الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٤٦ صباحاً

قيران يعترف.. النائب يرتجف.. الحكومة تأتلف.. والشباب مختلف !!

د. علي مهيوب العسلي
الثلاثاء ، ٢٠ ديسمبر ٢٠١١ الساعة ١١:٤٠ مساءً
طالعتنا وسائل الإعلام نقلاً عن صحيفة نيويورك تايمز خبراً مفاده أن المدعو قيران مدير أمن تعز يقر بقتل المدنيين في تعز وانه تلقى الأوامر من وزير الداخلية في الحكومة المقالة اللواء مطهر المصري ومن نائب الرئيس التوافقي المفترض،فأي توافق يدعونه وهم من يقتلون الشباب ويقرون بذلك؟!.

مر على الخبر حوالي 24 ساعة قبل تسطير هذا المقال ولم يُفنّد الخبر من مكتب الفريق عبده ربه منصور ولا من اللواء مطهر المصري ،مما جعلني أدلي برئي حول هذه القضية البالغة الخطورة.إنني هنا أخاطب المشترك الذي يفترض انه جزء أصيل من مكونات الثورة واسأله كيف يقبل المبادرة وآلياتها التنفيذية وهو يعلم هذه المعلومات مسبقا عما فعله قيران وزبانية النظام العائلي في تعز ليس ذلك فقط ، وإنما هذه الشلة تلقت أوامرها بالقتل مِن مَن ؟! من نائب الرئيس الذي يفترض انه لم يلوث بدماء اليمانيين وإلا كيف يُتوافق عليه مرشح رئاسي ،هذا الخبر المثير حقا يجعل المعارضة في موقف صعب جدا ، إن من ناحية انضمامها للثورة الشبابية الشعبية وقبولها بنائب الرئيس كمرشح توافقي لها ولحزب حاكم السبعين وهو الذي أمر بالقتل لأبناء تعز المسالمين وبالتالي تعتبر المعارضة في هذه الحالة مشاركة في القتل وخائنة للثورة ،هذا إن كانت تعلم هذه المعلومات قبل نشرها عبر وسائل الإعلام ،وان كانت لا تعلم فالمصيبة أعظم وعليها أن تُسرع في تبيان موقفها على ضوء المعلومات الجديدة . وأما أن يكون الخبر المنسوب لقيران عار على الصحة "أي أن النائب لم يعطي أي أمر بقتل المدنيين وعلى النائب في هذه الحالة الخروج من صمته وارتجافه من مثل أولئك النفر والتصريح بعدم مسؤوليته عن هذا الافتراء ،بل ويأمر بالقبض على المدعو قيران فورا وإحالته إلى المحاكمة العاجلة جراء اقترافه للمجازر البشعة التي يتباهى بتنفيذها في تعز العز من حرق الخيام وقتل المعتصمين في ساحة الحرية وإحراق المعاقين وقتلهم والتدمير الممنهج المستمر لمدينة تعز ومن قبلها ما جرى في عدن المسالمة هي الأخرى من قبل هذا المدعو خصوصا وانه باعترافه المنشور قد أدان نفسه بنفسه ، فيا أيها النائب المرتجف أنت الآن في محك عملي من إقرار قيران بالقتل فهل ستنطق أيها النائب ؟!.

أما ما سميت بحكومة الوفاق أو الائتلاف ،فارجوا أن لا تكون حكومة النفاق ولكي لا يطلق عليها أنها حكومة السُرّاق ،عليها الآن وليس غدا أن تثبت أنها منتمية عضويا وروحيا إلى الشباب الأطهار الذين يعانون من البرد القارص هذه الأيام ، بالأفعال لا بالأقوال .فقد مر على تشكلها عدة أيام ولا مؤشرات تبين أن المبادرة وآلياتها التنفيذية جاءت لتلبي مطالب الشعب وثورة الشباب الواعدة ،وملاحظاتي الأولية عليها تتلخص بالاتي:

- الرئيس الفخري يصدر قرار بتعيين أمين عام الرئاسة ويعزل الأول ويحضر المعيّن بجلسة الوزراء مع النائب ! ، والمشترك يحدثك عن الانتصار بدماء الشباب !كيف؟لا نعرف!

- قبول المشترك بوزراء لا يتمتعون بالنزاهة وحقوق الإنسان من الطرف الآخر.

- اختلال هيكلي في المجلس الوطني الذي شُكِّل ليمثل حامل الثورة وإدارتها بحسب ادعاء المشترك ،وإذا به يتحول من إدارة الثورة إلى سلطة للأسف من خلال هيئته التنفيذية المتمثلة برئيس المجلس الوطني الأستاذ القدير باسندوة والمناضل صخر الوجيه والناشطة حورية مشهور،فهل جفت ماء الساسة بحيث يفرغ المجلس من قيادته أم أن المجلس قد انتهى ؟! أفيدونا وأفيدوا ثوارنا يا من تدعون تمثيلهم !

- لم يتم اختيار الوزراء من قبل المعارضة بحسب الكفاءة والتخصص كما كانوا يروجون قبل ذلك .

