الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٠١ صباحاً

وسام باسندوة ومستشارة عوبل

اسكندر شاهر
الخميس ، ١٦ فبراير ٢٠١٢ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
وسام باسندوة ليس وساماً للبطولة والشرف ولا للثورة ولا للجمهورية ولا حتى الوحدة التي حولها صالح ومن معه من الجنود الحمر إلى كابوس مفزع .. بل هو وسام البكاء على الأحياء الكبار وأما الصغار فلا دمعة سالت لأجل شهدائهم الذين أوصلوا باسندوة إلى رئاسة الحكومة ومكانه التقاعد فكيف بأحيائهم الذين سينزعوه من الكرسي كما انتزعوا صالح .. وإن غداً لناظره قريب !!

وسام باسندوة ليس وساماً للتغيير بل ميدالية يصرفها الشيخ القبيلي بمعية الشيخ المتأسلم برعاية العسكري المندس في الثورة ، ويمكن أن يصرفوها لغيره من كبار السن الجنوبيين الذين حقهم التقاعد .

قالها الجنوبيون اليوم بكل وضوح : الطريق إلى عدن لا يكون من أبين ولا من عدن نفسها ولا حتى من مقديشو لأن الأخيرة عنوان الصوملة التي نهرب منها لنلاقيها ، وإنما من مشروع وطني حقيقي يعترف بالقضية الجنوبية اعترافاً كاملاً والعمل على حلها بما يرضي الجنوبيين أنفسهم لأن وحدهم من يحق لهم تقرير مصيرهم ، سواء أعاد الأحمر منزل الرئيس البيض أم بقي محتفظاً به كرمز تاريخي للاحتلال .. فالقضية تشعبت وتعقدت وطال أمدها إلى درجة لم يعد معها الحديث عن بيت رئيس أو عن رئيس جنوبي سوى ضرب من الترهات لاسيما وقد خلط الجنود الحمر حابل الأمور بنابلها وإلا لكان الجنوبيون أول من يذهب يوم 21 فبراير للمشاركة في تزوير الحقيقة وتأسيس ما قبل ما قبل الدولة .. ولكان الحوثيون الذين يتمتعون اليوم بما لم يتمتعوا به من قبل قد فعلوا الأمر ذاته ، ولوافق الشباب على ما وافق عليه وسيم القرشي وانتهت الحكاية التراجيدية .. كل مايجري يؤكد بأن الدولة المدنية الحديثة لاتزال في نهاية النفق المظلم ولانزال في أوله مع تدشين سنة ثانية ثورة وسنوات طوال من الحراك وست حروب عجاف في صعدة وحرف سفيان .

لم يشوهوا الثورة ليجملوا وجه صالح وإخراجه معززاً مكرماً مصاناً محصناً مبقياً لحكم حزبه وحكم عائلته وقبيلته وأركان نظامه بل شوهوا بعض من حشروا في حكومة نفاق لا وطني ، فهل يعقل أن تكون مخرجات وزير الثقافة في حكومة من ورق الدكتور عبد الله عوبل مستشارة في سفارتنا بالقاهرة لها تاريخ ثقافي حافل لدرجة يرتفع معه ضغط كل من يسمع عن اختيار عوبل المثقف لها ونحتاج للاسبرين كلما تعوبلنا وذكرناها .. اليمنيون الذين التقيتهم من مختلف الشرائح وخاصة من الراسخين في (المحروسة) لاسيما بين نخبها ومثقفيها يشعرون بأن عوبل أكد بأنه ليست فقط سياستنا(هشك بشك) بل ثقافتنا أيضاً .. والعوض على الباقي ..

سعادة المستشارة الثقافية تنبذ التصالح والتسامح وتشتم قادته في الجنوب وهي جنوبية وتقول – بسخرية – بأن الرئيس علي ناصر محمد يحلم بالعودة إلى السلطة متجاهلة أن المثقف وفي حكومة وفاق ومن مخرجاتها البائسة لا ينبغي أن يزدري التصالح والتسامح ويتغنى بالعنف وأن قادة الجنوب فاتهم القطار كما فاتها القطار هي أيضاً وهي في سن التقاعد لتشغل هذا المنصب لولا ضربة شمس أو جزعة برد أصابت عوبل عندما كان في القاهرة قبل تعيينه ..

هكذا تبدو ثقافة الحكومة الباسندواتية والأمر لا يقتصر على الثقافة فقد كرمتنا حكومة النفاق بتعيين بديلاً عن قيران مدير أمن تعز القاتل بمدير أمن بثلاثة قيرانات .. مدير له تاريخ حافل بتعذيب المناضلين والشخصيات الوطنية عندما كان ضابطاً في الأمن السياسي في حقبة سابقة .. هذان نموذجان عابران فقط وأما لو أردنا الحصر فإلى يوم العصر ..

إيـماءة
القاسم المشترك بين وسام باسندوة ومستشارة عوبل هو الإيمان (بالعنف) .. رحم الله شهداء ثورتنا (السلمية) !!..