الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٠٣ مساءً

إغتيال وطن!!

عبدالكريم الأسطى
السبت ، ١١ اكتوبر ٢٠١٤ الساعة ١١:٢٩ صباحاً
كما كان متوقعا بذل الإرهابيون كل جهد متيسر لديهم من أجل سرقة فرحة العيد من ابنا اليمن الحبيب. فجر الإرهابيون عددا من التجمعات المدنية هنا وهناك راح ضحيتها عدد من المدنيين اليمنين الذين كانوا يمارسون الفرح المشروع في أيام عيد الأضحى. كان لا بد أن نحزن على ضحايانا. نحن نعلم أن قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار. مع ذلك ان العين لتدمع وان النفس لتجزع. ولا نقول إلا "إنا لله وإنا إليه راجعون."

تريد القاعدة ان تدفعنا الى اليأس والضجر والسلبية والانسحاب من الحياة، وتريد القاعدة أن يعم الحزن والقنوط والبكاء والحسرة في ربوع بلادنا. عمليات القاعدة العسكرية لا تستهدف تحقيق إنجاز عسكري أو سياسي مباشر بقدر ما تستهدف تحقيق إنجاز نفسي وإعلامي مباشر. ويتمثل هذا الإنجاز المأمول بتحطيم الروح المعنوية لعموم اليمنيين وجعلهم يكرهون العيش في بلدهم الذي تريد القاعدة جعله جحيما لا يطاق. وطبيعي ان من تصل حالته النفسية الى هذا المستوى فانه لن يكون راغبا بالمشاركة في الحياة العامة في البلاد. تذكروا نحن على أبواب استقرار بعد ازمه كانت عاصفه بالبلاد والعباد يتطلب الكثير من الإجراءات والخطوات العملية. منذ الآن تعمل القاعدة على إجبار الناس على العزوف عن الاستقرار

القاعدة وأخواتها يريدون إفشال العملية السياسية وإجهاض مشروع إقامة الدولة المدنية الحديثة ومن ثم إقامة مشروع "الدولة الإسلامية في اليمن" وهي "دولة"، كما توضح ممارسات القاعدة، متخلفة ووحشية ومتعصبة وحاقدة على رعاياها ولا تعرف غير القتل، قتل الإنسان والنبات والحضارة والعلم.

والقاعدة تحسب أن إشاعة حالة اليأس والانهيار النفسي عن طريق عملياتها الإجرامية البشعة والقتل المجاني والإبادة الجماعية سوف تساعد على تحقيق هدفها. إلا ان السلوك العام لليمن واليمنيين أفشل هذا المسعى ودفنه في مهده، فقد استمرت الحياة اليمنيه على طبيعتها، وقد أجريت الحياة السياسيه،، وواصلت بقية شرائح المجتمع اليمني نشاطاتها الحياتية بصورة طبيعية من دون ان تتأثر بعمليات الابادة الجماعية التي تنفذها القاعدة وأخواتها.

وأرسل اليمنيون رسالتهم الواضحة في العيد إذ خرج الناس كما كانوا يفعلون منذ مئات السنين الى الأسواق وأماكن الترفيه ليؤكدوا بوضوح أنهم يمارسون حياتهم على طبيعتها بنفس الحماس والحيوية من دون ان يتأثروا بجرائم القاعدة وأخواتها. ان إرادة الحياة تتحدى الإرهاب.

هذا هو ميدان المعركة الأساسي وأعني به إرادة العيش برغم الإرهاب. من ينتصر في هذه المعركة يربح الحرب ومن ينهزم فيها يخسر الحرب. انها حرب إرادات قبل اي شيء آخر.