الاربعاء ، ١٥ مايو ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٣٩ مساءً

تنظر إلي وعينيها تذرف الدمع

عبدالرحمن محمد أحمد الحطامي
الأحد ، ٢٢ سبتمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
كاد إبراهيم أن يفتتن أثناء إلقاء برنامجه التدريبي الرائع والمتألق فيه دوماً ( كيف تكون محاوراً ناجحاً) حين وقع نظره على شابة كاشفة الوجه تذرف من عينيها الدموع الغزيرة دون رفع للصوت بالبكاء ، كان يحاول ألا تطغى عليه معرفة ما يبكي هذه الفتاة في حين أن برنامجه لا يثير العاطفة ولا يتضمن ما يثير البكاء !! إنما هو برنامج تدريبي منطقي عقلاني يستثير ويحفز الذهن والعقل ولا يرتبط بالعاطفة من قريب أو بعيد !! . إن لهذه الفتاة قصة وخبر . هكذا كانت التساؤلات تتكالب عليه وهو يحاول جاهدا إفراغ ما لديه من الخبرات والمعارف المتعلقة بهذه المادة التدريبية ، والآن جاء دور التعليقات أو طرح الأسئلة للمشاركين في هذه الدورة ، وبدأت بعض الأيادي ترتفع من اليمين واليسار ومن المقدمة والمتأخرة والفتاة عينيها لا تفارق ملامح وجه المدرب كأنما ترسمه أو تنحت من محياه في ذاكرتها ما لا يمكن بحال أن تنساه مهما طال بها العمر وتغيرت الظروف وصروف الزمان ! هكذا خيل للمدرب مما أثار في نفسه القلق والخوف ممتزجاً مع الفضول لمعرفة ما وراء هذه الفتاة وعلاقة بكاءها مع ارتسام ملامحه في عينيها طيلة زمن البرنامج التدريبي ، وإذا به يسمع من يناديه : إبراهيم .. قم يا إبراهيم . . وإذا به يحسُ من يهزه من كتفيه ويقول له : قم يا إبراهيم .. حان موعد برنامجك التدريبي . وإذا به ينهض مفزوعاً : يا ألله ! .. يا لها من رؤيا عجيبة ! ما لي ولهذه الفتاة .. من هي ؟ و...

محمد مقاطعاً تساؤلات إبراهيم في نفسه : هيا يا إبراهيم .. قم وتجهز .. ما لي أراك مبهوتاً ؟

إبراهيم : لا شيء .. لا شيء .. هل تجيد يا محمد تعبير الرؤى ؟

محمد : لست بالخبير فيه وإن كنت قرأت في هذا العلم رصيداً لا بأس به .. ماذا رأيت ؟! خيراً إن شاء الله .. اللهم اجعله خيراً لنا شراً لأعدائنا .

أخذ إبراهيم يسرد له ما رآه في منامه قبل أن يستيقظ ومحمد يستمع إليه باهتمام حتى فرغ من حكايته .

محمد مفسراً الرؤيا : ما رأيته خيرا لك إن شاء الله فأبشر .. ستقبل عليك الدنيا بصمت وسيكون إقبالها عليك مثيراً لك بعضاً من الضغوط ، لكنها لا تتسبب عليك التقصير فيما يجب عليك من الواجبات والحقوق ، وستظل في صراع قد يطول معك فترة من الزمن وأنت تقاوم إغراءاتها وأعباءها دون تقصير لحق الآخرين عليك .

أعجب إبراهيم بهذا التأويل وشكر محمد لحسن النظر وحسن اختيار دلالات ومعاني التأويل وقال له : أنا أقر لك بهذا العلم الذي يهبه الله لمن يشاء من عباده وهذا فضل الله والله ذو الفضل العظيم .