الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٣٩ صباحاً

لولاء ربيع الشباب ما عرفنا صيف ألإخوان

يحي محمد القحطاني
الاثنين ، ٠٧ اكتوبر ٢٠١٣ الساعة ٠١:٤٠ مساءً
يبدو المواطن العربي اليوم في مأزق حضاري كبير وهو يرى ما آل إليه (الربيع العربي)وما يمكن أن نقرأ على صفحاته عن شكل المستقبل القريب والبعيد،فبعد عامين ونصف على خرج الشباب إلى الشوارع في مظاهرات عارمة،وقيامهم بألإعتصامات في الميادين والساحات،من أجل بناء دولة مدنية حديثة،تكرس مبدأ الحرية والديمقراطية والمواطنة المتساوية،وضع الرجل المناسب في المكان المناسب تقديم الحلول لمشاكل الشباب،مثل البطالة والسكن والعلاج والتعليم والعدالة الاجتماعية،ومحاربة الفساد،منع التوريث السياسي والحزبي،تطبيق مبدأ الثواب والعقاب،لا تزال الأسئلة أكثر من الأجوبة،ولا يزال القلق هو سيد الموقف،كل مشاعر الفرح والتفاؤل تلاشت،ليحل محلها إحساس عارم بالخوف من مستقبل غامض ومجهول،وهو خوف تعززه دوامة العنف والاضطرابات الممتدة من تونس إلى اليمن،ومن ليبيا إلى مصر وسوريا والسودان،وجميعنا أمام معضلة حقيقية،فعملية التغيير التي ما زلنا نتابع فصوله وتداعياته لم يكشف فقط حجم تركة فشل وفساد الأنظمة التي أطيح بها،بل أسقطت القناع عن عجز النخب العربية التي تتحدث كثيرا عن الحرية والديمقراطية وتطلعات الشعوب،لكنها عندما وضعت أمام الاختبار أظهرت التباسا في المفاهيم،وفشلا في التكيف مع العمل في أجواء الحرية الجديدة،وعجزا واضحا عن قيادة الجماهير وتوجيه الشارع نحو كيفية الخروج من المأزق السياسي،وكانت النتيجة أن عمت مشاعر الإحباط بين الناس،لا سيما مع انتشار العنف ومظاهر الفوضى،وتحول سير الربيع العربي نحو إعادة إنتاج أنظمة استبدادية ولكن دينية هذه المرة،ما دفع الجماهير العربية،للخروج إلى الشارع وعمل ثورة مضادة ضد ألإخوان المسلمين.

والحق أننا تلقفنا تلك الوعود بحُسن نية وبتصديق،كوننا جزءاً من شعب تُعد أغلبيته مطحونة،ويعاني من الجوع والفقر،وانتشار البطالة والأمراض وسوء التخطيط وقلة الراتب،ومن شحت المياه ومشكلة الكهربائية،وإرهاب القاعدة,وبالتالي كان الجميع أو لنقل ألأكثرية،تبحث عن طوق نجاة دون أن يكون هناك متسع من الوقت والوعي لفحص أدوات ووسائل هذا التغيير،فبعد دخول ألإخوان في حلبة الربيع العربي وقيامهم بالاستيلاء على منجزاته،تحول ربيع الشباب إلى صيف إخواني،كله دماء وخراب وتهديم وفوضى خلاقة،على أيدي جحافل الثورة المضادة المدعومة ماديا ولوجستيا وعسكريا وسياسيا من قبل الولايات المتحدة ودويلة قطر،ومنذ خروج شباب الربيع العربي وحتى اليوم لم نرى من(الإخوان)سوى المناورات والحيل والنكوص عن الوعود للانفراد بالحكم وفرض رؤاهم على الآخرين،وعمليات الاستحواذ على كل مفاصل الدولة المدنية والعسكرية والأمنية،وإقصاء ألآخرين من الحياة السياسية والوظيفية،انفلات امني ممنهج،نتج عنة مئات الجرائم والاغتيالات والتفجيرات،تدمير الجيش والشرطة والمؤسسات ألأمنية،بعد تغلغل ألإخوان والقاعدة،بينهم بحجة الهيكلة وإعادة البناء،وكل يوم نشهد مأساة سقوط معسكر من الجيش والأمن،وسقوط عشرات القتلى ومثلهم جرحى وضعفهم رهائن،التخريب للمنشئات العامة والخاصة وضرب أبراج الكهرباء وقطع الطرق،والإخوان يقصوا المرأة,ويزوجوا الصغيرات،ويجهضوا الديمقراطية والمدنية،ويكرسوا القبلية والمناطقية،يمارسوا الفساد وينددوا بالفساد يطالبوا بالإصلاحات ويكترثوا كل المخالفات،هذه هي صورتهم بلا رتوش،وهي صورة بررت للكثيرين فشل الربيع العربي،بينما ذهب البعض إلى حد التحسر على الأنظمة السابقة،واعتبار ما حدث غلطة كبرى يدفع الناس ثمنها.والله من وراء القصد والسبيل.