهم ان يقدموا لليمن الجديد اي شي على ارض الواقع سواء التصريحات النارية الجوفاء والتي لاتخدم اليمن واليمنيين بشئ وهو ماجعل كل حزب من تلك الاحزاب يريد ان يتفرد بالحكم ولايريد اشراك بقية الاحزاب

والمشكله هنا تكمن في ان جميع الاحزاب اليمنية تفكر بهذه العقلية وحتى وان ظهر للعيان وجود تكتلات حزبية مثل اللقاء المشترك واحزاب التحالف الا ان وجود تلك التكتلات ماهي الا لعبة سياسية تلعبها الاحزاب والقوى السياسية فيما بينها وسوف نشهد عما قريب تغيير لخارطة التحالفات السياسية وقد بداء هذا واضح حيث صرح بذلك الامين العام للحزب الاشتراكي اليمني الدكتور ياسين سعيد نعمان حيث لفت الا ان خارطة التحالفات السياسية سوف تشهد تغيرات ولم يستبعد نعمان تحالف الحزب الاشتراكي مع المؤتمر الشعبي العام

مانريده من قادة الاحزاب والقوى السياسية اليمنية هو ان يتركوا مناصبهم القيادية في احزابهم وان يتركوا فرصة قيادة تلك الاحزاب للشباب وان يتخلوا ولو لفتره من الزمن عن ممارسة العمل الحزبي والسياسي ذلك ان قادة جميع الاحزاب السياسية اليمنية جميعا قد ظلوا متربعين وجاثمين على تلك الاحزاب لفترة طويلة من الزمن دون اعطاء الاعضاء الاخرين فرصة القياده

قادة الاحزاب والقوى السياسية اليمنية جميعهم وللاسف الشديد لم يكونوا عند قدر المسئولية اذ تغلب عليهم الانانية وحب الذات وتغليب مصلحهتم الشخصية والحزبية على المصلحة الوطنية كما ان لديهم مرض مزمن في حب الظهور والشهرة ولو على حساب الثوابت والسيادة الوطنية اذ لم نلمس منهم وحتى اللحظه اي عمل جاد او مشروع واضح لاخراج اليمن من ازمته التي كانوا هم السبب الرئيسي فيها

لا نريد من قادة الاحزاب والقوى السياسية اليمنية ان يستمروا في تعاملهم مع الشعب اليمني بمنطق الغباء وبمنطق الاستخفاف بعقول الشعب ذلك انهم لايمتلكون اي مشاريع او برامج وطنية لاخراج اليمن من محنته

كل مانريده من قادة تلك الاحزاب هو ان يرحلوا بعيدا عنا وعن وطننا فالوطن لم يعد بمقدوره تحمل غرورهم وغبائهم واستغلالهم قضاياء الوطن لصالحهم الشخصي سوف يكون اولئك القادة مشكورين لو تركوا الوطن وغادروا ولو لفترة من الزمن حتى يرى الوطن النور وشمس الحرية الحقيقة وليس الحرية المزيفة التي يدعونها

اتمنى من جميع قادة الاحزاب اليمنية ان يدركوا حيقية ان الشعب اليمني قد منحهم الفرصة تلوا الفرصة علهم يدركوا المسئولية الملقاه على عاتقهم وعلهم بذلك يقدموا لليمن شئ يذكر على ارض الواقع الا انهم قد فشلوا فشلا ذريعا فلم يكونوا عند قدر المسئولية ولم يقدوا للوطن اي شئ يذكر سواء الدمار والخراب والفتن والصراعات

قادة الاحزاب والقوى السياسية اليمنية لم يعد بمقورنا نحن اليمنيين تحمل نتائج تصرفاتكم وممارساتكم الخاطئة والتي كنا ومازلنا وسوف نظل نحن والاجيال القادمه نتحمل تبعاتها وندفع ثمنها .