السبت ، ٢٧ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:١٩ صباحاً

أيها الطائفيون توقفوا ..

طارق عثمان
الأحد ، ٢٦ اكتوبر ٢٠١٤ الساعة ٠٨:٣٦ مساءً
تعب التاريخ و هو يعيد دروسه للأغبياء دون أن يعوا
قال لهم مرارا وتكرارا أن الغزاة يذهبون ويبقى العملاء يواجهون مصيرهم منفردين ، قال لهم أن الأقليات ليس باستطاعتها فرض رؤيتها على الأغلبية الساحقة من الشعوب ، أخبرهم أن الطوائف تزول وتبقى الأمم .
قص عليهم حكايات أبي رغال مع الأحباش في الجزيرة العربية ، و ابن العلقمي مع التتار في بغداد ، و سلمان ابن يقضان الأعرابي مع الفرنجة في الأندلس .
لكن الأغبياء لا يستمعون للتاريخ ولا يحضرون دروسه ، كما أنهم يتغيبون في دروس الوطنية ، كل ما يعنيهم هو الجغرافيا وكيف يستولون عليها ، يعرفون جيدا السلاسل الجبلية الممتدة من صعدة إلى سهول تهامة و إلى شواطئ بحر العرب ، يرسمون خرائط التوسع والتمدد وخرائط أرض المعارك ، ثم يلتقطون عبارات مبتورة متفرقة من حصة الدين سمعوها حين هرولتهم جوار الشباك أثناء إلقاء الدروس ...
تسمع صالح هبرة على قناة المسيرة وهو يقول بالنص " من يحمل مشروع يزيد لمواجهة الحق هو يمثل يزيدا ، ومن يحمل الحق لمواجهة الظلم والظالمين يمثل الحسين ابن علي ، الصراع صراع مشاريع ، صراع حق وحقيقة وباطل "
يتبع قارئ التقرير المصور عن مظاهرات الحوثيين كلامه قائلا " لهذا خرجوا ولهذا سيخرجون ، كيف لا والسيف الذي مر بين رأس ابن النبي محمد وجسده لم يعد إلى غمده بعد ، يبيت في كربلاء ويصبح في صنعاء عارضا الموت المزجى بضاعة أبناء الطلقاء مقابل إذلال أنصار الإمام الحسين عليه السلام ، وهيهات من أنصاره الذلة " وفي المقابلات التي تلي كلام المذيع يصر كثير من الحضور على أن البلد فيها ألف يزيد قابضين للسلطة ...
هكذا يتم الشحن الطائفي وتقفل كل القنوات الإعلامية التي تفضح هذه الطائفية المقيتة ، ومن يرفع صوته بالتحذير يتم إخراسه بدعوى عدم إثارة النزعات الطائفية .
أي يزيد يا رجل ؟ وهل مخالفيكم هم أبن من قال لهم الرسول " إذهبوا فأنتم الطلقاء " فكان إسلامهم لا معنى له عندكم وتوارث الأبناء عبر الجينات إسلاما زائفا حتى استقر في من يخالفكم اليوم وسيورث لأبنائهم في حين أنكم تتوارثون الإسلام الصحيح النقي عبر الصلب والترائب ؟

افهموا ..
قد تتمددون ، قد تسيطرون ، نعم ستدك لكم أمريكا معاقل من يقف ضدكم و إن لم تفعل هي فسيتكفل وزير دفاعها ذو السحنة اليمنية و المدعو محمد ناصر بالأمر إما مباشرة أو بالتآمر .
لكن لن تبقى أمريكا للأبد ولن تستمر طائراتها تظللكم بعنايتها ورعايتها ولم يعد في البلد أغبياء يصدقون شعاركم سواكم ، لستم سوى نسخة أخرى من أصحاب الشعار في العراق .
جماعة الحسين الذين ما عرفناهم إلا مع كل غازي وغاصب و محتل بل ومع كل يزيد في أرضه فهم مع يزيد الشام ويزيد مصر و يزيد اليمن من الديكتاتوريين .
و لم يهد أحد سيف ذو الفقار لراميسفيلد إلا رفيقكم ابراهيم الجعفري ولم يجرؤ أحد على القول " بوش رضي الله عنه " إلا معمميكم ولم يُقبل الجنود الأمريكيين و يحملهم فوق ظهورهم إلا نظراءكم في أرض العراق تقديرا لدورهم في إسقاط الرئيس العربي الوحيد الذي أطلق 39 صاروخ اسكود ضد تل أبيب في أم المعارك يوم كان الأسد الأب أبرز حلفاء أمريكا في تدمير العراق العظيم ..
ومع كل خدماتهم ذهب الأمريكيون وتركوا عملاءهم يصارعون الموت .
صحيح أنهم سفكوا دم مليون مسلم على الهوية وبالدريلات و بعضهم لأنه يحمل اسم عمر ، لكن هل استقر لهم الوضع هل سكنت الأمة وهل استطاعوا أن يقدموا مشروعا غير الموت وغير النهب والفساد الذي جعل من العراق واحدة من أكثر دول العالم فسادا على الإطلاق .
تذكروا فارقا جوهريا آخر ، أنتم لا تمثلون بمذهبكم الدخيل شيئا أمام الأغلبية الشافعية والزيدية .
قد تنجزوا شيئا الآن و قد تعود أمريكا لتساندكم كلما ترنحتم هذا إن تمكنتم لكن ستبقى هناك في السماء تقصف من يعاديكم وستبقون مع الشعب على الأرض يصفي حساباته معكم .

من حظكم التعيس أن دور فتنتكم الطائفية كانت بعد غيركم فأتيتم وقد وعى الناس ما يدور حولهم ، لذلك ستكون خسائركم مضاعفة .

ستفشلون ، وحين ينهض الناس لردع طائفيتكم قد لا يميزون وحينها ستخسر الأقلية التي تغطرست وبطشت وتجبرت وأفسدت ومعها كل من صفق لها ...

.