الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٥١ صباحاً

شماعة الأمن القومي ... وصحفيات بلا قيود !!!

أبو عز الدين الحجري
الثلاثاء ، ١٤ فبراير ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٤٠ صباحاً
مقتطفات من بيان صحفيات بلا قيود (تابعت منظمتنا منذ انطلاقة ثورتنا المباركة بقلق بالغ حملة الانتهاكات التي تعرض لها نشطاء الثورة الشبابية الشعبية السلمية التي تمثلت بالقتل والاختطاف والترويع والاعتداء الجسدي المباشر .ومازالت تتابع باهتمام بالغ حملات التكفير والإقصاء ومحاكمة النوايا بحق الكتاب والصحفيين والأقلام الشريفة والثائرة........ إن هذه الحملات تمثل خرق صارخ لقيم ومبادئ الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة التي قدم من اجلها شعبنا الثائر الآلاف من الشهداء والجرحى ......... وتدعو كافة المنظمات المحلية والإقليمية والدولية إلى التصدي لكافة الانتهاكات وأعمال التحريض وثقافة الفتوى بحق الكتاب والصحفيين ونشطاء الثورة الشبابية الشعبية السلمية . انتهى )

كذبتن ورب الكعبة: ما قدم الناس الدماء إلا من أجل الله وتحقيق العدل ورد الظلم, هل تظنون أننا ثرنا على الظلم وطلب لقمة العيش وفقط, لا وألف لا, بل ثرنا حتى يكون الدين لله.... وهذه ملامح وطنيتكن المصطنعة ( طلب تدخل المنظمات الدولية - الكافرة - للوقوف ضد علماء الأمة وحراس العقيدة ) فبئست الوطنية يا أدعيائها, وبئست الحرية.

إن وطني هو الذي أعيش فيه وأجد فيه لقمة عيشي وأتعبد فيه لربي, أما أن أعبد أسيادي من الغربيين أو الشرقيين فهذا في القاموس يسمى تبعية, وهي من تبعية الفاضل للمفضول وهي ممقوتة مطلقاً قال الله عز وجل (إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم وأملى لهم (25) ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الأمر والله يعلم إسرارهم ( 26 ) فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم ( 27 ) ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم ( 28 ) أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم ( 29 ) ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم أعمالكم ( 30 ) ) سورة محمد.

إن الحرية أن نخرج من مراتع الجهل إلى ربوع العلم, وأعظم جهل: هو الجهل بالله وبحقه على عباده, فيا من حرمتن معرفة أول واجب على الخلق, إن أول واجب على الخلق معرفته, هو معرفة الله عز وجل ( فاعلم أنه لا إله إلا الله ).

وبوب الإمام البخاري في صحيحه الذي هو أصح الكتب بعد كتاب الله عز وجل:

باب العلم قبل القول والعمل: لقول الله تعالى { فاعلم أنه لا إله إلا الله } فبدأ بالعلم وأن العلماء هم ورثة الأنبياء ورثوا العلم من أخذه أخذ بحظ وافر ومن سلك طريقا يطلب به علما سهل الله له طريقا إلى الجنة، وقال جل ذكره { إنما يخشى الله من عباده العلماء }، وقال { وما يعقلها إلا العالمون } .
وفي الزبد: أول واجب على الإنسان 0000 معرفة الإله باستيقان
كفى نهيقاً وتشدقاً بالمدنية, إن مدنيتنا هي كتاب ربنا وسنة نبيّنا ولن نساوم على ذلك, مهما طبّل المطبلون وزمّر المزمرون.

وحسبنا قول ربنا: ( ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم ( 31 ) ) سورة محمد.
إننا مع علمائنا ودعاة الخير فينا, لن نستجيب لدعاة التغريب والتساهل الممقوت, بل سنقف إلى جانب حراس الإيمان وحملة النور قال تعالى (وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم ( 52 ) صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور ( 53 ) ) سورة الشورى.

عجباً ما هذا التردي؟
فمن تنقص في حق الشريعة, إلى تهجم على علماء الأمة, ثم إلى تعدٍ على الذات الإلهية, ثم إلا الدفاع عن المعتدين على مقام الجبار, ثم إلى طلب الكفار للتحاكم إليهم والاستعانة بهم في محاربة علماء الشريعة حماة الإيمان, ظلمات بعضها فوق بعض , ودركات انحدرت إليها الأخوات, فيا للعجب ( ما لكم كيف تحكمون ).

في أي مدارس درستن وأي مناهج أخذتن , ألا سحقاً لمعلمكن وسحقاً لثقافتكن التي تقودكن إلى استمراء الخطأ والانتصار للباطل وتعمي بصائركن عن قبول النصح والاهتداء بالحق.
لقد أسديت لكن النصائح وترفق العلماء بإيصال الحق لكن لتراجعن أنفسكن, ولكن للأسف, أبيتن إلا التطاول والاستمرار في دركات الضلال, فكان لزاماً أن تجدن من القول أغلظه ومن الفعال أشدها.

فيا دعاتنا ويا أهل الاحتساب في أمة المختار, ما زالت المحاكم في يمننا إسلامية, وما زالت الشريعة هي التي يتحاكم الناس إليها, فلنخرس الأفواه بدعوات تقدم إلى المحاكم ليطبق شرع الله على كل معاند وكل معتدٍ وجاحد, ما لم تعلن التوبة على الملأ كما نطق بالإثم على الملأ.

ولا تلتفتوا إلى المثبطين من – أنصاف المتعلمين - الذين يصورون الأمر بأنه من دسائس الأمن القومي, الذي يثير التشويش لشغل الناس عن أهداف الثورة, ولا أدري أي أهداف يقصدون, أوليس تعبيد الخلق للخالق والتحاكم إليه سبحانه هو أهم هدف وأعلى مقصد, فقد حول هؤلاء المثبطون الأمن القومي إلى شماعة لاستعطاف الثوار وعموم الناس, فهل توكل وأخواتها من الأمن القوي؟ أتريدون أن تغطوا الجبل بكومة من القش؟..... فلتعلموا أن هذا الزيغ هو نتاج الفكر المنحرف الذي تتلمذ على الجرائد, وحكم ذوقه البشري على قطعيات الشريعة وثوابت الأمة, وهو فكر يحاول التمدد والتسلق على ظهور الثوار ليجد له موطئ قدم بعد الثورة, فيجب عدم تركه حتى يستشري ويلزم التصدي له أوّلاً بأوّل.
والله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل.