الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٤٣ مساءً

مفاهيم قرانية ما يعين على نشر الخير

عبد السلام حمود غالب
الاربعاء ، ٠٢ اكتوبر ٢٠١٣ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
نقف ما بعض المفاهيم حول الايه وما ترشد اليه
(لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) (25) سورة الحديد

قال ابن كثير:
وقوله: { وَأَنزلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ } أي: وجعلنا الحديد رادعًا لمن أبى الحق وعانده بعد قيام الحجة عليه؛ ولهذا أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة بعد النبوة ثلاث عشرة سنة توحى إليه السور المكية، وكلها جدال مع المشركين، وبيان وإيضاح للتوحيد، وتبيان ودلائل، فلما قامت الحجة على من خالف شرع الله الهجرة، وأمرهم بالقتال بالسيوف، وضرب الرقاب والهام لمن خالف القرآن وكذب به وعانده.

وفي الأثر أن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن أي ليمنع بالسلطان عن ارتكاب الفواحش والآثام ما لا يمنع كثيراً من الناس بالقرآن وما فيه من الوعيد الشديد والتهديد الأكيد وهذا هو الواقع انتهى.

وذكر صاحب اضواء البيان حول مفهوم الاية ومدلولاتها :
قوله تعالى : { وَأَنزْلْنَا الحديد فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ } .
بينالله جل وعلا في هذه الآية الكريمة والتي قبلها ، أن إقامة دين الإسلام تنبني على أمرين : أحدهما هو ما ذكره بقوله { وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الكتاب والميزان }
لأن في ذلك إقامة البراهين على الحق وبين الحجة وإيضاح الامر والنهي والثواب والعقاب ، فإذا أصر الكفار على الكفر وتكذيب الرسل مع ذلك البيان والإيضاح ، فإن الله تبارك وتعالى أنزل الحديد أي خلقه لبني آدم ليردع به المؤمنون الكافرين المعاندين ، وهو قتلهم إياهم بالسيوف والرماح والسهام ،

وقال صاحب التفسير الميسر
لقد أرسلنا رسلنا بالحجج الواضحات، وأنزلنا معهم الكتاب بالأحكام والشرائع، وأنزلنا الميزان؛ ليتعامل الناس بينهم بالعدل، وأنزلنا لهم الحديد، فيه قوة شديدة، ومنافع للناس متعددة، وليعلم الله علمًا ظاهرًا للخلق من ينصر دينه ورسله بالغيب. إن الله قوي لا يُقْهَر، عزيز لا يغالَب.

ويقول وهبة الزحيلي في تفسيره المنير
هذه الآية دستور المجتمع الإسلامي ونظام الحكم في الإسلام، فهو مجتمع يحكم بشريعة سماوية، على منهج الحق والعدل والمساواة، وفي ظل من القوة الحامية لمبادئ التشريع الرادعة الزاجرة كل من يتجرأ على انتهاكها أو النيل من قدسيتها، أو محاولة القضاء عليها، أو عرقلة مسيرة الدعوة الإسلامية في الداخل والخارج.
أساس هذه الشريعة: المعجزات البيّنة والشرائع الظاهرة التي تضمنتها الكتب السماوية، واحتواها وصاغها خاتم هذه الكتب وهو القرآن العظيم دستور الحياة البشرية.
ومنهج الحكم في شريعة الله تعالى هو التزام الحق والعدل في المعاملات فبالعدل قامت السموات والأرض، وهو المعبر عنه بالميزان، الذي دل عليه قوله تعالى: (وَالسَّماءَ رَفَعَها وَوَضَعَ الْمِيزانَ، أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزانِ، وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ، وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزانَ [الرحمن 55/ 7- 9] .
والحديد رمز القوة الرادعة لكفالة احترام الأحكام في دار الإسلام، ولتأديب المعتدين والمعادين لشرع الله ودينه وحرمات أهله ودياره.

فنلاحظ من الايات التالي :
1- الوضوح والبيان الحسن لتبليغ القيم والاداب والاخلاق وان الدين الاسلامي جاء داعيا الى الخير ونشره وحمايته وتعليمه للناس والدفاع عنه وبذل الغالي والرخيص في ذلك وبين الله سبحانه في ذلك فقال (ادعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ).
2- انزل الله سبحانه الرسل لتبين وتعلم الناس الدين والخير والقيم والاخلاق وما ينفعهم في الدنيا والاخره فكانت للانبياء وظائف محدده عملوا على انجازها ارضاء لربهم وعملا بامره سبحانه وارشادا للبشريه وانقاذا لهم من الظلمات الى النور باذن الله .
3- امد الله الرسل بما يثبت رسالتهم ونبوتهم وايدهم بالمعجزات الباهرات وحفظ الله الدين والاحكام الشرعية في كتابه العزيز وحفظة من التحريف والتبديل ليكون للناس دستورا الى يوم القيامه من عمل به هدي الى سبيل الرشاد .
4- الحق واضح وضوح الشمس لكن الكثير يلبس النظارة السوداء فلا يرى النور والحق المبين نظارة الشهوات والمغريات والهوا وما يبعده عن الحق واتباعه والخضوع له .
5- وانزل الله وشرع ما يتم به الدفاع عن الحق وحمايته وحماية اهله ومن يقومون به وشرع لذلك امور كثيره ورغب في ذلك حماية للحق واهله ونصرة للمظلوم ومنها شرع الجهاد في سبيل الله حماية للدين وللحق ونشره بين الناس والوقوف لمن يصد ويمنع الحق ودخول الناس فيها شرع الجهاد ايقافا له وتحجيما لنشره للباطل فالامة الاسلامية مطالبة بالدفاع عن الحق واهله والضعفاء والمساكين
6- القوة مهمة جدا لاصحاب الحق للحفاظ عليه امام جولات الباطل التي تنقضي ما ان يقف له الحق واهله بالمرصاد فالقوة فيها الباءس الشديد والرادع القوي لمن تسول له نفس محاربة الحق واهله والعمل على نشر الباطل وحزبه والفساد في الارض فالقوة مهمه ونحن مؤمورون بنصرة الحق واهله انصر اخاك ظالما او مظلوما وقال تعالى (وان استنصروكم في الدين فعليكم النصر ) مطالبون بنصرة المسلمين وهذا لا يتاتي الا بالقوة والحصول عليها والتجهيز لها فالمؤمن القوى خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف لان الضعيف يضيع حقه وتصادر ارادته وممتلكاته لضعفه رغم ان الحق معه ومن القوة ،،،،
القوة الاقتصادية والاكتفاء الذاتي وكما يقال من يملك قوته يملك قراره ومصيره ،،،،
ومنها القوه الفكرية والثقافية والابداع والتجديد لما فيه خدمة للبشريه ونفع
ومنها القوة الصناعية والاختراعات والاكتشافات المفيده والمنقذه للبشريه
ومنها القوة العلمية والرقي بعملية التعليم والبحث العلمي فلا احد يعترف بالجاهل والمتخلف تعليميا وبحثيا
ومنها القوة العسكريه والتي من خلالها يتم الدفاع عن الاوطان وعن الحريات والكرامه وفق التقنيات الحديثه والتطوير في مختلف المجالات العسكريه والمواكبه للعصر والاحتياجات .
7- وترشد الاية الى ان الصراع بين الحق والباطل موجود ومستمر والله يعلم من يقوم بالحق ويدافع عنه وهو في علم الله سبحانه ونحن مطالبون بالوقوف مع الحق والدفاع عنه واهله ايضا ويكون لنا دور في ذلك ايجابيا سعي الى نشر الخير واحقاق الحق واعطاء كل ذي حق حقه بعيد عن الظلم ومصادرة الحقوق .
8- حكمة الله بالغه والله بالغ امره سبحانه ولكن اكثر الناس لا يعلمون وهذه هي السنن الكونيه والصراع بين الحق والباطل قائم ومستمر فاذا عجز الانسان عن نصرة الحق فلا يقف في صفوف الباطل.