الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٢٨ مساءً

الربيع الإسلامي قطاف ونضال اليمن نموذجاً

رضوان محمد السماوي
السبت ، ٠٧ يناير ٢٠١٢ الساعة ٠١:٤٠ مساءً
هزيمة المشاريع اليسارية والقومية التي خطفت نضالات المسلمين في المشرق والمغرب العربي والإسلامي ضد المحتل الأجنبي , الذي سلمها زمام القيادة في الدول العربية ( مصر , تونس , الجزائر , المغرب , سوريا , العراق , ليبيا ) وغيرها من البلدان بعد أن صنع تلك الزعامات العلمانية .

الجهاد والنضال بالكلمة والدعوة والتعريف الذي قادته الجماعات الإسلامية , جعل الفكرة الدينية في حالة تقدم باعتباره الأمل الأوفر حظاً للجماهير في الخروج من المعاناة والفقر والبطالة والتفاوت الكبير لمستوى المعيشة والدخل .

لقد كانت الثورات في الربيع العربي , إيذاناً بكسر الحاجز المادي السلطوي الذي وضعته الأنظمة الديكتاتورية ضد حرية الشعوب المسلمة في اختيار من يمثلها ويقود مسيرتها في الحياة العامة , كما حطمت الحاجز النفسي من أن لا فائدة مهما صرخت , تكلمت وخرجت في المظاهرات والمسيرات ووقفت في طوابير الانتخابات وشاركت في العملية السياسية ، فإن النتائج محسومة سلفاً بتحقيق طغمة الفساد واللصوصية الأغلبية المريحة التي تمكنها من التحكم في السلطة والثروة وإدارة البلدان العربية .

اتساع الرقعة الشعبية لحزب الإصلاح ناتج عن الحالة الدينية التي يعيشها المجتمع اليمني , بل إن هذه الحالة أدت إلى تعدد الجماعات والهيئات والتيارات الإسلامية , فهناك السلفية بمختلف تكتلاتها وجمعياتها ( الحكمة , الإحسان , دار الحديث مأرب , جماعة الشيخ الو ادعي وطلابه في معبر وغيرها ) مروراً بالصوفية والتبليغ والزيدية .

هذه الحالة تحتم على الأحزاب والهيئات الليبرالية العلمانية أن تراجع حساباتها ومناهجها وموقفها من الشريعة الإسلامية ( الدين المنزل ) المنهج الصافي البعيد عن الانحرافات والبدع والخرافات والخلافات المذهبية الموغلة في التنطع , وأن تعلن وبلا مواربة أن الإسلام بأصوله العامة وقواعده المعلومة بالضرورة التي لايعذر مسلم بجهلها هي منهجها العام ومرجعيتها في التغيير وأن الاختلاف هو في الوسائل والأدوات لا في المناهج والدعوات

وبهذا نصل إلى حالة من التنوع والتعدد المقبول البعيد عن الأيديليوجيات المتصارعة سواءاً كانت يسارية أو يمينية , أو يمينية يمينية وأقصد به التنافس ألإخواني السلفي أو السني الشيعي .

إن الإشغال بالهم العام والعمل الجماهيري والشأن السياسي , لاشك سيقلص من التخندق حول الأيديليوجيات الضيقة والفهم الخاص للإسلام عند كل جماعة وسيجعلهم ينتقلون تدريجياً إلى المنهج العام ( إسلام الفطرة ) القائم على القرآن والسنة والفهم الصحيح