الثلاثاء ، ١٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٢٨ صباحاً

اتركوا الجيش يقاتل ..فقط!

فكرية شحرة
الثلاثاء ، ٢١ يناير ٢٠٢٠ الساعة ٠٨:٢٧ مساءً
يؤلمك حال وطنك حد الفشل في كتابة هذا الألم..!! ماذا تنفع الكلمات أمام مشاهد الموت الجماعي المتكررة؟! الموت بالجملة وفرادا، بذات التضاريس البشعة..!!

هذه المجازر المروعة التي تُرتكب بحق الجيش؛ حين ينفي العدو صلته بها، يجب أن نتساءل من يحمي الجيش الذي يحمينا؟! من يحميه من ضربات الغدر المتكررة والمتوالية، التي صارت حقيقة تهدف إلى إنهائه، وليس فقط لتحجيم قدراته والحد من زحفه..!!

هذا الابتلاء بتحالف الجيران، ما كان سيصبح بهذه الصورة لولا وجود الخونة في نخبنا القيادية والسياسية! إنهم ليسوا آلهة، هؤلاء الطواغيت، حتى يذهبوا شعب وجيش ليأتوا بغيره؛ ليسوا سوى أوصياء مزيفين، وبراميل نفط سينضب..!!

لكنهم وجدوا بيننا من يبيع كرامته ووطنه..!! لا مسوغ لبقاء هؤلاء القيادات في الرياض، سوى الارتزاق وبيعهم القضية مقابل حيواتهم الرخيصة..!!

ستظل الأجيال المتعاقبة تلعن المخلوع الذي سلّم الدولة طواعية لرجال الكهوف، ليحولوا اليمن إلى محمية بدائية، فقد تهشم رأس الأفعى؛ لكن بقت أذيالها تتحرك، تبيع وتشتري بالوطن ضمن شرعية الفساد والخيانة..!!

اليمنيون فيهم خونه باعوا بلدهم.. هكذا يلخص الوضع أي شخص مطلع على حال اليمن!! وبسبب هذه الخيانة والتفريط تذهب مئات الأرواح هدرا بلا طائل..!!

الضربة الأخيرة، التي أزهقت ما يزيد عن مائة شهيد، ايقظت الجيش من سبات السلام الخادع المرتقب، ليخوضوا مواجهات شرسة في جبهة طالما سخرت منها عروض البيع الرخيصة.

حصاد النكات في جبهة نهم، يعادل حصاد الأرواح من مقاتليها، ثم لا ترتوي حقارة البعض من وضوح الخيانة في أمر توقف هذه الجبهة..!!

فهل نثق أن يُترك لهؤلاء الأشاوس المرابطين مجالا كي يقاتلوا فقط؟!! هل تتركهم روح الخيانة والخذلان، كي يثأروا لقتلاهم، ويصلوا صنعاء بدمائهم فقط، دون تحالف الغدر أو مرتزقة الفنادق؟!

ليس خافيا، أن مخاوفا تطال قلوبنا: أن هذه المعارك مجرد محارق جديدة، لتزهق أكبر قدر من الأرواح، في مخطط تصفية الجيش الوطني..!!

ثقتنا بجيشنا الوطني، أفرادا وكتائب، يعادلها عدم ثقتنا في نوايا هذه الحرب الميتة. هذه الحرب المتباطئة، رغم سهولة الحسم، لا تستنزف أرواح أبنائنا فقط؛ بل تسحق ثقتنا في أي تحرك خلالها.

هذا الجيش، الذي تقاتله جبهات الحوثي؛ وجبهات الجوع والخذلان؛ وجبهات التخوين والاستهانة؛ وجبهات التجاهل والنكران، ثم يُضرَب بكل الغدر والخيانة..!!

هذا الجيش الوطني هو أمل اليمنيين؛ هو أملنا في استعادة الوطن، لأن قوامه من أبناء البسطاء والمساكين، الذين يحلمون بالوطن ويدفعون حياتهم من أجله.

فليتهم يُتركوا كي يصنعوا مجدهم.. خلّوا بينهم وبين النصر.. فقط.