الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٣٢ مساءً

نتائج انتخابات 21 فبراير أدهشت الواهمين و أصعقت المتآمرين (3)

إدريس الشرجبي
الجمعة ، ١٦ مارس ٢٠١٢ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
نتناول في هذه الحلقة متابعة ما كنا قد تناولنه في الحلقتين السابقتين حول ردود الفعل المتوقعة من قبل الإطراف التي تفاجأت واندهشت من نتائج الانتخابات الرئاسية المبكرة في 21 فبراير .

وسوف نخصص هذه الحلقة لرصد الدهشة والمفاجئة ودلالتها على الأطراف السياسية في الساحة الوطنية ، وسوف نبدأ بأحزاب اللقاء المشترك التي كانت دهشتها على النحو التالي :

1. أن هذه النتائج اكبر مما توقعوا كما أنها اكبر من ان تكون منجزاً للجماهير المحتشدة في ساحات وميادين الثورة التي صادرتها بشكل او بآخر فمن أين جاءت هذه الملايين ومن أين تحركت ؟؟

2. لقد أدركت أحزاب اللقاء المشترك أن هذه النتائج ليست محصلة دهاء وأموال الرئيس السابق صالح ، كما أنها اكبر من مقاطعة الحراك الجنوبي والحوثيين ونعتقد بأن أحزاب اللقاء المشترك قد استوعبت بأن المخزون الجماهيري الغير منظور سواء أكان من جماهير الأغلبية الصامتة في البيوت أو الجماهير المضمرة حب الوطن في الساحات وأنه لا يمكن السيطرة على هذه الجماهير التي أذهلت الجميع بسرعة توحدها حول الأهداف الوطنية وأنها عصية على كل محاولات تجيريها لحزب أو قبيلة او لزعيم فهلا يراجعون مواقفهم ويستخلصون الدروس المستفادة والمتمثلة في ( أن الإفراط في حقد الصراع السياسي سلوك مرفوض من جماهير شعبنا وأن مصلحة بلادنا اكبر من كل الخصومات والمصالح الحزبية والقبلية والمناطقية فهي تريد بنا يمناً أمناً مستقراً موحداً معافى من كل الأمراض التي أحدثها الصراع الحزبي الغير مسئول من قبل الطرفين سلطة ومعارضة وأن جماهيرنا لا تقبل الصراع السياسي الذي يصل إلى حد الفجور فيسفك دماء المواطنين من جانب المدافعين عن السلطة ومن جانب آخر تسفك دماء جنودنا ومواطنينا بل ومسئولينا ، كما شهد ذلك حادث دار الرئاسة فالجميع أبناء اليمن ولا نقبل إطلاقاً إزهاق تلك الأرواح دون محاكمة عادلة حتى لمن تعتقدون انه تستحق ذلك .

3. لقد أدهشت نتائج الانتخابات أحزاب اللقاء المشترك ولم يتعاطوا مع الدعوى لحضور الاحتفال البروتوكولي الذي أطلق عليه احتفال الاستلام والتسليم للسلطة والاستقبال للرئيس الجديد والتوديع للرئيس السابق ، لأنهم اعتقدوا واهمين أنهم بهذا التصرف سوف يرضون شعبنا وأنهم بهذا العمل المخاتل للحقيقة سوف يكسبوا العقول والقلوب والواقع أنهم مازالوا أسيرين الصراع السياسي المضر بالبلاد والعباد وأنهم لم يستوعبوا الدرس الذي يوجب قبول هذه القاعدة البروتوكولية المرسخة للديمقراطية وأن إي عاقل يرى فيها إرساء للديمقراطية حتى وإن كانت مقدمة من الرئيس السابق صالح بعد سقوط شهداء أبرار من أبناء شعبنا ، لقد كانت نتائج حلف الفضول محل ترحاب من قبل نبينا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) بالرغم من انها نتائج افرزها وقدمها كفار قريش قبل الإسلام إلا أن قواعد التسامح والشهامة تظل قواعد سامية محل قبول وإيمان من قبل كل أصحاب العقول والقلوب المؤمنة والنظيفة والوطنية .

أما بالنسبة لأصحاب الحراك الجنوبي فإنهم وإن أعلنوا مقدماً بأن نتائج 21 فبراير لا تشكل بالنسبة لهم إي قيمة وإنها لا تخصهم باعتبارهم موطنين دولة الجنوب السابقة والمستلبة والرازحة تحت الاحتلال ( سلطة 7 يوليو) كما يدعون ، نقول أن نتائج انتخابات 21 فبراير لم تدهشهم وتفاجئهم وحسب بل إنها بكل المعايير قد أذهلتهم فهي اكبر وأعظم من ان تكون مناورة وحدوية مخاتلة قد مهندسها نظام علي صالح ، كما أنها قد قطعت الطريق وبلا رجعة أمام كل دعوات الانفصاليين فهذه جماهير الشعب اليمني بما يقارب (7) مليون من كل أبناء الوطن من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه يقولون بصوت واحد أننا ابناء يمن واحد لا نقبل بأن تشوه وحدتنا من أي كان وأن بلادنا هي اليمن وطن رائع للجميع سواء كان قادة دولتها أو حكومتها من الجنوب أم من الشمال وان الدروس المستفادة من هذه النتائج التي يجب ان يستوعبها إخواننا في الحراك الجنوبي هي أن الوحدة قدر هذا الشعب العظيم فهو وحدة من حققها وهي اكبر من أن يدعي أي من كان انه أنجزها بمفردة مهما كان ومهما ادعى بأنه الزعيم الوحدوي الأمين وإن فك الارتباط مفهوم غريباً لا يفهمه شعبنا على الإطلاق كما إن شعبنا لا يقبل ولا يقر التسلط والطغيان والتهميش ضد أي مواطن وفي أي جزء من بلادنا وإن ذلك لا يقبله شعبنا وإن تدثر بعباءة الوحدة اليمنية وكل العباءات المقدسة ذلك لأن الظلم ظلم ، والحرية والحق لا تتجزأ أبدا وبناء عليه لا بد من حل قضية أبناء الجنوب في إطار البدائل التي تحافظ على وحدتنا بما فيها الفيدرالية ليس لأبناء الجنوب فقط بل كنظام لكل أبناء الوطن في كل منطقة من بلادنا .