الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٤٧ مساءً

الحرب على الإرهاب

عبدالكريم الأسطى
الجمعة ، ١٣ ديسمبر ٢٠١٣ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
لا أحد يمكنه أن يشكك في أن الإرهاب، بعد تفجيرات 11 سبتمبر، أصبح شأنا دوليا، يلعب دورا رئيسيا في العلاقات الدولية، ويرسم نسقا سياسيا مغايرا تماما لمفاهيمه الكلاسيكية.

ففي 11سبتمبر 2001 شهدت مدينة نيويورك أعنف عملية إرهابية استهدفت الولايات المتحدة على مر تاريخها، وترجع أهميتها إلى كونها هزت قلعة كانت تعتبر نفسها في منأى عن الإرهاب الذي كان الأمريكيون يعتقدون أنه مقصور على العالم القديم ودول أخرى.

وبصرف النظر عن الخسائر المادية والتحليلات المتعلقة بالقوى الكامنة وراء هذه العملية، فمن المؤكد أن هذه الهزة التي تعرضت لها الولايات المتحدة أثرت بشكل جلي على السياسة الخارجية الأمريكية.

فتحت شعار الحرب على الإرهاب، قادت الولايات المتحدة الأمريكية حربين: الأولى ضد أفغانستان، والثانية ضد العراق. وعلى الجبهتين، إذا كانت الولايات المتحدة قد حققت نصرا سريعا ضد نظام طالبان وضد نظام صدام حسين، فإنها أخفقت بشكل واضح في تدبير مرحلة ما بعد الحرب، كما تشير لذلك الصعوبات التي تعرفها الساحة العراقية والقلق السائد اليوم بشأن ما آلت إليه الحرب في أفغانستان.

فالكثيرون يشكون في قدرة القوات الأمريكية المسنودة بقوات حلف الأطلسي على تحقيق نصر عسكري، وبالتالي يدعون إلى حل سياسي تشارك فيه حركة طالبان من خلال بعض معتدليها. وفي نفس الوقت فإن الممارسات الأمريكية، التي أعطت الأولوية للقوة، لم تسهم إلا في تأجيج الإرهاب، حيث أن دولا متعددة لم تنج من شظاياه، كما هو الحال بالنسبة للمغرب وإسبانيا والأردن ومصر...

الإرهاب لم ينته.. انظر حولك! فمع تواري القوة الناعمة بأساليبها وآلياتها فترة من الوقت في أعقاب هجمات سبتمبر، بدا العالم وكأنه قد أقبل على سنوات من الرعب؛ الرعب من الانتقام الأعمى للولايات المتحدة ومن الإرهاب في ذات الوقت، وعاش العالم فترة عصيبة. وفي الداخل الأمريكي كان الهلع أشد وطأة، وأدى تنامي نفوذ إدارة المحافظين الجدد في الداخل وتراجع الحريات إلى اتخاذ سياسات من شأنها إسكات المعارضة وإعادة تشكيل المجتمع وفق وجهة واحدة تبناها المحافظون الجدد.

وزاد من الخوف الانتقادات التي وجهت لحرب الولايات المتحدة في أفغانستان، حيث تبين أنها لم تقض تماما على البؤر الإرهابية كما كان مطلوبا، وامتد الهلع إلى أوروبا وخاصة بعد مشاركة قوات أوروبية في حرب العراق، وقد كان هذا الهلع منطقيا , إذ أكدته التفجيرات التي شهدتها عواصم أوربية مثل مدريد ولندن بل ودول عربية أخرى مثل المغرب ومصر واليمن والسعودية .
أن جملة هذه الأحداث قد خلقت ما يمكن أن نصطلح عليه بحالة الاستثناء وما تستتبعه من سياسات وقوانين الطوارئ على مستوى المنتظم الدولي بأسره، وهو ما مكن الطغمة النافذة سياسيا واقتصاديا وعسكريا في الولايات المتحدة الأمريكية ومختلف حلفائها في شتى بقاع العالم المتقدم وأذنابها في المجتمعات الخائبة من تحقيق وربح مزيد من الأهداف : • إحكام السيطرة على العالم عبر دول أو بلدان ذات مواقع استراتيجية (العراق وأفغانستان...)

نسأل الله أن يجنب اليمن كل سوء ومكروه