الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٠٨ صباحاً

(مارتن لوثر كنج) اليمن

بشير المصباحي
الخميس ، ٠١ يناير ١٩٧٠ الساعة ٠٣:٠٠ صباحاً
إسم تردد في ذاكرة اليمنيين كثيرا ذلك الرجل الأكاديمي الإقتصادي المعروف بتواضعه العالي ونبل ودماثة أخلاقه لم ينصفه اليمنيون في ظل دولة لا تحترم سوى لغة القوة والبندقيه وأمة لا تلقي بالا لمثقفيها ورجالها وساستها المخلصين لوطنهم وأمتهم.
ومع إشتداد المعارك في اليومين الأخيره في منطقة الحصبه بدى معدن الرجل وأصالته من خلال ردة فعله على مجموعة من الشباب من مختلف أنحاء اليمن الذين ذهبوا من ساحة التغيير إلى محيط منزله ليمثلوا سورا واقيا ودروعا بشرية دفاعا عن هذا الرجل الوطني الذي يحظى بإحترام شعبي كبير في مختلف أنحاء اليمن ، فماذا كانت ردة فعله عليهم ؟
لم يكن حينها خائفا على نفسه كونه أحد أهم أركان المعارضة في اليمن ، ولم يتردد في خروجه إليهم بتواضعه المعهود والذي قام بكل بساطة بالتحدث إليهم وإقناعهم بالعوده إلى ساحة التغيير بعد أن قام بتقبيل الكثير منهم على رؤوسهم ، لله درك أيها الرجل العظيم!!!!
هذا الموقف يذكرنا بسفره للخارج من أجل العمل في مجال تخصصه الأكاديمي بعد أن كان رئيسا لمجلس النواب في دولة الوحده ، إلا أن المناصب والألقاب لا تعني للرجل شئ بقدر ما يعني له حبه وإخلاصه لوطنه وأمته ،،،، ترك حينها كل شئ وذهب محتفظا بوحدة بلده التي لم يقبل بالمساومة عليها مهما يكون الثمن.
إننا لا نمدح الرجل لأن مقامه أكبر من أن نتحدث عنه ولكننا نتألم عندما تكون لدينا مثل هذه القامات الشامخة وبهذا النضج السياسي والإتزان والقدرة على العطاء والحكمة والبصيرة النافذه والإيثار والتضحية من أجل الوطن بكل إنكار للذات ، ومع ذلك تجدنا نتخبط عند أبسط المنعطفات وتقودنا العواطف في الأفعال السياسيه التي يتحدد من خلالها مصير بلدنا وأمتنا.
إنه الدكتور / ياسين سعيد نعمان هذا الرجل بهذا الحجم وهذه المكانة المرموقه وهذا الإحترام الكبير يستحق بأن يكون رجل المدنية الأول في اليمن وسيخلده التأريخ إلى جانب مارتن لوثر كنج الذي قاد المطالبة بالحقوق المدنية في الخمسينات والستينات من القرن الماضي في الولايات المتحدة الأمريكيه والذي يذكرنا بقول أبي الطيب المتنبي:
وتعظم عند الـصغـــير صغـــــــــارها .... وتصغر عند العظــــيم العظـــــــائم.