الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٣٨ مساءً

تشائموا تعمّروا لتعيشوا القرارات القادمة

عبدالله محوري
الثلاثاء ، ١٦ ابريل ٢٠١٣ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
سأل المعلم طلابه قبل نهاية الحصه .هل استوعبتم الدرس ؟ فلم يرد عليه احد. ثم قال المعلم للطلاب مره اخرى: اذا احدا منكم يحس إنه غبي عليه ان يكون شجاع ويوقف! فجاءه وقف احد التلاميذ فقال له المعلم شجاع يا ولدي : هل انت حاس إنك غبي؟

قال:لا بس قلت عيب اخليك واقف لوحدك !
رد عليه المعلم اذا انت تعتبر نفسك ذكي :أجبني هل الثعلب يلد ام يبيض؟

تلفت الطالب شمالا وجنوبا حد من زملاءه يساعده , فلم يلتفت اليه احد ! تنهد ثم قال: هذا سؤال بيولوجي معقد ,لكن بصراحه انا اتوقع من الثعلب كل شئ. (لتسليسه فقط)

غصب عني صرت متشائم عندما فاجئني هؤلاء المتفائلين من انصار صالح بعد صدور قرارات الرئيس هادي . انا متشائم ولو لفتره مؤقته حتى تصدر القرارات المكمله للهيكله .البلاد تحتاج لقرارات جديدة تقتلع جذور مراكز الفساد المعشعش في مفاصل الدوله . من اجل اصلاح الوضع الاقتصادي يجب محاربة الفساد وتسريح الفاسدين الذين اصبحوا مؤسسه منظمه لنهب خيرات البلاد والمساعدات الخارجية. فالدول المانحه لن تساعدنا ماديا إلا اذا سرح جيش الفاسدين من مناصبهم ,ولن تسطيع الحكومه ايجاد وظائف جديده لمئات الالاف من الشباب الذين يفترشون الارصفه بحثا عن عمل دون اي دعم مالي خارجي . جانب اخر يجب علينا الاهتمام بملايين الاطفال الذين يعيشون دون تعليم بسبب الاختلالات التي يعانيها القطاع التعليمي في البلاد , وبسبب فقر الكثير من الاسر التي يضطر ابناءها للعمل.هذه البراعم هم رجال ونساء المستقبل ,والقيادات القادمه للامه.ان عدم الاهتمام بالاطفال اليوم ,وتربيتهم تربيه سليمه وتأهيلهم للمستقبل هو بمثابة اغتيال لاجيالنا القادمه . واجب اخلاقي ان يعمل الجميع باراده صادقه لمحاربة الظواهر السيئه في المجتمع مثل الظلم ,الاستبداد ,التخلف ,الثأر ,الفقر ,البطاله ,الفساد الادراي والمالي والسياسي,و التعصب لوجهات النظر الاحاديه التي تغذي الفتن,و تهدد السلم الاجتماعي.

اكبر المتفائلين كان كاتب بأسم الرئيس السابق في رده على قرارات الرئيس هادي فقد قال في صفحته على موقع التواصل الإجتماعي (فيسبوك ) نهنئ ونبارك التغييرات في القوات المسلحة وقد كانت منتظرة من وقت مبكر، وذلك شيء طبيعي. وأضاف نبارك للذين تم تعيينهم وبحكم معرفتنا بهم فهم قيادات مجربة ومخلصه للوطن وما على الجميع إلا الدعم والمساندة للحفاظ على هذه المؤسسة العسكرية الوطنية الشامخة شموخ عيبان وشمسان. يعني صالح كان طوال حكمه الممتد لا اكثر من 33 سنه عارف بإخلاصهم للوطن, ولم تخطر على باله يوم فكرة تعيين نصف هذه القيادات المخلصه للوطن في المناصب القياديه للجيش الشامخ بدل القيادات الاسريه الفاسده الغير مؤهله سوى للقتل ,والنهب والفساد وجاي في الاخير يهني!!! متفائل جدا كاتب الزعيم وعنده ثقه ب عصابات الزعيم المنتشره في ربوع اليمن وعارف انهم سوف يقومون بالواجب مثل العاده بالدعم والمسانده بواسطة التحالف مع عصابات القتل والتخريب ,والتدمير.هذا تحذير مبطن معناه أن هذا العام سيكون الصيف حار جدا بدون كهرباء في شمال الوطن وجنوبه ,فصاحبنا المتفائل الذي كتب هذا الكلام باسم صالح يفصح لنا عن نواياه الخبيثه رغم جهله للاتي ,وضحالة تفكيره.

المتفائلون يقولون ايضا ان احمد علي عبدالله صالح قائد الحرس الجمهوري والقوات الخاصة السابق , قد غادر موقعه العسكري بعد انجازات كبيرة في بناء قوات مسلحة نوعية . هذه القوات كانت في الاساس العمود الفقري لحماية نظام العائله لا غير. فقد تكون هذه القوات يوما ما قوات النخبة في القوات المسلحة اليمنية , و صمام امان البلاد بعد الهيكله يعتمد عليها في تنفيذ المهام الوطنية الصعبه مثل حماية خطوط النفط والكهرباء ومحاربة الخارجين على القانون وتقديمهم للعداله .أن تحويل العميد أحمد إلى تاجر تحت غطاء دبلوماسي في دولة الإمارات العربيه سيساهم في رفع حجم استثمارات والده وأنصاره من ناهبي المال العام فقط . هذا القرار لن يهيئ أحمد التاجر والسفير للانتخابات الرئاسية القادمة حسب تقديري الا اذا كان المتفائل مفرط في طمأنينة النفس وراحة القلب .ان الافراط في التفاؤل يجعل البعض يعيش في الاحلام ,متناسيا ان البلاد قادمه على دستور جديد لدوله مدنيه جديده يحدد ملامحها الحوار الوطني. دولة القانون والمواطنه المتساويه لن تسمح حسب اعتقادي بعودة المحصنين من اصحاب السوابق لممارسة العمل السياسي . لقد أشارت دراسة جديده أجراها علماء من جامعة إرلانغن نورنبيرغ الالمانية إلى أن المبالغة في التفاؤل حيال المستقبل تسبب في تزايد إمكانية الموت المبكر أو الاصابة بالإعاقة أو العجز لدى اصحاب النظرة الايجابية، مقارنةً بالمتشائمين. وتبين أن النظرة المتشائمة الى الحياة تجعل الإنسان حذرا وأكثر حرصًا على حياته، كما تدفعه إلى الحفاظ على صحته واتباع التعليمات اللازمة للوقاية من الأمراض وتفادي المخاطر.وفقا للدراسة فان عمر المتشائمين أطول ب10أعوام في المتوسط مقارنة مع المتفائلين. لذا نصيحتي للجميع تشائموا تعمّروا ولو مؤقتا لتعيشوا القرارات القادمه.

قال الامام الشافعي رحمه الله .
نعيب زماننا والعيب فينا ... وما لزمانا عيب سوانا

ونهجو ذا الزمان بغير ذنب ... ولو نطق الزمان لنا هجانا

وليس الذئب يأكل لحم ذئب ... ويأكل بعضنا بعضا عيانا