الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٤٢ صباحاً

حمودي يحب النظام

علي غالب الانسي
الخميس ، ١٧ مايو ٢٠١٢ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
أغنية قديمة مطوّرة وبألحان عربية مختلفة اكتسبت طابعا خاصا في بلاد السعيدة كونها ما عادت تطرب احدا فضلا عن التسبب في الدوار والغثيان ولا يستمتع بأدائها حتى المروجون لها لان مضمونها يتنافى كليا مع الايقاع الشكلي المتأرجح بين الجمالية المصطنعة وبين القبح الرمزي المعبر عن الكنه الانتهازي الوقح للنفسية المريضة الساخرة من ارادة الشعب وغضب الجماهير.

والنظام وفقا للمدلول الثوري باعتباره وصفا للفساد والاستبداد الهمجي العائلي ووجها دميما للفوضى المنظمة والعبث الممنهج بحاضر ومستقبل الوطن ، ومجسّما هلاميا نحته الاعلام الصنمي وعبدته الاقلام المتاجرة بالضمائر والقيم ومجدّه اشباه المثقفين وباعة المهن المتجولين وطاف حوله المهرجون والمنتفعون والرعاع والمنافقون القدامى رجسا مصابا بداء الكلب السياسي بات من الحماقة الادعاء بان ذَنَب الكلب في وضع الاعتدال طالما ورأس الاعوجاج ما زال ينبح ويلهث معترضا سير القافلة ومتجاهلا لساحات الاحرار التي اخرسته حين صرخت معبرة عن ارادة الشعب بضرورة سقوطه ورحيله الى مزبلة التاريخ. هكذا نظام لسنا معنيين بان أحد اذنابه يُنعت بحبه وعشقه والموت من اجله، فمن الطبيعي ان يظهر على سلوك افراد العصابة الميل الى تقليد تصرفات الزعيم أملا في دور مستقبلي افتراضي تؤهلهم لذات المنصب.

ومما يثير الشفقة والاشمئزاز إمعان البعض في لحظة نقاش جدلية قذف قنبلة فراغية وسط الافكار المحتشدة من نوع الاعتراف الصريح والضمني بالفساد الشامل والقاتل متبوعا بأداة الالغاء (لكن) وبعد لكن تتصاعد الادخنة الرمادية ذات الرائحة الكريهة المنبعثة من الاسطوانة المهترئة – حمودي يحب النظام – حمادي قانوني – احمد غير ابيه. وامام هذا التكتيك المباغت لابد من التوقف برهة للاعتراف بتأثير تلك الغازات الساذجة على الاعصاب الثائرة والعقول التي تحترم ذاتها.

فالمذكور اصبح قائدا للحرس خلفا لعمه حسب النظام وترقى رغم فشله في دراسته تطبيقا لروح القانون وتجاوز من هو اقدم منه رتبة وخدمة وافضل خبرة وكفاءة تجسيدا للنص الدستوري الذي يمنحه حق المواطنة المتساوية واستحوذ على اكثر من نصف ميزانية الدفاع والامن بأسماء مزورة وألوية وهمية وبناء بوابات وهناجر وتحسين التغذية لمنتسبي الحرس خدمة للنظام والقانون.

ادار المؤسسة الاقتصادية بجدارة واستطاع ان يكون البوابة الوحيدة للاستثمار خلال سنوات واحد اهم عوامل الجذب والتشجيع لرأس المال الخارجي ومشاركا مساهما بالحماية والتسهيلات لكل رجال الاعمال والشركات وبدون رشوة كما زعم الامريكيون وعمل على تطوير كاك بنك الخاص بوالده وشجع حافظ معياد المسئول المباشر على مخيمات الشرعية لينفق 25 مليون دولار فقط على الدجاج الشرعي وباقي الفاتورة على حساب الحصانة ،كل ذلك من اجل الحفاظ على النظام ومخلفاته الادمية .

قتل النساء والاطفال والرجال في تعز وارحب ونهم وبني جرموز وفي الحصبة والقاع وكنتاكي وفي جمعة الكرامة والملعب الرياضي ومسيرة الحياة وفقا للنظام ومقتضيات الحفاظ على السكينة العامة.

خصص مكانا مستقلا في عطان لأفراد المهام الخاصة ومارس الاختطاف والتعذيب والاعتقال والقتل حسب الاعراف الدولية ومبادئ حقوق الانسان ، ووزّع الاسلحة والاموال على البلاطجة وانصار الشريعة والشرعية والطائفية تنفيذا للمبادرة الخليجية وتمهيدا للهيكلة والتدوير.

لا يستطيع ان يوجّه كتائب الحرس بحماية أبراج الكهرباء لأنها ليست من اختصاصه قانونا فألوية الحرس متخصصة مظاهرات ومعتصمين وثورة مؤسسات ، ودعمه لعمه غير الشقيق وابن عمه الشقيق في التمرد على قرارت الرئاسة وسيطرت قواته على مبنى القيادة الجوية وقاعدة الديلمي وطارق الجويتين ما هو الا تعبيرا واضحا عن احترامه للنظام وتطبيقه للقانون.

ولقد سطرت كتائبه ملاحم عظيمة في غزوة رداع الاولى ولم تطلق طلقة واحدة في معركة النيران الصديقة ملحقة هزيمة منكرة بنزلاء السجن المركزي ومسجد العامرية الاثري وما فعله ويفعله في ابين لمواجهة خطر الارهاب دليلا آخر على قانونية توجيهاته والتزامه بمعيار التخصص .وما توزيعه للمسدسات الخاصة على المشائخ والضباط والمسئولين المؤيدين للنظام الا اصرارا على ترسيخ العلاقة الاجتماعية بين صياد وعيالها .

ومن الاجحاف ان نفهم اهداءه للفلل والحراسات والسيارات لبعض اعضاء اللجنة العسكرية بانها مخالفة قانونية تشوه الصورة الذهنية عن رجل النظام في اليمن فقد منح فلة وسيارة ومرافقين لمن يقدم خدماته مقابل واحد شاي عملا بوصية والده وها هو يقف معه بعد ما باعته زوجته على الهواء مباشرة بواحد ليم.

وما حدث من تهديد للصحفيين والاقلام الحرة من عاشق النظام ومن قبله ابن عمه القومي الا سمة ايجابية لهذه العائلة النظامية ومن شابه اباه فما ظلم .

وما زلت اثق في قدرة الايام والقرارات القادمة على كشف المعاني والدلالات المجسّدة للعاطفة الجياشة المغرمة بالنظام حينها سنغني جميعا (حمّودي يحب النظام – يوووووه يحب النظام – زعلانه وابوها رفض – وسرى الليل يالفاسدين)