- من اليوم الأول لممارسة الحكومة مهامها فان الانطباع الأولي عن بعض الوزراء ايجابي ولكن ليس كافي ،فوزير المالية التقى البعض وطمئن الجميع وأزال صور القديس وهذا شيء ايجابي.أما وزير الإعلام الذي انأ شخصيا أكن له كل الاحترام ،فقد ابعد الجندي المشهور بالكذب وقول الزور عن الظهور،وأعاد المذيعون ليمارسوا عملهم المسئول لنقل الحقيقة إلى الجمهور.وهذا شيء ايجابي .أما الشيء غير الايجابي حتى الآن فمازال الرئيس الفخري يمارس أعمال الرئاسة بكل اقتدار والإعلام مازال يغطي نشاطاته ويلتقي بالوزراء السابقين وربما قد يلتقي بالوزراء الحاليين وحدث ولا حرج بل أن الغريب في الأمر أن يلتقي بممثل الأمين العام للأمم المتحدة الذي أطلعه على الزيارة التي قام بها إلى المناطق الساخنة وتبادل معه الحديث وأشاد بما تم تحقيقه على الأرض من تنفيذ آليات تنفيذ المبادرة ،بينما لم تغطى القنوات اليمنية لقاءات رئيس الوزراء مع السفراء ونشاطاته سوى بالصور الثابتة ،فالرئاسة أصبحت رئاستين والحكومة حكومتين والخير لا قدام حسب تعبير الممثل السوري الشهير دريد لحام (غوار) وهو يحدث أباه عن حال الأمة بعد وفاته في الرؤيا.كذلك لم تغطي ذلك الاحتفال البهيج بتسلم القائدة توكل كرمان لجائزتها وكذا الكلمة القيمة التي ألقتها في ذلك المحفل والتي دلت على امتلاكها قدرات فائقة في توصيل خطابها إلى الشعب ، بل والعالم اجمع فهنيئا لك أيتها المناضلة تلك الجائزة ,والتي للأسف لم يغطي الإعلام الذي تستخدمه الأسرة والذي يتفق عليه من الضرائب التي يدفعها المواطن ـ كل ذلك شيء سلبي يا معالي الأخ الوزير!. إضافة إلى ذلك أننا مازلنا نشاهد مذيعين أدمنوا الكذب والتضليل مساء صباح وصرنا لا نطيقهم فهل سنرى المبدع علي صلاح والقديرة مها البريهي والثائر المسيبلي بدلا عنهم نأمل ذلك!. وهناك وزراء لم نرى فعلهم الذي كنا نتوقعه منهم على سبيل المثال إقالة مدير امن تعز من قبل وزير الداخلية, وأيضاً الكهرباء مازالت على حالها دون تحسن يا معالي وزير الكهرباء...الخ.

خلاصة هذا المحور إذا كانت حكومة بحق وحقيقة تمثل إنقاذ الوطن فالمطلوب منها انجاز عدة نقاط عاجلة لا يمكن تأخيرها وهي:

- إعادة الأسعار إلى ما قبل الجرعة التي اتخذتها الحكومة الفاقدة للشرعية وبخاصة الوقود.

- البدء الفوري بتحصيل فواتير الماء والكهرباء من المؤسسات والجهات النافذة التي لم تسدد منذ سنوات عديدة وإعفاء المواطنين عن سداد الفواتير التي عليهم منذ تسعة أشهر خلت لان المواطنين طبقوا قرار الثوار بعدم التسديد فأي إضافة اعباء على المواطن سيجعله ينفر منكم ويبغضكم .

- فك الارتباط الفوري بتبعية المؤسسة الاقتصادية للأسرة الحاكمة وجعلها تابعة للحكومة.

- إعادة البنك الزراعي والتعاوني فورا من وضعه غير القانوني إلى وضعه القانوني في توفير القروض الزراعية ومستلزمات الإنتاج لصغار المزارعين.

- البدء الفوري بإطلاق المعتقلين من الثوار وإحالة من اعتقلهم إلى المساءلة.

- البدء الفوري بعلاج جرحى جرائم صالح وإخراج من استعصى علاجه في الداخل وعلى نفقات الحكومة .

- البدء في اعتقال من تسبب في قتل الشباب المسالم وإحالتهم إلى المحاكمة العادلة .

- الاعتراف بمطالب الثوار وإدخالها في برنامج الحكومة وتبنيها فعلا لا قولا .

إن لم تفعلوا ما يطلبه الثوار منكم وما ذكرناه سابقا وغيره الكثير ،فاستعدوا للرحيل وانتظروا سقوطكم واختتام تاريخكم الطويل بالويل والثبور وعظائم الأمور .
أيتها الحكومة ثقي انك مراقبة ومرصودة من قبل الشباب الثائر, فالشباب مختلفون عنكم في تفكيرهم وتطلعاتهم وثقافتهم ويميزون بين الاستراتيجي والتكتيكي بوضوح تام ولا يخلطونه كما تخلطونه انتم .فاحذروا الشباب فإنهم لا يجاملون .

وفي الختام نصيحة أُقدمها للثوار في كل الساحات أن الوقت دقيق ويحتاج منكم إلى سرعة إعلان مجلس ثوري أو مجلس تنسيق للثورة يعبر عن مواقفكم ويعمل على تسريع انجاز تحقيق أهدافكم .المجد والخلود لشهداء الثورة الشبابية الشعبية والخزي والعار لمن يتأمر على الثورة وعلى انجاز ما تحقق حتى الآن....