تعاني الكثير من المجتمعات من ظاهرة الفساد متمثلة في النهب المنظم للثروات وتهريب الأموال والمجاملات في التعيين للمناصب القيادية والمحسوبية ( أي أنها تعاني من إساءة إستخدام السلطة العامة لتحقيق كسب خاص ) .
إلا أننا في اليمن نعيش ماهو أكبر من الفساد المعروف في البلدان الأخرى كونهم يقومون بتلك الأعمال في سرية تامة ويكممون الأفواه كي لا تطالهم يد القانون الذي يدار بواسطة السلطة القضائية كونها سلطة منفصلة عن السلطات الأخرى. أي أن هناك من يراقب ويعاقب من يفسد إن كشف أمره . أما نحن فيتم كل ذلك على مرأى ومسمع من الشعب وأولهم السلطة القضائية فكيف لنا ألا نكون أسواء منهم .
لذا إن كنا نريد أن نرتقي باليمن ونعيش حياة كريمة فيجب القضاء على الفساد أولا" فما نزلت الرسل إلا لإصلاح الأرض بعد فسادها حيث شنوا حربا" على الفساد بكل أنواعه وأشكاله وعملوا على نشر القيم والمبادى الخيرة لمواجهة الفساد والطغيان حتى وصلوا إلى مايكفل للبشرية أسس العيش الكريم .
وكما تعلمون أن الفساد ينمو في البلدان التي تملك ثروات ولم يتم إستغلالها وإدارتها بشكل سليم فسوء الإدارة هي أول الطريق لتفشي الفساد . كما ينبغي أن يتكاتف الشعب مع الحكومة للقضاء على هذه الظاهرة المقيتة فالحكومة واجبها الإدارة السليمة والشعب المراقبة وعدم السكوت لأن أصواتنا سوف يكون لها صداها أكثر من ذي قبل لأن عجلة التغيير ستستمر ولارادع لها .
ومن أهم طرق القضاء على الفساد :
• العمل سريعا" على فصل السلطات الثلاث ( التشريعية ، القضائية ، التنفيذية ) والعمل بمفهوم الفصل و لا يخفى عليكم لما لغياب هذا المفهوم من أثر كبير على تفشي الفساد في بلدنا حيث تندمج السلطات الثلاث ضمن سلطة واحدة وهي السلطة التنفيذية التي أصبحت تسيطر على كافة مجريات الحياة فهي القاضي والحكم والمشرع والمنفذ في ذات الوقت .
• معاقبة ومحاسبة الفاسدين ممن يمتلكون المناصب القيادية وتغييرهم بمن يتقون الله ويخشوه .
• العمل على نشر الشفافية في جميع الدوائر الحكومية من الناحية المالية .
• قيام كل وزارة أو دائرة غر مرتبطة بوزارة بنشر طريقة إنفاقها لميزانيتها عن طريق موقعها الإلكتروني ليطلع عليها الشعب .
• منع المسئولين في أي جهة كانت إستخدام موظفين من أقاربهم في نفس الدائرة أو الوزارة ونقلهم إلى غيرها .
فما على الحكومة إلا البدء بعملية تجفيف منابع الفساد لكي يستطيعون إدارة البلاد وتوزيع الثروات على المرافق لتقوم بدرها بوضعها في المكان السليم ويعود نفعها على الشعب .
