الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٢٠ مساءً

المتباكون على اوهام الماضي

محمد لطف الحميدى
السبت ، ٠٧ ابريل ٢٠١٢ الساعة ١١:٤٠ مساءً
المتباكون على اوهام الماضى
ينتابك شعور غريب وانت ترى اناس جياع حفاة امراض الابدان والقلوب يتباكون على ماض حفر على اجسادهم كل المعانات التى انهكتهم وجعلتهم امة ما رأت العز سنين طويلة اهات كتبت عليهم والآلام ارتسمت على جباههم المتئمل فيهم يكاد يرثى لحال هؤلاء فلا ماء ولا كهرباء ولا تعليم ولا صحة لسبب بسيط
هو انهم ارتضو مايصنع بهم زعيمهم الماضى بما صنع بهم واوصلهم الى حال من التردى والسخرية التى يتلقفونها من اولائك الذين انسلخو عن قيم الانسانية بغتصاب تلك الحقوق والانفراد بها من اجل ابنائهم وحاشيتهم تاركين امة تبكى على جدار الوهم لا الحقيقة تبكى على رجل اودعهم فى سراديب الظلام الابدى والفقر المنسى واهات الامراض المزمنة والمستعصية
لقد صنع المتباكون من جلادهم زعيما بفضل سكوتهم فماراعاهم وما اعطاهم حقهم بل قذفهم فى زوايا الاهات يعيشون ويتخبطون تتجاذبهم سنين الفاقة شردهم فى الامصار وجعلهم شذر مذر على بلدان الدنياء تنهش كرامتهم اناس لايعرفون من الانسانية الا ما يحقق لهم مرادهم فلا يئبهون بأمة جائعة لانهم هم من نصبو على انفسهم زعيما يحتفل بعيد ميلاده ويزهو وهم على جهلهم وجوعهم يصفقون على فتات لايكاد يسد جوعهم يدعون حب من انهك وعطل مقدراتهم يصفقون لا يعلمون لما يصفقون
فستئنسو بوهمه وكذبه وخداعه فستخف بهم فاطاعوه على جهل وعاطفة سحقت انسانيتهم سنين من الحرمان والثارات التى اشعل فتيلها فيما بينهم وقرب الاقوياء منه بدراهم اسكتهم فاصبحو عوننا له على انهاك وطن ومواطن وقف على طول الشوارع يبحث عما يسد رمق ابنائهم يستصرخهم العذ اب وينهش فى حقوقهم الذئاب
خذ لهم الفقر فاصبحو لا يفرقون بين ماض تكبدوه ونسو حضا اصا بهم ببغيه ينضرون الى زعيمهم وكان لم تلد امة احدا مثله فلا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا امة وكئن الخير شر والشر خير وهى تسير فى اتجاه غير سوى يصنع بهم العجب ومما يستدعى الوقوف حوله ان الثورات العربية التى سحقت حكامها الطغاة واسقطتهم على وجوههم خرجت لتبحث عن مستقبلها غير متئسفة على ماصنعت بطواغيتها بل فرحانة ان استطاعت ان تقذف بهؤلاء الحكام على وجوههم
لاكن ما اعجب فيه اننا نحن اليمنيين وقفنا على حيرة حينما نرى اقزام الامس وهم يستصرخون على من اكل حقهم ونهب وصادر كل جميل فى حياتهم لقد زرع ويزرع الشر اليوم ويمكر وهم على غفلتهم متكئون ان ارادة الشعوب الحرة التى تريد الحق جدير بها ان لا تولى اولئك المتباكين على ماض اسود حالك ان على الشعوب الحرة اليوم ان تعلم علم يقين ان من اراد العزة عليه الا يلتفت الى الورا وان يمضى الى تحقيق نصر للحرية
فالمتباكون هم عشاق الظلام الذين نخرو بصمتهم وبكائهم على من انهك الوطن وعاث فيه فسادا ان على هؤلاء ان يصحو وان يعلمو ان زمان الذل والتباكى ولى الى غير رجعة ولن يعود لاننا ماضون من اجل الحق مستعينين بالله
ان على هؤلاء المساكين ان يصحو ضمائرهم وان يلبسو ثياب المجد والتغيير فلن نعود الى الماضى ولن نستكين ان على المتباكين ان يعلمو علم يقين ان العزة باارادة الشباب من اجل يمنهم ومجدهم على هؤلاء ان يوقنو ويستسلمو لواقع اليوم واقع التغير واقع الحرية والعزة
مهما وضع فى طريق التغير شتى انواع المعرقلات فشباب اليوم اقدر ان يزيح عن طريقه كل المعوقات