الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٢٧ مساءً

لقاء قديم فى البيت بيتك ! (1)

أحمد مصطفى الغر
الاثنين ، ١٤ مايو ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٤٠ مساءً
انتظرت طويلاً أن يتم إذاعة الحلقة التى استضافنى فيها الاعلامى الكبير/ محمود سعد فى برنامج (البيت بيتك) لكن من دون جدوى ، فلم يتم إذاعة الحلقة ، كما أن البرنامج قد تم إحالته للتقاعد ليحل محله برنامج (مصر النهارده) .. ثم سرعان ما تم إلغاء البرنامج الثانى أيضا ، ويترك محمود سعد التلفزيون من بابه ! ، لذا فقد قررت أن أكتب الحلقة نصياً كى يقرأها زملائى والكام نفر اللى يعرفونى ، كى أضيع عليهم فرحة عدم مشاهدتهم لي على التلفزيون .. وكمان من باب عدم الشماتة ، ولا تنسوا أن أجمل ما فى الحلقة المكتوبة نصياً هو عدم وجود فواصل إعلانية مملة وطويلة تعكر من صفو المشاهدة ــ أقصد: القراءة !

أولاً أود أن أخبركم بأنه قد تم استضافتى فى البرنامج كمواطن مصرى عادى (والدتى ليست أمريكية) كى أتحدث أن أحوال الشباب و البلد وما يحدث فيها ، وقبل أن أبدأ فى سرد الحلقة أتمنى ألا تقاطعنى أو تتوقف عن القراءة محاولاً البحث عن إجابات للأسئلة التى قد تطرأ فى ذهنك فجأة .. ولذلك حكمة .. فى الواقع لا أعلمها !

سألنى الاستاذ محمود سعد عن أحوال شباب البلد والبطالة ؟ فأجبته: "لا يوجد بطالة ، دا حتى أصحاب القهاوى والكافتيريات بدأوا يشتكوا من قلة الزبائن " ، وضع يده على جبهته وابتسم ابتسامته المعروفة وقال : "معقولة ؟" ، فقلت له: " طبعا ، لأن كل الشباب ألان يعملون فى المقاهى والكافتيريات ، ماذا يفعل شاب تخرج من كلية أو معهد ليس لهم علاقة بسوق العمل المصرى؟! بدأ كل واحد يفتح نت كافيه أو قهوة أو محل موبايلات... ، لكن صدقنى أجمل ما يميز تلك الأماكن ويدل على بقاء الأمل فى النفوس هو أن أحد حوائطها يحمل برواز كبير لشهادة التخرج ! " ، سألنى عن رأيى فى الحكومة ؟ فأجبته : " مأقدرش أتكلم فى غياب المحامى بتاعى ! " ، فسألنى عن المحامى؟ ، فأخبرته بأنه معتصم على سلم النقابة و مضرب عن العمل . فطمأننى ا/محمود وقال : " البرنامج ده بيتذاع فى تلفزيون الحكومة ، قول رأيك وماتخفش ، وعلى فكرة الحكومة مش بتزعل من اللى بينتقدها فى تلفزيونها ، إنما بتزعل أوى من اللى يسوء سمعتها فى الفضائيات التانية " ، لعل تلك الكلمات هى التى شجعتنى على الكلام بعد أن كنت ممتنع عنه ، حتى أنها أيضا شجعتنى على شرب مَجْ الشاى التى أحضروها لى ، لكننى لم أستمتع بها كونى كنت مضطر أن أحافظ طوال الوقت على أن يكون (لوجو) البرنامج فى الامام حتى يظهر على الشاشة.

عاود ليسألنى " قولى رأيك فى الكهربا ؟" ،أجبته قائلاً :" بيقطعوها عننا يومياً أكتر من مرة ،ولما نشتكى ، أوقات يقولنا انها إصلاحات ، وأوقات تانية يقولوا إنهم بيعملوا ترشيد ، وأوقات تالتة يقولوا إنهم بيعملوا تخفيف أحمال عن الشبكة ، وياريت كدا وخلاص إنما بيطالبونا بعدم تشغيل التكييفات والغسالات الاتوماتك !! ، طب هو عندنا أصلا تكييفات وغسالات أتوماتك ؟! ، هناك مناطق بالكامل لا تجد مروحة سقف سوى فى بيت أو اتنين على الأكثر " ــ " قولى رأيك فى الصحة؟" ، " بقت فى النازل " ــ " قولى رأيك فى الاسعار؟" ، "بقت فى الطالع" .

"أنت وصلت فى التعليم لحد فين ؟" ، "لا، أنا الحمدلله سيبته من زمان لما حسيت أنه هيدمر مستقبلى" ــ " تعرف المادة 76 من الدستور؟! " ،" عمرى والله معرفتها ، ولا حتى المادة 75 " ــ " تعرف قانون الضريبة العقارية ؟!" ، " ولا حتى قانون نيوتن الثانى !!" ــ فتغيرت ملامحه فجأة ثم قال " انت شكلك عايش فى عالم تانى " ، فأجبته :" لأ ، أنا عايش فى مصر ، بس الحكومة تقريباً شغالة فى دولة تانية ! "

خرجنا لفاصل إعلانى وبعد العودة سألنى عن رأيى فى قضية خالد سعيد؟ ، فأجبته :" إتفقتنا جميعاً على وصفه بالشهيد ، واختلفنا على وصف سبب شهادته ، فالصحف القومية تقول أنه شهيد البانجو ، والمستقلة تقول: شهيد الطوارئ ،والاجنبية تقول: شهيد التعذيب ،والطبيب الشرعى يقول: شهيد نتيجة الاصطدام بالأرض أو حائط مدخل العمارة ، أما أغرب ما سمعته هو ما أدعاه أحدهم بأنه شهيد نتيجة أن د/البرادعى جعله يبلع لفافة من منشورات جمعية التغيير وكانت المنشورات لونها أخضر ! " ــــ لعلك تبدأ فى انتقادى وتخبرنى بأن قضية خالد سعيد قد تفجرت بعد توقف اذاعة برنامج (البيت بيتك) ،لذا أطالبك بالصبر ،لأننى سأجيبك عن كل ذلك و أوضح لك الأمور ولكن فى الجزء الثانى من المقال ! ..

و إلى لقاء فى الجزء الثانى ...