الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٢٣ مساءً

فى اليمن .. يقتلون الثورة !

أحمد مصطفى الغر
الاثنين ، ٢٣ يناير ٢٠١٢ الساعة ٠٥:٤٨ مساءً
كان من الممكن أن أكتب مقالاً طويلاً ، تستغرق كثيراً من الوقت كى تصل إلى نهايته و فى النهاية ستخرج بنف الفكرة التى فضلت أن أختصرها فى سطور معدودة ، تخليص لا يضر بسلامة الموضوع أو يحدث إخلال بالمضمون .

فى اليمن ثورة شعبية ضد حكم إمتد طيلة 33 عاماً متواصلة ، حقق فيها صالح إنجازات بحكم المدة الطويلة ، فأى شخص مكانه كان ليحقق أكثر من ذلك فى مدة أقل ، وله إخفاقاته الكثيرة و ذكرها سيعد تكرراً لحديث قديم ذكره كثيرون من قبلى ، المبادرة الخليجية لا تزيد عن محاولة طيبة للتغيير السلمى فى اليمن لعلها تخلق نمط جديد لإنتقال السلطة فى دول الربيع العربى .. بدلاً من العنف كما حدث فى ليبيا مثلاً ، أما الحصانة التى تم منحها لصالح و رجاله فهى لغز محير ، فى الواقع لا أستطيع تفهمه بوضوح ، فهل لا يعاقب الرؤساء على جرائمهم فى حين يتم معاقبة أى مواطن بسيط لأى جرم إرتكبه حتى ولو كان هيناً ؟! ، وهل الحفاظ على وحدة اليمن و إستقراره كانت تتطلب فعلاً منح الرئيس تلك الحصانة ؟! ، و إذا كانت الحصانة قد مُنحت للرئيس .. فلماذا رجاله يحصلون على حصانة جزئية ؟ ، وهل الاستقرار يعنى فرض رئيس انتقالى من رجال صالح بالضرورة مثل " عبدربه منصور هادى" .. أنا لا أشكك فى الرجل ، لكننى فقط تذكرت (حسنى مبارك) عندما كان نائباً لأنورالسادات فى ظروف مشابهه و إن إختلفت أحداثها ، دعونا ننتظر كى نقرأ فى كتب التاريخ لاحقاً كيف سيتم الحكم على قرار البرلمان اليمنى و ما إذا كان هؤلاء النواب ستلعنهم أجيال قادمة أم يذكرونهم بالخير ـ لكن مبدئياً لقد بات واضحاً أن جرائم كثيرة قد إرتكبت بحق اليمن سيتم تقييدها ضد "مجهول " !

كتبت سابقاً مقال بعنوان " هل يعتذر الرؤساء العرب عن جرائمهم ؟! " ، لم يفعل بن على أو مبارك أو القذافى ..بل تمادى كل منهم فى ذكر محاسن فترة حكمه وتعديد أفضاله على الوطن و الشعب ، أما صالح فى خطابه الأخير قبل مغادرة اليمن إلى الولايات المتحدة فقد طلب العفو من أبناء شعبه ، و طلب المسامحة على أى تقصير قد حدث طيلة حكمه ، وقدم تقديره وتحياته لأبناء اليمن ، لكن هل حقاً هل يقصد صالح ذلك و هو صادق فى إعتذاره عن ما إقترفه بحق اليمن وطناً وشعباً و خاصةً فى الشهور القليلة الماضية ، أم أن هذا فقط ما هو مكتوب فى ورقة الخطاب ؟!