الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:١٨ مساءً

إلى قادة المشترك.. حرصُكم يقتُــلنا

عبدالرحمن الدعيس
السبت ، ٠١ اكتوبر ٢٠١١ الساعة ٠١:١٠ مساءً
الحرص والحكمة مطلوب في كل الأعمال، ولكن عندما يتحول الحرص إلى جبن، والحكمة إلى نقمة فهنا تكون المصيبة. من يراقب تحولات قادة اللقاء المشترك منذ بداية انطلاق الثورة المباركة، يجد هذه الصفة لصيقة بكل تصرفاتهم، ولا يزال هذا الحرص مستمرا ونحن نشكرهم عليه، لكن هذا الحرص يقتلنا في أرحب وتعز وأبين.

حرصكم لم يقتل بقايا النظام وبلاطجته الذين قتلونا في كل شارع وزنقه ودار، بل قتل بقايا اقتصادنا المدمر.

حرصكم زاد من خسائر الوطن، حرصكم من سمح للمبادرات والتدخلات السافرة الخارجية التي أصابت الثورة في مقتل.

حكمتكم تحولت إلى نقمة من قبل العدو الجاهل على كل أعضاء وأنصار الثورة .. حرصكم تحول إلى جبن وخوف، والجبناء لا يصنعون المجد، ولا يصلون إلى النصر.

عندما خرج الشباب إلى ساحات الحرية كانوا يعرفون أنهم لم يخرجوا لنزهة أو سياحة؛ بل خرجوا وهم يعلمون أنهم سيدفعون فاتورة وثمن الحرية ثمنا غاليا, خرجوا وهم يرددون قول الشاعر الثائر أحمد شوقي: و"للحــــريـةِ الحمــراءِ بـابٌ ، بـكــل يـدٍ مضـــرَّجـــــَةٍ يُـــــــدقُّ".

خرج الشباب وهم يعرفون ثمن خروجهم، ومستعدون لدفع ثمن سكوتهم لثلث قرن من الزمن على جلاديهم، ومازالوا مستعدين لدفع فاتورة الحرية، ولكن ليس دفعا بالتقسيط فالتقسيط يكون ثمنه دائما أعلى سقفا من الدفع بالكامل، هكذا يقول أهل التجارة فالتقسيط تورط وتدمير ارتفاع في الثمن وطول في الزمن وضياع للهدف.

يا قادة المشترك يجب أن تعترفوا آن حرصكم هو سبب سقوط ونزيف الدماء اليومي وبشكل مستمر في كثير من إنحاء اليمن ، واعلموا إن النزيف المستمر قد يودي إلى موت الثورة حيث و الثورة تتجه في خيارات ثلاثة، ولكم الحرية في اختيار الخيار الذي يناسبكم:

الخيار الأول : وهو الذي لا نتمناه ولا نريده وهو أن تنتهي الثورة بصلح أو مبادرة حل كل القضايا اليمنية عبر صلح يضع اللص مع صاحب الحق، وجعل القاتل مع المقتول سوى، المجرم مع الثائر سوى، وبطريقة ترضي كل الأطرف وهنا نكون قتلنا الشهداء مرة أخرى وبعنا دمائهم الذي وهبوها من اجل الوطن رخيصة .

الخيار الثاني: أن تستمروا يا قادة المشترك في طغيانكم وحرصكم الذي يقتلنا وانتم على كراسيكم فتكون هناك ثورة مضادة ، ولكن هذه المرة من صفوف و أعضاء أحزابكم المتحمسين للحسم وذلك بالتحامهم المباشر مع الشباب المتحمس من المستقلين، وينجزوا ثورتهم وتظل العنة والخزي تلحقكم بل سوف تكونون مطلوبين حينها للعدالة والمحاكمة بالتآمر على الثورة وتأخير الحسم.

الخيار الثالث: وهو الذي أتمنى في كل لحظة إن يحصل وهو إن تعترفوا بأخطائكم يا قادة المشترك ومن ذا الذي لا يخطئ، وتصححوا أخطائكم وتعيدوا بعض ما فقدتم من سمعتكم أمام هذا الشعب الصامد العظيم وتلتحموا بالشباب وننجز الثورة . لكم الحرية في الخيار فالتاريخ لا يرحم، وعليكم أن تدركون انه عندما يستوي الحياة والموت عند الشعوب فأنها تثور وخاصة تلك الشعوب المعدمة الفقيرة التي فقدت كرامتها في عيشها فهي لن تخاف على شيئا تخسره ، فلا حياة تخاف عليها ولا موت تخاف منه وعندها ينفجر البركان وحتما ستنصهر جبال الطغيان تحته وما حدث في تونس ومصر وليبيا ليس ببعيد. الم تكن فيها انظمه اظلم وأطغى وأدهى من نظام صالح؟

كل الرجاء أن تحفظوا ما تبقى من ماء وجوهكم، واحترموا تأريخكم النضالي، وتأريخ أحزابكم الفتية، والله في عون الشعب.. المجد للثورة، والخلود للشهداء، والله المستعان.