الخميس ، ١٦ مايو ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٣٤ صباحاً

الهدف الخفي للعدوان الإسرائيلي الأخيرعلى غزة

عبدالرحمن محمد أحمد الحطامي
الأحد ، ٠٩ ديسمبر ٢٠١٢ الساعة ٠١:٤٠ مساءً
منذ الوهلة الأولى للأحداث المصرية أدركت أن نتاج الربيع العربي يؤرق عبدة الأمريكان ويهدد المشروع الصهيوني الماسوني الذي أكده لهم ولاشك وقفة السلطات المصرية الجديدة التي انحازت بالكلية إلى القضية الفلسطينية على العكس تماما من النظام السابق الذي كان لا يخفي براءته وتخوفه ورفضه مطلقا لمشروع المقاومة ، بل كان يتآمر عليهم ويسهم في محاصرتهم والتضييق عليهم عبر إغلاقه معبر رفح تحت دعوى الأمن القومي وإلتزام الحكومة المصرية بالإتفاقية الموقعة مع الكيان المغتصب لتأمين الحدود ! ولا أظن أن العدوان الصهيوني اقتصرت أهدافه على كسب أصوات الناخبين وجس نبض الحكام الجدد الذين أتت بهم ثورات الربيع العربي ، وقياس المدى العسكري الذي وصلت إليه كيانات المقاومة ومنها بالأخص حركة حماس ! وذهبت بعض التحليلات إلى أبعد من ذلك ، لكن الذي يبدو لي وإن خالفني فيما أذهب إليه من يخالفني وله كل الحب والتقدير والاحترام أن العدو الصهيوني لم يكن بالغباء الذي ذهب إليه البعض واعتبروه مغامرة منه غير محسوبة حين شن هجماته الأخيرة على قطاع غزة وأعلن كعادته أنه يستهدف تدمير صواريخ المقاومة ، بينما الهدف الغير معلن لفت انتباه المجتمع الدولي لخطورة المتغيرات الجديدة الذي يتطلب من كل القوى الغير إسلامية العمل على إيقاف هذه الثورات العربية المنتجة للقوى الإسلامية التي لن تتناغم بالتأكيد مع مشاريع وأجندات المجتمع الدولي وستشكل تهديدا إضافيا للقوى الإرهابية ضد أمن المجتمع الدولي ، وجاءت المواقف القوية من دول الربيع العربي كمؤشر خطير تجاه الحدث وكان الموقف المصري تحديدا أكثر إيلاما للرباعية والولايات المتحدة الأمريكية وأنظمة الاستبداد العربي التي لم تسمع منها شعوبها حتى مجرد الهمس ! ولعل الهدف تحقق وما محاولة الإطاحة برئيس مصر المنتخب ببعيد ! والسؤال الأهم الذي يطرح نفسه : هل الفشل الذريع لمحاولة الإطاحة بالرئيس المصري المنتخب ويكتسب الرئيس بالمقابل زيادة في شعبيته وبالتالي في شرعيته نهما تشجيعيا لبقية الشعوب العربية في مواصلة ربيعها المبارك ويثوب الحالمون ذوي الفلول الموالية للأنظمة المخلوعة لتنضوي بروح وطنية مسئولة تحت الرداء والمتغير الجديد ؟! ما أريد قوله أن متغيرات جديدة تشكل خارطة مجتمع دولي جديد ملامحه الأولية بدت واضحة للعيان في الموقف المصري العربي القومي المسئول الذي أرادت قوى المتحالفة ضد هذا المتغير تدفيعه الثمن في اختلاقهم لهذه الأزمة القذرة إن صح التعبير ، وسيخرج المرسي بإذن الله منتصرا والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .