الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٤٥ مساءً

ثورة شباب اليمن.. ثورة عظيمه

حمد مطارد علي
الاربعاء ، ٠٤ يناير ٢٠١٢ الساعة ٠٣:٤٠ مساءً
انطلقت ثورة شباب اليمن من حرم جامعة صنعاء , تحمل براءتها وطهرها .. تغنت لأحيائها حناجر شبابيه يمنيه وطنيه طاهرة , ورددوا شعاراتهم على عزف الهراوات في ظهورهم, وأزيز الرصاص من حولهم وفي أجسادهم, مزينين مسار ثورتهم بلوحات جميله لم يرسم مثلها .. قبل ولا بعد , فقد رسموها بلون دمّهم الأحمر الزكي , وعطروها بأرواح الشهداء .. كانت شجاعتهم أسطوريه لا توصف .. خرجوا بصدور عارية .. كان سلاحهم الوحيد هي الكاميرات ونقل الحقائق للناس كما هي.. فكلما أقدم النظام على حماقة , كلما أزداد مؤيدي ومؤازري الشباب .

شهدت الثورة السلمية انضمام وتأييدهم الكثير , وأحداثها جعلت دائرة الاعتصامات والمسيرات تتوسع يوماً بعد يوم..حتى شملت أغلب محافظات الجمهورية . فكانت إذا تعرضت صنعاء لأذى تألمت وتحركت وغضبت عدن وكل محافظات الجمهورية, وأن تعرضت تعز لأذى , تحركت وغضبت وتألمت حضرموت وكل محافظات الجمهورية وأن تعرضت عدن لأذى تألمت وغضبت صنعاء وكل محافظات اليمن وهكذا .. تلاحم وطني لم يشهده اليمن قبل .. توحدت فيها أصوات اليمنيين و سوطهم , ضد شيء واحد .. هو النظام الفاسد , الذي طالما أخفى الصورة الحقيقة لليمن وأهله , فظهروا اليمانيون عظماء كما هم , وكما عرفهم التاريخ .. ظهروا في أجمل صورة ثوريه حضاريه موثقه بالصوت والصورة .. وقد عرفها العالم .

رمى النظام وأبواقه شباب الثورة أنهم:
- عصابات تخريب.
- مغرر بهم.
- عملاء.
- أداه بيد أحزاب.
.. أنهم .. أنهم ....الخ .
تعرضوا للقتل والسحل والسجن والتعذيب ..
تعرضوا لحمله إعلاميه وفبركه تشويهية ..ما زادت شباب الثورة إلا نقاء ولمعان.

تعرضوا لكل شيء .. لكنه لا يظهر شيء مضاد لهم أو لثورتهم .. حتى يواجهوه بشيء يفسده و يضاده, وكأنهم قد أعدوا العدة لهذه الثورة قبل عشرات السنين .. أعتبرها ثورة أسطورية رغم قصر فترتها .. والجدير ذكره أن البعض يستطيل مدت الثورة اليمنية.. لكنها ثورة بدأت بالبذرة التي أرسلها بوعزيزي إلى شباب اليمن عبر الشباب التونسي ونقلت عبر سائل الأعلام .. إلى شباب اليمن زرعوها بأرضهم , وارووها بدمائهم , وحموها بصدورهم .. حتى نمت وترعرعت وأمتد ظلها .. وهاهي اليوم يانعة بثمارها , وأيام الحصاد ستكون قريبه بإذن الله .. فكل هذا يعتبر رقم قياسي حققه شباب اليمن في فتره زمنيه بسيطة ..

أوّلوا المؤّولون ,حول الثورة اليمنية , وتقوّلوا المقوّلون , فمنهم من رغب , ومنهم من رهب , منهم من قال هؤلاء سيجرون اليمن للهلاك .. ومنهم من قال هؤلاء أشبه بالملاك ... منهم من قال اليمن برميل بارود .. سينفجر ويدمر كل موجود , ومنهم من قال اليمن بلد حكمه وإيمان, فلا خوف عليه هو في آمان .كانت أغلب الأقاويل والتحاليل عن اليمن وعن مستقبله على امتداد أيام وأحداث الثورة متضادة .. مما جعل الكثير يطرح اليمن تحت كل الاحتمالات .

لكنه ثبت أن اليمن بلد حكمه وأيمان .. وان شعبه شعب عظيم صبور مسالم .. يحمل كل السمات والصفات الحميدة ..
أظهرت ثورة الشباب أعداء لليمن كنا نعتبرهم من زمان أنهم أصدقاء , وأصدقاء لليمن كنا نتوقعهم أعداء .. خلعت القناع عن وجوه شريرة تعيش بين أظهرنا وتدير شؤون بلدنا , أظهرت حقائق أسدل عليها الستار منذ عشرات السنيين .. وخلعت النقاب عن فضائح أرتكبها النظام في حق اليمن وأهله .. لا يمر يوم من أيام الثورة الا وهناك حدث جديد .. تسارع في الحدث .. فأحداث اليوم تنسخ أحداث الأمس وأحداث الأمس غير قابله لتحيل أو حديث اليوم .. كل هذا وأكثر صنعه جيل اليوم من شباب وشابات اليمن ..

إذاً ....

لا خوف على ثورتنا فوراءها ثوار وثائرات عزائمهم لا تقهر ..
ولا خوف علي يمننا فهناك يمنيين يجري حب اليمن في حروقهم وألتصق أسم اليمن بأرواحهم لا ولاء لأحد بعد الله الا اليمن .. فمن عادت المحب أن يتفانى في خدمة حبيبه ..
لا خوف على شعب اليمن أن يستخف به شخص أو عائله أو حزب أو قبيله , فقد صنع شباب اليمن وعي وتثقيف لدى الشعب .. يعجز عن صنعه دكاترة ومفكري العالم .. في فتره قياسيه .
لا خوف على مقدرات الوطن وخيراته .. فلن يستطيع احد أن يسرق ويحجب نفسه عن عين الشعب ..

لا خوف على وحدت اليمن .. فقد تعانقت صنعاء بعدن في هذه الثورة عناق آبدي بإذن الله..وتلاحمت أرواح اليمنيين وتوحدت أصواتهم ومطالبهم في شتى بقاع الوطن الغالي ..
لا خوف على حرية اليمن وكرامته ووحدته .. ما دامت تعز الحالمه تصدر مسيراتها , وتقدم دروسها وتسطر تضحياتها لأجل اليمن وكأنها زعيم شهم غيور يتربع بلدنا الحبيب..
لا خوف .. الا من الخوف .. فلا تخف والساحات تتسع لك .. فالساحات هي التي ستخيف من يخيفك ..