السبت ، ٢٧ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٥٨ صباحاً

الموظف .. مواطن أمام مؤسسة أخرى !

أحمد مصطفى الغر
الثلاثاء ، ٠٨ مايو ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٤٠ مساءً
لو كان هذا المقال يصلح لدولة عربية دون غيرها ، لكنت قد حددتها فى العنوان ، لكن للأسف وجدتها ينطق على كثير من دولنا العربية ، لذا تركته دون تحديد دقيق للدولة أو للمؤسسة أو المصلحة ، سواء كانت حكومية او خاصة ، وان كان الموضوع أقرب للمؤسسات التى تملكها وتديرها الحكومات دون تلك التى تتبع القطاع الخاص.

لكل مصلحة أو مؤسسة موظفيها ، وهم الأدرى بخفاياها و قوانينها ، وهم أهل العلم والمعرفة بشئونها ، لكن للأسف فى كثير من الاحيان نجد أن نسبة ليست بالقليلة من موظفى هذه المصلحة او تلك لا يفقهون شيئاً عن أصول عمله ، هم فقط أشخاص موجهون من قبل رؤسائهم للقيام ببعض الأعمال دون مناقشة أو معرفة و لو حتى بالاعمال الاخرى المتعلقة و المرتبطة بعملهم .

خطوط غريبة يكتبون بها الوثائق والاوراق الهامة ، هى أشبه مايكون بالنقش الفرعونى على أوراق البردى أو رموز رجل الكهف فى العصر الحجرى ، والقصص كثيرة عن مصالح لمواطنين تعطلت لعدم وضوح الخط أو الأختام أو التواريخ ، وفى عصر الكمبيوتر والانترنت و استعداد الانسان كى يبدأ أولى رحلاته المؤهلة الى كوكب المريخ .. مازالت الكثير من الهيئات و المؤسسات الحكومية متمسكة بجيوش من الموظفين الكتابيين لكتابة الوثائق والاوراق ، أتذكر ألان موقف حدث مع أحد الخريجين فى إحدى الجامعات بدولة عربية عندما ذهب لاستخراج وثيقة معينة ، فإذا به يجد الموظفة غارقة فى بين تلال من الملفات الورقية ، فسألها لماذا لا تقومون بكتابة كل ما فى هذه الملفات على الكمبيوتر لتسهيل البحث والاستخراج ، فكان ردها : " كيف ؟! .. ونحن نكتب فى العام الواحد عشرة ألالاف وثيقة .. الكمبيوتر هيشيل أيه ولا أيه !! " ، لو ان الكمبيوتر بشراً لتبرأ من جهلكم يا أمة الورق !

وبغض النظر عن ذلك فإن ثمة شيئاً ما تجده بمجرد ان تطأ قدمك داخل أى مؤسسة حكومية ، تشعر بالضيق والملل بمجرد عبور مدخلها ، تصدمك الوجوه العابسة للموظفين ، المكان الحكومى معروف دائماً بكأبته و خلوه من أى لمسة إبداع سواء فى مبانيه وتخطيطها أو حتى أثاثه و حوائطه الداخلية والخارجية ، صحيح أن الحكومات تدفع الكثير والكثير عند إنشاء تلك الأماكن لكن وبكل أسف عدم الاهتمام بالصيانة و النظافة يحولها إلى كهوف ، بعض الموظفون يعقدون الامور و كما نقول " يوقفون المراكب السايرة .." ، على أتفه الاسباب يتذمرون ، الرشوة والمحسوبية جزء أساسى فى بعض الأماكن ، غريب حقاً أن يدفع المواطن كى يحصل على حقه ، وإذا دفع أكثر يحصل على حقه وحق غيره أيضا !

فيا كل موظف فى أى هيئة حكومية .. إتق الله ، و إعلم أنك اذا كنت موظف فى مصلحة ما و تتحكم فى شئون المواطنين ، فإعلم أنك مواطن امام مصالح أخرى ، فعامل الناس كما تحب ان يُعاملوك !