الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٥٩ مساءً

انقذوا اليمن!

أسامة الشريف
الثلاثاء ، ١٠ يونيو ٢٠١٤ الساعة ٠٧:٠٣ مساءً
قد نكون قد خسرنا سوريا ونحن على ابواب فقدان ليبيا، والسودان يحتاج الى معجزة لانقاذه من الفوضى والوضع في العراق لا يسر احدا، لكن اذا كان من غير الممكن التدخل لانقاذ اي من هؤلاء فماذا عن اليمن؟ لا تزال الفرصة سانحة لانقاذ هذا البلد المنكوب بوباء القاعدة في الجنوب وببلاء الحوثيين في الشمال! اليمن يشكل خاصرة رخوة لدول الخليج وعلى الأخص المملكة العربية السعودية التي تشترك معه بحدود طويلة في مناطق نائية ووعرة.

ما يحدث في اليمن اليوم خطير جدا واذا ما استطاع الحوثيون احتلال عمران والتقدم نحو صنعاء فنحن امام سيناريو سيقلب الطاولة على الجميع. والجيش اليمني، بموارده المتواضعة، يحارب على جبهتين وقد استنزف بما يكفي كما نشاهد، فما الحل؟ لا يمكن ترك اليمن لوحده يحارب على كل هذه الجبهات والبديل اذا انهار اليمن كارثة جيوسياسية ستصل نارها الى قلب الخليج. لا يمكن ان تنتصر القاعدة في الجنوب لان ذلك يشكل خطرا وجوديا على منظومة دول الخليج، كما لا يمكن ترك الحوثيين يدخلون صنعاء او يحاصروها لأن ذلك يعني انهيار الدولة في اليمن والدخول في فوضى امنية وسياسية تدفع به الى نموذج الصوملة.

على دول الخليج ان تستفيق الآن وتقرر الخروج من عزلتها وتسارع الى انقاذ الدولة في اليمن من خلال التدخل المباشر لدعم الجيش اليمني في حربه الشعواء ضد القاعدة والحوثيين. ما الهدف من تجميع كل هذا السلاح والتوقيع على اتفاقيات لحماية شبه الجزيرة اذا ترك اليمن يواجه مصيرا اسود؟ على دول الخليج ان تدرك اليوم ان ما يحدث في اليمن يشكل تهديدا حقيقيا لأمنها الوطني وان عليها ان تبذل التضحيات لوقف امتداد الارهاب والفوضى في جزء مهم من الجزيرة العربية.

لا يستطيع الجيش اليمني ان يحارب على جبهتين، ومن الواضح ان الحوثيين حصلوا على سلاح نوعي وانهم يردون الصاع صاعين للجيش الذي يدافع عن صنعاء التي لا تبعد اكثر من خمسين كيلومترا عن مدينة عمران.

التدخل اليوم بحاجة الى قرار شجاع لنصرة الجيش والنظام الذي حاول ان يفتح قنوات الحوار ويحقق صيغة للسلم الاهلي لكنه يجابه اليوم تحديا وجوديا يهدد مستقبل اليمن.
قرار التدخل ليس سهلا لكنه يشكل نقطة فاصلة في تاريخ ومستقبل شبه الجزيرة. اذا انهار اليمن فلا أمان للمنطقة برمتها!.

نقلا عن الدستور الاردنية