الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:١٢ صباحاً

وداعاً عبد الرحمن بعكر ..

د. أحمد عبيد بن دغر
الخميس ، ٠١ يناير ١٩٧٠ الساعة ٠٣:٠٠ صباحاً
يمن برس -عبد الرحمن حزام

أتى اليوم الذي يرحل فيه الاديب المؤرخ عبد الرحمن بعكر بعد أن خدم لغته وتأريخ أمته وترك إرثاً كبيراً ومنهلاً صافياً في الأدب والتأريخ ..
فقد كانت جهوده وخدماته للأدب والثقافة والفكر مرتبطة بدينه ووطنه وعالمه العربي فعبد الرحمن بعكر يعد من أبرز أدباء ومفكري القرنين العشرين والواحد والعشرين وهو من القلة الذين برزوا في الستينات الميلادية في الوطن العربي وتصدروا الحياة الثقافية والأدبية بإصدار الأعمال الأدبية والأبحاث والدراسات التأريخية والفكرية وممارسة النشاط الثقافي والإعلامي.
لقد عرف الوطن العربي الأستا عبد الرحمن بعكر أديباً ومؤرخاً منذ ما يقرب ثلاثين عاماً عاماً نموذجاً في سلوكه للمؤرخ الحصيف والأديب الناقد المحب لعلمه، المخلص لدينه ووطنه .
كان رحمه الله ناقداً جاداً وعالماً مثابراً يجهر بكلمة الحق حتى لو تعارض ذلك مع مصالحه الشخصية وعلاقاته. أما شخصيته الإنسانية فقد كان شاعراً في كل شيء ولذلك اتسمت حياته بالرقة والهدوء. ولم يكن بطبعه من الذين يعشقون الأضواء ويقيمون العلاقات هنا وهناك لمزيد من الظهور، ولم يكن يحب الخصومات أو الدخول في صراعات وإنما كان يكتفي بالصمت والابتعاد عن نقاط التماس، وقد أدت به طبيعته الحساسة والمسالمة إلى الانعزال في سنواته الأخيرة والابتعاد عن الظهور مع حفظ الود والوفاء لكل من عرف والتسامح جميع ابناء وطنه.

قضى عمره في خدمة أمته عبر الدراسات العديدة في مجال التأريخ وتوثيق الحقائق وفي خدمة اللغة العربية حيث أصدر (في الأدب واللغة) وفي مجال الأدب والنقد والشعر كيف غنت تهامة، أجراس (ديوان)، سجادة الخضر (ديوان)، بنفسجيات (ديوان)، وفاء (ديوان) ، و عناقيد في الأدب والفن، جمرات نثرية، و حسم الموهبة (سيرة ونقد عن عبدالله البردوني)، أشذاء من الأدب اليمني، شاعر التوحيد والعدل والجمال: عبدالرحمن الآنسي، كما حقق عددٌ من دوواين الشعر لقاماتٍ أدبية يمنية طمرتها الأزمان والظروف كـ"الأنموذج الفائق" للقاضي عبدالرحمن الآنسي ، وديوان أبي بكر الحكّاك، وديوان الفقيه أبي بكر المُهير، وتحقيق ديوان الولي الشيخ حاتم بن أحمد الأهدل ، فضلاً عن "نعمة البيان، العربية أنموذجًا"، و "صاحبة الجلالة..اللغة العربية" .

. وفي سنواته الأخيرة ترك الأستاذ "بعكر" عشرات الدراسات والبحوث في مختلف مجالات الأدب والنقد و الشعر والتاريخ والترجمة حالت ظروفه المادية دون طباعتها، وستبقى كذلك إلى حين لفتةٍ مسؤولةٍ تجاه الوطن والتاريخ والأدب من وزارة الثقافة، كما يجدر التنويه إلى أن الفقيد كان من المساهمين في تأسيس التجمع اليمني للإصلاح مطلع التسعينيات .
وفجأة أصيب الأديب عبد الرحمن بعكر بجلطة دماغية تعرض إثرها لشلل نصفي في الجانب الأيسر وتم إسعافه إلى إحدى المستشفيات الخاصة بالمحافظة ومكث فيها تحت العناية المركزة حتى توفاه الله في صباح الخميس الماضي 18/1/2007م .
رحمه الله وأثابه عما قدمه خدمة لدينه ثم أمته العربية والإسلامية ولعته وشعبه .