السبت ، ٢٧ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٢١ صباحاً

استباحة الوطن هل يستفز الشرف العسكري لقواتنا المسلحة

إدريس الشرجبي
الخميس ، ٢٣ مايو ٢٠١٣ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
إن الاعتداءات المتكررة التي يتعرض لها أنبوب النفط والغاز وخطوط الكهرباء في بلادنا، دون وجود أي حماية للثروة الوطنية والبنية التحتية للدولة التي تتعرض للتخريب نهاراً جهاراً ومن قبل مخربين قبليين معروفين وفي مناطق معروفة ، ليؤكد بما لا يدع مجال للشك عجز كل من قوات الأمن والقوات المسلحة، وفشل حكومة الوفاق الوطني في توفير الأمن والأمان وحماية مصالح الشعب واقتصاد البلاد والخدمات الأساسية للشعب ممثلة في المشتقات النفطية والكهرباء والاتصالات ، ولم يعد هذا العجز مقبول ولا مبررا ، خاصة بعد إعادة هيكلة الجيش ، كما أن التعقل والصبر وحلم القيادة السياسية مقابل عربدة وتحدي المخربين لم تعد مستساغة ، خاصة وان التحدي من قبل المخربين وصل إلى المجاهرة بالتحدي للدولة وخروج مجاميع منهم لتمنع بالقوة فرق الصيانة من إصلاح خطوط وأبراج الكهرباء التي ارتفعت وتيرة تخريبها بشكل سافر وتحدي واضح لرئيس الجمهورية عقب تصريحات رئيس الجمهورية مؤخران والتي أشار فيها إلى محاسبة من يقترف هذه الإعمال التخريبية ، وكأنهم بهذا التحدي الفعلي برفع معدل الاعتداءات لا يتحدون رئيس الجمهورية وحسب ، بل تحدي لشرف القوات المسلحة والأمن وإظهارها عاجزة عن الذود عن مصالح الوطن والشعب ، نعم على القوات المسلحة والأمن أن تعي تماما أن الشرف العسكري والأمني بات في المحك ، وان أرجى الحسم والردع للعناصر المخربة إلى ما بعد انتهاء الحوار الوطني ووجود دستور جديد ، غير مقبول على الإطلاق، وذلك لان القوات المسلحة والشرطة والأمن وأية قوات أخرى، هي ملك الشعب كله، ومهمتها حماية الجمهورية وسلامة أراضيها في الدستور الحالي والقادم .

إن انعدام الأمن وتعرض المواطنين للقتل بصفاقة واحتقار لكل القيم الإنسانية والقانونية، وعنجهية عناصر التخريبي واستمرار اعتداءاتها على أنبوب النفط والغاز وخطوط الكهرباء في بلادنا ، لم تعد ضرار بمصالح الشعب وحسب بل أصبحت انتهاكا وإذلالا لحقوقه الإنسانية في العيش الكريم، نعم أن شعبنا يصرخ ويتألم من العذاب الذي يكابده يوميا باستباحة حقوقه في العيش الأمن والكريم ، فهل تحرك هذا المعانة الغيرة والشرف العسكري لقواتنا المسلحة لتقوم بواجبها في الدفاع عن مصالح الشعب والوطن ؟ سؤل لا نريد الإجابة عليه بالعبارات والخطب، سؤل لم يعد مقبولا الإجابة من قبل عقد اجتماع لأفراد محنطين بالبدلات العسكرية كأنهم تماثيل شمعية ، سؤل نريد أن تكون الإجابة عليه من قبل قوات عسكرية تنبض بالحياة والرجولة وبالفخر والهيبة والإباء تزحف بسلاحها وعتادها القتالي العسكري والأمنية المسلح للقبض والردع وضرب كل عناصر التخريب ، بتلك الصورة التي شاهدنها لجيوش كل الدول التي تحركت قواته لمواجهة كل من يتعدى على كرام الوطن والمواطن.

هل شاهدة قادة قواتنا المسلحة تلك الطوابير من القوات الإفراد واليات العسكرية وهي تتحرك إلى سيناء لملاحقة وتأديب العناصر التي اختطفت سبعة جنود، تلك القوات التي اعتبرت ذلك تحدي لشرفها العسكري فانتفضت كالمارد للقيام بواجبها دون أي تردد أو إبطاء بل دون انتظار أي أذن كونها لا تحتاج إلى أذن لقيامها بواجبها الدستوري ، هل شاهدة قادة قواتنا المسلحة تلك الطوابير من القوات الإفراد واليات العسكرية وهي تتسلق الجبال وتجتاح الأودية بحثا عن عناصر تجرأت على امن موطن في إطراف البلاد ؟

هل شاهد قادة الأمن والداخلية في بلادنا كيف أن عناصر الأمن والبحث والتحقيقات في البلدان الأخرى وهي تواصل الليل بالنهر ولا ترجع إلى منازلها الا وقت ألقت القبض على المجرمين ؟؟

هل شاهد أعضاء النيابة في بلادنا ، كيف أن عضو النيابة في الدول الأخرى لا يقبل ولا يسمح ان يتفوق عليه المجرم بالذكاء ويتستر ويتملص من القانون ، كيف انه يعتبر ذلك تحدي وجود له ولعقله ، كيف أن ضابط البحث والتحري والضبط يعتبر كل يوم تمر قبل أن يلقى القبض على المطلوبين وكأنها دهر من الهم والتحدي وعار فشل لا يقبله فيكاد لا ينام ألا وقد انبلج فجر اليوم التالي ويده تحكم الخناق على المطلوبين من قبل العدالة ؟؟

متى سوف نرى ونسمع أن ضابطاً في القوات المسلحة أو الأمن في بلادنا ينتفض والدماء تغلي في عروقه والغضب يتفجر شراره في عيونه لا يقبل ابدأ هذا التحدي السافر والعنجهية والعربدة المستفزة في تعدونها على مصالح شعبنا وأمنه وثروته متى ؟؟؟

أني اقدر متعاطف مشاعر الإفراد والضباط من الجنود الذي يقتضي الانضباط العسكري منهم الالتزام وعدم التحرك إلا وفق الأوامر القادة ، وفي نفس الوقت لا التمس العذر أبدا للقادة في القوات المسلحة والأمن والداخلية ، والقادة السياسيين الذين كان لهم شرف ارتداء البذلة العسكرية، وأتذكر هناء قصة معبرة عن شرف ارتداء الزى العسكري ، فقد دخل جمال عبد الناصر احد اجتماعات مجلس الوزراء المصري بعد الثورة وكان في تلك الفترة يجمع بين منصب رئيس الجمهورية.