يقولون ان النيران الصديقة فيها الخطأ وارد دائما,و مقصود أحيانا لكن نيران المؤتمر هذه المره قاصدة إلحاق الأذى بالاخ الدكتور أحمد عبيد بن دغر، وزير الاتصالات وتقنية المعلومات، عضو مؤتمر الحوار الوطني الشامل . لقد انهالت النيران الصديقه من افواه مدافع اعلام المؤتمر الشعبي العام دون مقدمات تذكر ,ولم يرد الاخ الوزير ملتزما لمبدأ النيران الصديقة لا تستوجب الرد عليها. الوزير بن دغر احد كوادر المؤتمر المشاركين في حكومة الوفاق الوطني ولا يختلف عن زملائه الاخرين في الحكومه الذين يمارسون هواية النهب الممنهج للمال العام غير عابهين بالحاله الاقتصاديه للبلاد وضاربين عرض الحائط بمصالح الشعب الي مش لاقي يأكل .

بعضنا يعتقد ان سبب النيران الصديقه هو تحول بن دغر لدعم الرئيس هادي ضد الرئيس السابق رئيس المؤتمر الشعبي العام. اعتقد ان الرئيس هادي لا يحتاج لدعم الاخ الوزير المتهم باستحواذه على عشر سيارات من المال العام السايب في سنتين كما ان المستحقات الشهرية للوزير حسب مصادر النيران الصديقه تقدر ب 15 مليون ريال, ثلاثه اضعاف مرتب المستشاره الالمانيه انجيلا ميركل تقريبا. ماذا قدم الاخ الوزير من خدمات للبلاد مقابل هذا المرتب الخيالي؟ زايد استلامه ثمانية مرتبات شهرية من وزارة الاتصالات والقطاعات التابعة لها , مثل المؤسسة العامة للاتصالات السلكية واللاسلكية و هيئة البريد و شركة يمن موبايل وشركة تليمن , و يمن نت ومركز الاستشعار عن بعد , و معهد الاتصالات , و قطاع الانشاءات في مؤسسة الاتصالات الذي يعد واحدا من اكبر مراتع الفساد في قطاع الاتصالات حسب مصادر اعلام النيرا ن الصديقه . كما ان الوزير بن دغر يتولى أكثر من منصب في قطاع الاتصالات وهذا يخالف القانون ,ويحصل فوق ذلك على امتيازات اخرى من حكومة الوفاق اسوة ببقية الوزراء .هذا النظام لا يوجد في اي حكومة موز في العالم سوى حكومة المؤتمر والاصلاح الانتقاليه.

قد يقول البعض ان هذه فرقعه متعمده من انصار صالح وتحذير مباشر للدول المانحه من تفشي الفساد بين اعضاء الحكومه الانتقاليه قبل نتائج انعقاد الاجتماع المرتقب لمجموعة “أصدقاء اليمن” المقرر نهاية سبتمبر المقبل في نيويورك . الجميع يعرف ان الدول المانحه لن تساعدنا الا بعد ان تكون لدينا حكومه مؤهله وكفؤة من الناحية الادارية والتنظيمية و خاليه من الفساد و المركزية و تمتاز بالشفافية ,حتى تستطيع ادارة وتوجيه عجلة التنميه الاقتصاديه مع توظيف الامكانيات والموارد المتاحة بما في ذلك الدعم الاجنبي الذي يخدم اغراض التنمية الاقتصادية والاجتماعية . عندنا جيوش من الفاسدين في جميع المرافق الحكوميه ,والفساد اصبح عاده يمارسها الكل من الوزير حتى حارس باب الوزاره والعالم كله يعرف ذلك بدون فرقعات صالح وشلته.

هذا الكلام معروف للقاصي والداني محليا ودوليا ومعلوم أن اي دعم مالي دولي له شروط معروفه مثل الغاء الدعم لبعض المشتقات النفطيه ولن نحصل على مساعدات قبل أن نصلح حالنا ولا نعتقد ان العالم سيمنحنا شيك على بياض حبا في سواد عيوننا . الاخوه في المؤتمر كانو ساكتين طول هذا الوقت على فساد بن دغر وهم جالسين يعدو السيارات والملايين دون ان يحركوا ساكن وفجأه صحت ضمائرهم لان عنده سيارتين اكثر منهم واعلنوها حربا شعواء بدون مقدمات على الاخ الوزير وهذا حسد واضح تمنى اصحابه زوال النعمه عن بن دغر وانتقالها إليهم .

عند قرائتي لهجوم اعلام المؤتمر على الاخ الوزير خطر على بالي كتاب عنوانه النيران الصديقة لعلاء الأسواني محتواه يناسب هجوم الاخوه في المؤتمر الشعبي العام على بن دغر .في عرض كتاب المجموعه القصصصيه التي تحمل عنوان النيران الصديقة لدكتور احمد الخميسي قال : النيران الصديقةهي تلك التي نصيب بها بعضنا البعض ، حين تذهب النفس البشرية إلي أقصى مدى من شماتة التلاميذفي زميلهم الدواخلي البدين في قصة " حصة الألعاب " رغم نبله وتودده إليهم . وهي ذاتها النيران الصديقة التي يفتحها كل أطباء القسم على الطبيب الجديد " هشام " في المستشفى الذي عين به حديثا ، فلا يتركوه إلا حطاما من الذكاء المحبط في قصة " المرمطون " البديعة . هي ذات النيران التي يفتحها ناجي الرقيق المهذب على زملائه ما أن يمكنه المدرس منهم ليشرف ناجي مؤقتا على سير الدرس . وفي قصة " أختى الحبيبة مكارم " التي كتبها علاء الأسواني في شكل خطاب من أخ في السعودية إلي أخته ، يعري الكاتب دناءة الاغتيال الإنساني بالنيران الصديقة للأم المريضة ، حين يبخل الأخ الثري ببعض النقود لعلاج أمه في مستشفى مموها كل ذرائعه بكلمات ورعة عن الدين وقدر الإنسان . هي أيضا ذات النيران التي يفتحها بطل قصة " فستان قديم " على الفتاة الفقيرة التي أحبته حين يهجرها ليقترن بفتاة أخرى فاضلة تساوم بقسوة على مهرها الذي ستبيع به نفسها لزوجها . كل هذا الواقع قبيح ، لكل من اقترب ورأى ، لأننا نتصيد فيه بعضنا البعض ، بلا رحمة ، ونغتال فيه الآخرين ، سواء أكان أخا أوصديقا أو معشوقة جديرة بأن نقطف لها النجوم .

النيران الصديقه عبر اعلام المؤتمر الشعبي العام صابة الدكتور أحمد عبيد بن دغر وكشفت مره اخرى كيف يهدر المال العام دون حسيب او رقيب في بلد موارده الاقتصاديه شبه معدومه وعايش على المساعدات الخارجيه. الامل اخر ما يموت بالنسبة للمتفائلين بالحصول على الدعم المالي الدولي بلا شروط , و اخشى ان يطول بهم الانتظار الى (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) صدق الله العظيم.